المونيتور: لماذا بدت طهران منزعجة من "اتفاق الرياض" بين الحكومة اليمنية والانفصاليين؟ (ترجمة خاصة)

أعتبر موقع المونيتور الأمريكي، معارضة إيران الشديدة لاتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والانتقالي المدعوم إماراتياً يعود إلى مخاوفها المتعلقة بتأثير الاتفاق على توازن القوى في اليمن، والمخاوف بشأن تصاعد التوترات مع المملكة العربية السعودية.

ونقل الموقع في تقرير له ترجمه "يمن شباب نت" عن المحلل الجيوسياسي الإيراني علي أحمدي قوله،: إن إيران لا تعتبر اتفاق الرياض "خطوة نحو السلام" وإنما مجرد "إعادة تنظيم للقوات على جانب واحد من النزاع".

وأضاف: على الرغم من أن "اتفاق الرياض" حظي بالثناء من المجتمع الدولي كونه يمنع حربا أهلية طويلة في جنوب اليمن، تنظر إيران إلى استعادة الوحدة داخل التحالف الذي تقوده السعودية باعتباره "تطور سلبي".

وقال أحمدي، إن إيران تعتبر الصراع في اليمن "حرب عدوان غير شرعي سببها التوسّع الطائفي السعودي السني"، ويرى أن "الاحتكاك بين هذه القوات خطوة إيجابية نحو انسحابها في نهاية المطاف".

نص التقرير:

في 6 نوفمبر، أدانت إيران اتفاق الرياض، الذي دمج المجلس الانتقالي الجنوبي ضمن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي إن اتفاق الرياض سيؤدي إلى "احتلال جنوب اليمن" من قبل المملكة العربية السعودية، "ولن يساعد بأي حال على حل مشاكل اليمن".

يمكن تفسير معارضة إيران الشديدة لاتفاق الرياض من خلال مخاوفها المتعلقة بتأثير الاتفاق على توازن القوى في اليمن, والمخاوف بشأن تصاعد التوترات مع المملكة العربية السعودية.
 
"علي أحمدي" -المحلل الجيوسياسي في طهران- أخبر "المونيتور"أن إيران لا تعتبر اتفاق الرياض "خطوة نحو السلام" وإنما مجرد "إعادة تنظيم للقوات على جانب واحد من النزاع". وعلى الرغم من أن "اتفاق الرياض" حظي بالثناء من المجتمع الدولي كونه يمنع حربا أهلية طويلة في جنوب اليمن، تنظر إيران إلى استعادة الوحدة داخل التحالف الذي تقوده السعودية باعتباره "تطور سلبي".
 
وقال أحمدي: إن إيران تعتبر الصراع في اليمن "حرب عدوان غير شرعي سببها التوسّع الطائفي السعودي السني"، ويرى أن "الاحتكاك بين هذه القوات خطوة إيجابية نحو انسحابها في نهاية المطاف".
 
على الرغم من أن المملكة العربية السعودية قد انخرطت مع العراق وباكستان في تخفيف التوترات مع إيران، إلا أن أروقة السياسة الخارجية الإيرانية لا تزال حذرة من نوايا الرياض. 

"ميسم بهرفيش"محلل استخباراتي إيراني سابق وأكاديمي بجامعة لوند بالسويد، قال للمونيتور بأن"رفض إيران القوي لاتفاق الرياض مدفوع بتصوراتها عن تورط السعودية والولايات المتحدة في احتجاجات العراق ولبنان". ومن خلال انتقاد الجهود الدبلوماسية في اليمن، ترسل إيران إشارة إلى الرياض بأنها تعتبر اليمن بمثابة وسيلة للرد على جهود المملكة العربية السعودية لاحتواء إيران.
 
وبما أن إيران ترغب في إبقاء المملكة العربية السعودية متورطة في اليمن, وفي منع الرياض من إبرام اتفاق سلام بشروطها، يمكن لطهران توسيع دعمها للحوثيين ومحاولة زيادة مكانتها كصاحب مصلحة دبلوماسية في اليمن. 
 
في 26 أكتوبر، استقبل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف, الناطق باسم الحوثي محمد عبد السلام في طهران، ودعا إلى "إنهاء الحصار عن اليمن". وبما أن هذا الاجتماع قد تم بالتوازي مع مفاوضات اتفاق الرياض، فقد اعتبر على نطاق واسع محاولة من جانب إيران للتعبير عن تضامنها مع الحوثيين ضد التحالف الموحد الذي تقوده السعودية.  كما أن تأييد إيران لجهود القيادي الحوثي, محمد الحوثي للتقليل من أهمية اتفاق الرياض يوضح أيضًا التزام طهران الثابت بقضية الحوثيين.
 
 وعلى الرغم من أن الحوثيين يشاركون في مفاوضات مع المملكة العربية السعودية لإنهاء الحرب في اليمن، إلا أن التوترات بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية استمرت في الاشتعال. 

ففي 9 نوفمبر / تشرين الثاني، ادعت قناة "المسيرة" التلفزيونية التي يديرها الحوثيون أن الحوثيين أسقطوا طائرة تجسس سعودية بدون طيار في منطقة السواح، المتاخمة لمحافظة نجران في جنوب المملكة العربية السعودية. أثار هذا الحادث ورفض إيران لاتفاق الرياض مخاوف من أن تواصل إيران تشجيع الحوثيين على القتال.
 
"فاطمة الاسرار -وهي خبيرة غير مقيمة في معهد الشرق الأوسط - قالت للمونيتور إن بإمكان إيران تشجيع الحوثيين على التوسع في جنوب اليمن من أجل "تقويض دور المملكة العربية السعودية كوسيط". وقد شرحت "الإسرار" هذا السيناريو المحتمل بقولها "إيران والحوثيين لديهم ثمن منخفض الكلفة ربما يدفعوه بزعزعتهم للاستقرار في المناطق اليمنية، "بسبب غياب رقابة وسائل الإعلام الدولية على هذه الأعمال.
 
وبالإضافة إلى توسيع دعمها للحوثيين، يمكن لاتفاق الرياض أن يدفع إيران إلى تكثيف جهودها لتظهر كصاحب مصلحة دبلوماسية بارزة في عملية السلام في اليمن.  تصريحات أخيرة لكبار المسؤولين الإيرانيين تكشف عن رغبة إيران في توسيع مشاركتها في مفاوضات السلام اليمنية. 

ففي الثالث عشر من أكتوبر، أصر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بأن تنفيذ خطة إيران المكونة من أربع نقاط للسلام يمكن أن ينهي الحرب في اليمن.  وفي 16 أكتوبر، قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إن طهران ستكون مستعدة للتوسط في اليمن، إذا قبلت المملكة العربية السعودية بحل سياسي للصراع.
 
 تعكس هذه التقييمات الواثقة حول تأثير إيران المحتمل على عملية السلام في اليمن جهود طهران لإقناع المجتمع الدولي بأنها يمكن أن تلعب دوراً بناءً في اليمن.
 
 ففي أغسطس/ آب، استضافت وزارة الخارجية الإيرانية اجتماعًا في طهران مع الحوثيين وممثلين عن الاتحاد الأوروبي من الرباعية الأوروبية (المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا) ناقشوا فيها الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في اليمن. 
 
وفي سبتمبر، كشفت إيران عن خطتها الأمنية "التحالف من أجل الأمل" في الخليج، والتي أظهرت التزامها المتزايد بالحفاظ على الأمن الجماعي الإقليمي، وأكدت طهران على أهمية إنهاء الحرب في اليمن من أجل الاستقرار في الخليج الفارسي (العربي).
 
 على الرغم من تصريحات النوايا هذه، تظل إيران غامضة بشأن رؤيتها لمستقبل اليمن بعد الصراع. ففي أغسطس/ آب، أعترف خامنئي رسمياً بحكومة الحوثيين في اليمن وقال: إن "مقاومة رجال ونساء اليمن المؤمنين" ستوفر قادة اليمن في المستقبل.  وعلى الرغم من القوة المتنامية للتحالف الإيراني - الحوثي، فإن مصداقية رؤية خامنئي يقوضها عجز الحوثيين عن تحقيق نجاحات عسكرية دائمة في جنوب اليمن.
 
وعندما سُئل عن كيف يمكن لإيران أن تتغلب على هذه القيود، أخبر عبد السلام محمد، مدير مركز أبعاد للدراسات ومقره صنعاء، المونيتور، بالقول "إيران لا تحتاج إلى سيطرة كاملة على اليمن" ولكنها تريد ضمان السيطرة على مناطق الحوثيين بالقرب من الحدود السعودية اليمنية و"تظل قوة مسلحة قوية داخل الدولة أو خارجها".
 
 لإضفاء الشرعية على موطئ قدم الحوثيين في اليمن، تفضل إيران اتفاق تقاسم السلطة على إصلاحات شاملة للهيكل الدستوري اليمني. سيفاش فلاحبور، صحفي مقيم في طهران، قال: إن إيران ترفض فكرة قيام دولة فيدرالية في اليمن، لأنها "أعلنت مرارًا وتكرارًا أنها تعارض أي مشروع للتغيير الجغرافي في الشرق الأوسط".
 
وعلى الرغم من أن إيران لا تزال أشد منتقدي المجتمع الدولي بسبب التدخل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، فإن معارضة طهران لاتفاق الرياض تشير إلى أنها تعارض بالمثل الحل الدبلوماسي الذي تقوده السعودية للحرب. 

ومن أجل تقييد حرية المملكة العربية السعودية في العمل في الشرق الأوسط وإخراج زخم مبادراتها الدبلوماسية عن مسارها، يمكن لإيران تعزيز تحالفها مع الحوثيين وتوسيع مبادرات التحكيم الخاصة بها في اليمن في الأشهر المقبلة.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر