في يومهم العالمي.. الطفولة في اليمن مأساة تفاقمها جرائم مليشيا الحوثي (تقرير خاص)

[ الطفولة في اليمن/ اليونيسيف ]

تعيش الطفولة في اليمن للعام الثامن على التوالي، إحدى أسوأ المآسي في العالم جراء الحرب المتواصلة في البلاد، واستمرار مليشيا الحوثي الإرهابية انتهاكاتها للقوانين الدولية وارتكاب أبشع الجرائم بحقهم،وسط صمت دولي مريب.
 
وتشير التقارير الأممية والحقوقية، إلى أن أطفال اليمن يتعرضون لأسوأ وأبشع أنواع الجرائم والانتهاكات على مستوى العالم مع استمرار سياسية الإفلات من العقاب وغياب أدوات المحاسبة للمتورطين في تلك الجرائم.
 
ولا تقتصر الجرائم التي تطال الأطفال على الحاضر بل تتعدى ذلك إلى المستقبل مع إصرار مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على إدخال التغييرات الطائفية على مناهج التعليم وشحن عقول النشء بالأفكار التي تمجد العنف وتنتج أجيالاً من المثقلين بصراعات الماضي.
 
عام دامي
 
في اليوم العالمي للطفل 20 نوفمبر، الذي يصادف هذا العام اليوم الأحد، يعيش أطفال اليمن عاماً دامياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
 
وتقول منظمة إنقاذ الطفولة الدولية، في بيان لها بالمناسبة، اليوم الأحد، إن طفلاً يُقتل أو يُصاب في المتوسط كل يوم في اليمن هذا العام 2022م.
 
وأوضحت أنه "على الرغم من المكاسب الإيجابية التي تحققت للأطفال خلال الهدنة على مستوى البلاد، فقد قتل أو جرح أكثر من 330 طفلاً يمنيًا في الحرب حتى الآن هذا العام".
 
وأضافت أن 91 طفلاً يمنياً قتل وأصيب 242 آخرين خلال الفترة من 1 يناير ـ 15 نوفمبر الجاري، بمتوسط أكثر من طفل واحد في اليوم.
 
ومن بين هذا العدد قتل 43 طفلاً وأصيب 82 آخرين، جراء الألغام الحوثية ومتفجرات الحرب خلال فترة الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة في البلاد خلال الفترة من 2 أبريل ـ 2 أكتوبر 2022م، حسب بيان سابق للمرصد اليمني للألغام.


 
الحرب تلقي بظلالها
 
غالبًا ما يدفع الأطفال الثمن الأكبر في هذه الحرب، حيث يموت طفل كل عشر دقائق في اليمن بسبب أمراض يمكن الوقاية منها مثل الإسهال وسوء التغذية والتهابات الجهاز التنفسي، كما يفتقر 8.4 مليون طفل للمياه النظيفة والصرف الصحي والنظافة، وفقا لتقارير أممية في هذا الشأن.
 
وتوضح التقارير أنه من المتوقع أن يعاني 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة من الجوع هذا العام، بما في ذلك 400000 طفل من المتوقع أن يموتوا بسبب سوء التغذية الحاد الوخيم.
 
ويشكل الأطفال نسبة كبيرة من أعداد النازحين اليمنيين في اليمن والبالغ عددهم أكثر من 4.3 مليون شخص.
 
ووفقاً لذات التقارير فإن أكثر من مليوني طفل باتوا خارج المدرسة، مما يحرمهم من التعليم ويعرضهم لمخاطر الحماية.


 
جيلٌ مُعرض للإبادة
 
في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي للطفل، قالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، اليوم الأحد، "في حين أطفال اليمن يجدون أنفسهم بعد مرور 33 عامًا على تصديق بلدهم على اتفاقية الطفل يئنون في بؤرةٍ ملتهبةٍ في هذا الكوكب، هم أحد أبرز ضحايا دون ناقةٍ لهم ولا جملٍ حيث تقام للأطفال في اليمن مآتم على مدار العام، ويدفعون ثمناً باهظاً جراء استمرار انتهاكات وجرائم مليشيات الحوثي بحق الطفولة".
 
وأضافت أن جيلاً كاملاً من الأطفال في اليمن يوشك أن يُقضى عليهم، "إذا لم يتحرك الضمير العالمي ويعمل على وقف جرائم وانتهاكات مليشيات الحوثي بحق الأطفال في اليمن"؛ مشيرة إلى أن الضغوطات الدولية على مليشيات الحوثي لم تعطي املاً لأطفال اليمن في العيش بأمن أسوه ببقيه أطفال العالم.
 
وأوضحت أن "الأطفال في اليمن يقفون في فوهة البندقية كل يوم بطريقة أو بأخرى، إما بتعرضهم للقتل المباشر أو غير المباشرة، أو بتعرضهم لنتائج الحرب التي غيرت نمط حياتهم وأسرهم، وحرمتهم من أبسط مقومات الحياة كالغذاء والصحة والتعليم والمأوى".
 
ولفتت إلى أنها سجلت عبر فريقها الميداني نحو (52303) واقعة انتهاك طالت الأطفال في اليمن تورطت بها مليشيات الحوثي، خلال الفترة من 1يناير 2015م وحتى 1يوليو/ تموز 2022م.
 
وتنوعت تلك الانتهاكات التي سبق وأن نشرتها الشبكة خلال ندوة حقوقية على هامش أعمال الدورة 51 لمجلس حقوق الانسان أواخر سبتمبر الماضي، تنوعت  بين "جرائم قتل الاطفال وإصابة واختطاف والتشريد والحرمان من التعليم وأعمال القنص والتجنيد ومنع وصول العلاج والغذاء والماء نتيجة الحصار الذي فرضته جماعة الحوثي على أغلب المحافظات اليمنية".
 
وأشارت إلى أنها سجلت (1343) حالة قتل خارج نطاق القانون بينهم (31) رضيع، كما سجلت الشبكة (1620) حالة إصابة بجروح متفرقة في الجسم، كما وثقت الشبكة (321) حالة إعاقة دائمة للأطفال في اليمن.
 
ولفت التقرير إلى توثيق (522) حالة اعتقال واختطاف خاصة بالأطفال أغلبهم تم اختطافهم من أجل ابتزاز أهاليهم.

 

وعن عمليات التجنيد الإجباري للأطفال، أوضح التقرير أن مليشيا الحوثي قامت بتجنيد (12341طفلاً) لا تتجاوز أعمارهم (14) عاماً، خلال ذات الفترة، مشيرة إلى استمرار عملية التجنيد الإجباري وفرضه على القبائل بالإكراه.
 
ووثقت الشبكة مقتل (1716) طفلاً في المواجهات أثناء قتالهم بصفوف جماعة الحوثي قامت الجماعة بالزج بهم في جبهات القتال والذين تم تشيعهم في مواكب جنائزيه معلنه وجرى بثها عبر وسائل الاعلام الرسمية التابعة لمليشيات الحوثي.
 
كما تأكدت الشبكة عبر فريق رصدها ومصادر خاصة من إصابة (3114)، نقلتها عن سجلات أقسام الرقود في المستشفيات في مختلف المحافظات من بينها محافظة صنعاء والمحويت وذمار والحديدة وحجه وإب تعز والبيضاء والضالع ومن الكشوفات الخاصة بمؤسسة رعاية الجرحى التابعة لجماعة الحوثي، حسب التقرير.
 
ووثقت الشبكة تشريد وتهجير عشرات الآلاف من الأطفال من مختلف محافظات الجمهورية.
 
تفخيخ المستقبل
 
عمدت ميلشيات الحوثي خلال السنوات الماضية، على غرس الأفكار الطائفية في عقول النشء عبر سلسلة من الأنشطة والفعاليات والبرامج الطائفية في المدارس والمنابر الدينية والمراكز الصيفية، بالإضافة إلى تحريف المناهج الدراسية وإدخال آلاف التعديلات التي من شأنها تفخيخ عقول الطلاب في الحاضر والمستقبل.
 
وتضمنت التعديلات الحوثية دروساً تحرض على القتل والعنف والكراهية والفتنة، وتحث على ثقافة الموت، بما يخلق جيلاً عدائياً يحكمه الفكر الطائفي.
 
وإضافة إلى ذلك عمدت مليشيا الحوثي على احياء الفعاليات الطائفية في المدارس وإجبار الطلاب على تريد الصرخة الخمينية ضمن نهج مدروس لمسخ هوية الأطفال الوطنية والعربية وغسل عقولهم بأفكارها الظلامية المتطرفة، وغرس الحقد والكراهية للآخر ونسف قيم التعايش بين اليمنيين
 
وكانت الحكومة اليمنية قد حذّرت في أكثر من مناسبة "من مغبة هذه الممارسات الحوثية على النسيج الاجتماعي والسلم الاهلي اليمني، وكذا من مخاطر سعي مليشيا الحوثي لخلق جيل من الارهابيين والمتطرفين الذين يدينون بالولاء للحرس الثوري الايراني، ولا يشكلون خطر على اليمن فحسب بل على الامن والسلم الاقليمي والدولي".


 
دعوات للحماية
 
وأمام واقع مؤلم كهذا، دعت لجنة التحقيق الوطنية (حكومية)، يوم السبت، المجتمع الدولي العامل في مجال حماية الطفولة، إلى رفع مستوى تدخلاته في مجال الحماية الإنسانية لأطفال اليمن.
 
جاء ذلك خلال تنفيذ اللجنة جلسة استماع للعديد من الأطفال ممن تعرضوا لإنتهاكات حقوقية خلال السنوات الماضية بعدد من المحافظات.
 
وأكدت اللجنة أن قصور المجتمع الدولي في تدخلاته لحماية الطفولة، قد أدى في الكثير من جوانبها إلى موت الأطفال جوعا، وتعرض الكثير منهم للأمراض المختلفة، حسب وكالة الأنباء اليمنية سبأ
 
وذكّرت اللجنة الوطنية للتحقيق وبمناسبة اليوم الدولي للطفولة، كافة الأطراف بالتزاماتها تجاه الأطفال وحظر استهداف بيئاتهم أو البنى التحتية خاصة الصحية والتعليمية منها وتعريض حياة الأطفال وسلامتهم للخطر.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر