خطفت قصة الملاكم اليمني علي مجاهد الفضلي الذي أهدى فوزه في بطولة آسيا للملاكمة للشباب الناشئين، إلى 30 مليون إنسان من أبناء شعبه، قلوب اليمنيين، بعد أن نقل بقبضته آلام ومآسي ما خلّفه الانقلاب الحوثي في اليمن.
فقد تصدّر اسمه الساحة الرياضية في الأردن، عقب إحرازه فوزاً تاريخياً على منافسه الملاكم الأردني حمزة ملس بالضربة القاضية في فئة وزن الريشة، رافعاً علم اليمن أمام حشود غفيرة، ضمن منافسة آسيوية شهدت مشاركة نحو ٣٥٢ متنافساً من ٢١ دولة.
معاناة مع التجاهل والتهميش
لكن طعم هذا الفوز كان غمس بالعديد من المشاكل، فقد عاش الشاب الصغير ابن الـ16 ربيعاً معاناة للمشاركة بهذه البطولة، حيث لم تدعمه أي جهة رسمية أو مؤسسة رياضية باليمن، ما اضطر والده إلى بيع مقتنيات ثمينة لتغطية تكاليف السفر من مأرب إلى عمّان، مصراً على ألا يغيب اسم اليمن عن هذه البطولة الهامة، وذلك في ظل تجاهل واضح من قبل وزارة الشباب والرياضة والاتحاد اليمني للملاكمة.
كما أطلق عليه نشطاء لقب "وريث البرنس نسيم حميد كشميم".
وكشف البطل في حواره مع "العربية.نت"، بأنه تأثر في هذه الرياضة ببطلي الملاكمة العالميين الأسطورة محمد علي كلاي واليمني نسيم حميد.
كذلك روى علي قصة شغفه بهذه الرياضة، موضحاً أنه بدأ منذ الصغر، حين كان طفلاً عنيداً ومشاغباً.
وأضاف أنه امتلك طاقة وشغفاً للقتال، لذلك قرر والده أن يلحقه بأحد الأندية في لعبة كمال الأجسام، مشيراً إلى أنه تمرّن بضعة أيام مجبراً، ثم مارس اللعبة في نادي 22 مايو لمدة شهرين بمثابرة وإصرار كبيربن.
كذلك، لفت إلى أنه ونتيجة للأزمة نزح إلى محافظة مأرب، وهناك بدأ في مزاولة اللعبة بمركز سبٲ لتدريب الملاكمة بقيادة المدرب الدولي شعبان العمري.
وبعد فترة وجيزة، اختير ضمن مجموعة ملاكمين في المنتخب من مختلف محافظات الجمهورية لتمثيل اليمن نهاية العام 2019، وفي نهاية العام 2020 شارك في بطولة الجمهورية فئة الأشبال والناشئين فحصل على الترتيب الأول والميدالية الذهبية.
وبعدها وبدعم شخصي من والده سافر برفقة مدربه إلى القاهرة لإجراء معسكر تدريبي مع أندية ومنتخب مصر استمر نحو شهرين، وذلك استعداداً للبطولة.
طاقات هائلة بلا دعم ومناشدة
إلى ذلك، شدد علي على أن حلمه بالعالمية لا يتوقف، مؤكداً نيته السير على خطى الأساطير أمثال البطل اليمني نسيم حميد ومحمد علي كلاي.
كما أعرب عن أمله بأن يحظى بدعم معنوي من قبل المؤسسات أو الرياضية الرسمية في اليمن لمواصلة انتزاع الألقاب والمشاركة والاستمرار في تمثيل بلده. وقال: "خلال مشواري الرياضي لم أتلق أي دعم مالي أو حتى معنوي سواء من القطاع الحكومي أو الخاص، الشخص الذي يواصل دعمي يدعمني ويصر على مواصلة مشواري نحو الحلم هو أبي ومدربي".
وحسب الملاكم الصغير، فإن ما ينقص الشباب اليمني اليوم لإطلاق إبداعاته وطاقاته الرياضية لإبهار العالم بما يملكه من إصرار وعزيمة هو الاهتمام، كاشفاً عن أن اليمن مليء بالمواهب، إلا أن غياب الدعم هو العائق الأكبر أمام كل المبدعين.
كذلك، ناشد الشاب وزير الشباب والرياضة ورئيس الاتحاد اليمني العام للملاكمة بدعم الموهوبين ورعايتهم بإقامة معسكرات تدريبية عديدة وتوفير المتطلبات الأساسية للعبة الملاكمة لكي يستمرون بالتدريب ويستعدون للاستحقاقات الدولية القادمة.
ووعد الشاب بالسعي الدائم لأن يكون الرقم الصعب في كل المحافل والبطولات الدولية، وفق تعبيره.
(العربية نت)