الهجوم الإسرائيلي يُخلّف دماراً كبيراً في منشآت ميناء الحديدة.. هل سيؤثر على نشاطه؟

[ المنشآت النفطية تأثرت بشكل كبيرة جداً جراء الغارات/ صور فضائية ]

شن العدو الصهيوني قصفا مكثفا على موانئ الحديدة قبل يومين استهدف رافعات جسرية تستخدم في مناولة الحاويات بميناء الحديدة بالإضافة إلى تدمير معظم خزانات النفط الرئيسية بالميناء التي تحتوي على عشرات آلاف الأطنان من الوقود.
 
ووفقا لمصادر محلية فإن القصف الإسرائيلي دمر كليا وجزئيا 17 خزانا في ميناء الحديدة يشكلون معظم خزانات الوقود الرئيسية التي تجمع فيها شحنات الوقود المستورد قبل توزيعها في السوق اليمنية، كما أصاب القصف جزءا من محطة الكهرباء في الكثيب.
 
وتظهر لقطات نشرها ناشطون يمنيون عن صور القصف استهداف رافعتين في الميناء ثم استهداف خزانات الوقود بعدها بثوان قليلة. ونشر جيش الاحتلال صورا لاستهداف معدات في ميناء الحديدة.
 
ورغم الدمار اللي لحق بالمؤسسة الحيوية، قلّل زعيم مليشيا الحوثي عبدالملك الحوثي من آثار القصف الإسرائيلي الذي اندلعت حرائق كبيرة على إثره لاتزال حتى اليوم، ووصفه بأنه استعراضي فقط.
 
دمار في ميناء الحديدة
 
قال رجل أعمال يمني صباح الأثنين، إن كرينات ميناء الحديدة تضررت بشدة وسقطت إحدى الرافعات في البحر. وأظهرت صور أقمار صناعية دمارا هائلا في ميناء الحديدة.
 
وأضاف أن معظم المستوردين حوّلوا حجوزات حاوياتهم من ميناء الحديدة إلى ميناء عدن، بمن في ذلك الذين لديهم حاويات في طرق الشحن.
 
مؤسسة موانئ البحر الأحمر الخاضعة للحوثيين، اعترفت بأن الغارات أدت إلى أضرار كبيرة في ميناء الحديدة أثرت على رافعات وكرينات جسرية فيه، بالإضافة إلى تضرر الرصيفين السادس والسابع، بالإضافة إلى منشآت تخزين الطاقة.
 


وزعمت المؤسسة التي تشغل ميناء الحديدة بأن خدماتها مستمرة في استقبال جميع السفن وتوفير الغذاء والدواء والمشتقات النفطية، دون توضيح أين سيتم تفريغ سفن المشتقات النفطية.
 
وطالبت المؤسسة الحوثية الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، إلى الاضطلاع بمسئولياتها تجاه ما تصفه بـ "التهديدات والانتهاكات، وحماية خدمات الموانئ" كما طالبت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية توفير الكرينات الجسرية والمعدات المدمرة في الميناء.
 
مؤسسة البحر الأحمر عادت ونشرت خبرا آخر عن زيارة لوزير النقل ومحافظ الحديدة في سلطات الحوثيين (غير المعترف بها)، اعترفوا فيه بتضرر الرصيفين السادس والسابع، والكرينات الجسرية والرافعات في ذانك الرصيفين.
 
تخبط حول أعداد القتلى
 
عقب الغارات الإسرائيلية نفى نصر الدين عامر رئيس تحرير وكالة سبأ الحوثية، ونائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين وجود أي قتلى بالقصف الإسرائيلي على موانئ الحديدة، غير أن شركة النفط نعت في وقت متأخر الأحد أي بعد الهجوم بأكثر من 24 ساعة ستة عاملين.
 
 من جانبها قالت مؤسسة موانئ البحر الأحمر إن عددا من العاملين فيها قتلوا دون تحديد رقم معين، بالإضافة إلى مفقودين لم يعثر عليهم بعد.
 
وزارة الصحة في حكومة الحوثي (غير المعترف بها) هي الأخرى قالت في آخر إحصائية، إن الغارات أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 83 آخرين، وفقدان ثلاثة آخرون.
 
في الأثناء تقول مصادر محلية إن أعداد القتلى أكثر من المعلن عنهم، مؤكدين أن عدداً احترقوا حتى الموت بعد أن ظلوا محاصرين لمدة ست ساعات دون أن يتمكن الحوثي من إنقاذهم.
 
أزمة وقود في مناطق سيطرة الحوثيين
 
فور تداول خبر الهجمات الصهيونية على منشآت النفط في ميناء الحديدة، هرع آلاف المواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين إلى المحطات في عدة محافظات، وتشكلت طوابير طويلة لتعبئة الوقود، امتدت لعدة ساعات، رغم بيانات أصدرتها شركة النفط الحوثية، وشركة الغاز الحوثية، ووزارة التجارة الحوثية باستقرار الوقود، وعدم وجود أزمة، رغم الهجمات التي يقدر بعض المتابعين أنها دمرت وأهدرت ما يصل إلى 150 ألف طن من الوقود في الخزانات المدمرة بالميناء.
 


وتظهر أرقام نشرها ناشطون يمنيون عن انخفاض كبير في واردات الوقود الحوثية خلال الفترة من الأول من مايو حتى العشرين من يوليو تاريخ القصف الإسرائيلي على موانئ الحديدة.
 
وتشير الأرقام إلى أن الحوثي استورد ما يزيد عن مليون و190 ألف طن من الغاز خلال الأول من يناير وحتى 30 أبريل الماضي، لكنه استورد فقط ما يصل إلى 240 ألف طن من الغاز مابين الأول من مايو وحتى 20 يوليو بمعدل انخفاض يصل إلى 79% مقارنة بالفترة الأولى من العام الجاري.
 
كما انخفضت وارداته من البترول من ثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف طن في الأربعة الأشهر الأولى من العام الجاري إلى 720 ألف طن بين مايو و20 يوليو بمعدل انخفاض يصل إلى 78%. ولم يكن حال وقود الديزل بأفضل من الغاز والبترول حيث انخفض الاستيراد من ثلاثة ملايين طن في الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري إلى 480 ألف طن في الثلاثة الأشهر الأخيرة، بمعدل انخفاض يصل إلى 84%.
 
نقص الكميات في الاستيراد خلال الأشهر الماضية فاقمه التدمير الهائل لخزانات الشركة في ميناء الحديدة، مع أن ميناء رأس عيسى بالصليف شمالي الحديدة أيضا لم يتعرض لأي أضرار إلا أن منشآت تخزين النفط فيه وفق خبراء لا تكفي لتغطية العجز الناتج عن تدمير الخزانات في ميناء الحديدة.

وقال مصدر في شركة صافر النفطية التي كانت تدير خزانات رأس عيسى إن خزانات النفط هناك لا يمكن أن تشكل بديلا عن الخزانات التي دمرت في ميناء الحديدة، نتيجة صغر حجمها التي لا يقارن بخزانات ميناء الحديدة، مشيرا إلى أن خزانات رأس عيسى تعود ملكيتها أصلا لرجل الأعمال العيسي.


خزانات ميناء رأس عيسى لا يمكن أن تكون بديلا عن خزانات ميناء الحديدة
 
إيقاف النشر عن حركة السفن
 
لليوم الثاني على التوالي أوقفت مليشيا الحوثي حركة السفن والتفريغ في ميناء الحديدة. وكان في ميناء الحديدة ما لا يقل عن 5 سفن في مراسي الميناء يوم الأربعاء، و10 سفن أخرى تنتظر في الغاطس لدخول المرسى، وفق للمركز الإقليمي لتبادل المعلومات البحرية الذي تديره مليشيا الحوثي.
 
ونشر المركز بيانات حركة السفن يومي السبت والأحد في ميناء الصليف ورأس عيسى بمحافظة الحديدة على بعد 50 كيلو مترا تقريبا شمال ميناء الحديدة.
 
وبينما زعمت مليشيا الحوثي أن حركة السفن في ميناء الحديدة تعمل بطاقتها القصوى بشكل طبيعي، وفق ما نشرته وكالة سبأ الحوثية عن قيادات حوثية تدير الموانئ الثلاثة في الحديدة. لم تنشر عن حركة السفن في ميناء الحديدة، ولم تفسر المليشيا الحوثية هذا التناقض في تصريحاتها مع الواقع الحالي في الميناء.
 
وقال مصدر مطلع إن الميناء خرج تماما عن الخدمة، وإن السفن ستغادر ميناء الحديدة، ولن تظل فيها. بينما قال مصدر محلي آخر إن الميناء عاد للخدمة صباح الأحد، عبر السفن من الجيل الثاني التي تحمل على متنها كرينات ورافعات تحميل، خاصة بها.
 
الاتحاد العام للغرف التجارية قال في بيان له إن النتائج الكارثية لقصف ميناء الحديدة على الشعب اليمني، يتحمل مسؤوليتها الاحتلال الصهيوني، في إشارة واضحة إلى أن القصف يؤثر بشكل بالغ على حركة التجارة عبر موانئ الحديدة.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر