لا يستطيع دييغو مارادونا، أسطورة كرة القدم الأرجنتينية، أن يبقى بعيداً عن الأضواء فترة طويلة، ولهذا لا يعدم وسيلة لإثارة الانتباه من وقت إلى آخر والعودة إلى عناوين كبريات الصحف والمواقع الرياضية في العالم.
مؤخراً منحه القدر ما يريده، عندما أوقع برشلونة أمام نابولي في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث التقى الفريقان ذهاباً بملعب سان باولو في نابولي وتعادلا بهدف لمثله، ومن المقرر أن يلتقيا إياباً في الثامن عشر من مارس/آذار، على ملعب كامب نو الشهير في برشلونة.
ولأن مارادونا لعب للفريقين في ثمانينيات القرن الماضي، كما أنه تربطه كثير من المقارنات مع مواطنه ليو ميسي، أسطورة برشلونة الذي تفوق في الحصول على 4 ألقاب بدوري الأبطال مقابل لا شيء لمارادونا، الذي يتفوق في الحصول على مونديال 86 مع منتخب بلاده، وهو الشيء الذي لم يتمكن ميسي من تكراره مع منتخب التانغو.
وقبل أيام من موعد المباراة الحاسمة بين الفريقين في الكامب نو، اعترف مارادونا الذي توهج نجمه الكروي في نابولي عكس فترة لعبه الباهتة مع برشلونة في بداية رحلة احترافه الأوروبية، بأنه يتمنى فوز نابولي على البلوغرانا في الإياب؛ ومن ثم إقصاؤه من البطولة التي يمنى ميسي نفسه بتحقيقها مجدداً قبل اعتزاله.
وفي تفسيره لهذا الموقف، خصوصاً أنه ضد رغبة مواطنه وخليفته على مقعد أفضل لاعب في العالم، قال مارادونا في تصريحات نشرتها صحيفة Il Mattino الإيطالية: “منحت كل ما لديَّ لنابولي، ومنحني نابولي كلَّ شيء، لهذا السبب، لديَّ أمل في أن يتمكَّن الفريق الإيطالي من إقصاء برشلونة في هذا التحدي بالتحديد. ستكون المباراة أمام البارسا صعبةً للغاية. لديَ أملٌ في أن يفاجئوني ويُهدوا السعادة إلى جماهيرهم”.
وتابع مارادونا: “أحب نادي نابولي حبّاً جمّاً، كانت تلك سنواتٍ رائعة بالنسبة للفريق وبالنسبة للأرجنتين. تمكنَّا من الفوز بأكثر من بطولة، حيث قُدت الفريق للفوز بكأس الاتحاد الأوروبي، كما فزت أنا بكأس العالم”.
وفي حديثه عن ميسي والمقارنات بينهما، قال اللاعب الذي يشتهر في إيطاليا بلقب البيلوسا: “ليو موهبة عظيمة، فتى جيِّد للغاية، لكنهم يريدون تحميله عبئاً زائداً دون وجه حق. عليه أن يشق طريقه وحياته، واضعاً في اعتباره أنه أفضل لاعب كرة قدم.
وعن المقارنات التي تجري بينهما، قال مارادونا ساخراً: “ما هي المقارنات التي أُجرِيَت على مدار 20 عاماً تقريباً؟! له سحره مثلما كان لديَّ سحري الخاص، ولديَّ ذكرى جميلة له خلال فترة المنتخب. فقط أتمنى ألا يلعب جيِّداً أمام نابولي”.
واعترف مارادونا بأنه عندما يتعلق الأمر بالاختيار بين أحد الناديين، فإن اختياره واضح: نابولي بالطبع، موضحاً أن “برشلونة كان السبب في فتح أبواب أوروبا أمامي، لكنني كتبت قصتي مع كرة القدم الأوروبية باللون الأزرق. قلبي مع نابولي. كنت في بوكا جونيورز، وهو نادٍ رائع. ووصلت إلى أوروبا مع برشلونة، لقد كان ذلك حلماً لجميع لاعبي كرة القدم الأرجنتينيين. وهناك كان عليّ أن أواجه عديداً من المشاكل الجسدية”.
ولم ينجح مارادونا، بحسب ما ذكره موقع El Español الإسباني، في التعبير عن مهاراته الاستثنائية مع البلوغرانا خلال 3 مواسم قضاها في كامب نو، شارك خلالها في 36 مباراة وسجل فيها 22 هدفاً فقط.
كما عانى اللاعب إصابات متنوعة خلال تلك الفترة، بدأت بنوبة من التهاب الكبد، ثم كسر في الكاحل نتيجة عرقلته من قِبل الدولي الإسباني أندوني غويكوتشيا لاعب أتلتيك بلباو، وهي إصابة هددت بإنهاء مسيرة مارادونا.
كما دخل اللاعب في نزاعات متكررة مع مديري الفريق، خصوصاً رئيس النادي خوسيه لويس نونيز، وبلغت ذروتها في عام 1984، إلى أن أنقذه عرض نادي نابولي في الصيف نفسه، لينتقل إلى إيطاليا مقابل مبلغ قياسي وقتها، بلغ 6.9 مليون جنيه إسترليني.
المصدر: عربي بوست