عاد منتخب قطر، المتوج قبل 24 ساعة بكأس آسيا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، الى الدوحة السبت حيث كان في استقباله أمير البلاد ومئات الآلاف من المشجعين.
وقد التقى الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي كان سعيدا للغاية بتحية الأطفال خلال انتظاره وصول المنتخب، باللاعبين لدى وصولهم الدوحة التي تستعد لليلة ثانية من الاحتفالات الصاخبة بعد هذا الانتصار التاريخي التي تحقق الجمعة في أبوظبي بعد الفوز على اليابان 3-1 في المباراة النهائية.
وقال المدرب الإسباني للمنتخب فليكس سانشيز "أنا سعيد للغاية برؤية الناس يحتفلون معنا. أدركنا حجم ما حققناه"، مضيفا "عندما تفوز بكأس من هذا النوع، تشعر بأنك فخور جدا أن ترى هذا العمل الشاق يعطي ثماره أحيانا".
كما كان في استقبال اللاعبين بعض الأعضاء الآخرين من العائلة المالكة، ورئيس شركة الخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر الذي قدم الطائرة للفريق للعودة من عمان.
ورافقت طائرة المنتخب في أجواء الدوحة طائرات حربية من طراز ميراج، وكانت في استقبالهم فرقة موسيقية عسكرية، كما وزعت على اللاعبين الأكاليل لحظة نزولهم من الطائرة.
- "شعور لا يمكن تصوره" -
وسط مشاهد فوضوية بعض الشيء، تهافت المشجعون والأصدقاء والعائلات لتحية اللاعبين قبل أن يركبوا حافلة مكشوفة مزينة خصيصا لبدء المشوار الطويل الى الدوحة وتحية الأعداد الضخمة التي انتظرت بصبر وصول الأبطال.
وقال علي المعز الذي توج هدافا للبطولة وأصبح أول لاعب يسجل 9 أهداف في نسخة واحدة، "أنا فخور بجعل هؤلاء الناس سعداء. أنا فخور بهذا الشيء وجميع اللاعبين كذلك".
وتابع "على مدى 40 عاما لم يحتفل الشعب القطري، والآن سنحتفل على مدى الأعوام الأربعة القادمة ولن نتوقف"، فيما وصف قائد المنتخب حسن الهيدوس الانتصار غير المتوقع والاحتفالات "بشعور لا يمكن تصوره" من شأنه "البقاء معي مدى الحياة".
وانتظر المشجعون بصبر لعدة ساعات من أجل مشاهدة موكب الفريق يعبر وسط الدوحة، واحتشد الكثيرون في الكورنيش، الطريق الرئيسي البحري في الدوحة، لرؤية أبطالهم، فيما ركض المشجعون بجانب الحافلة حين كانت تشق طريقها عبر العاصمة.
وعصفت أجواء الابتهاج في قطر منذ أن هزم منتخبهم نظيره الإماراتي المضيف 4-صفر في الدور نصف النهائي، في طريقه لبلوغ مباراة اللقب للمرة الأولى في تاريخه.
ومنذ الجمعة والفوز التاريخي على اليابان في النهائي، بالكاد توقفت الاحتفالات في جميع أنحاء البلاد. وما أن أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة حتى خرج الآلاف من القطريين الى الشوارع بعد أن تجمع حشد ضخم منهم أمام شاشات عملاقة وضعت خصيصا في الدوحة لمشاهدة المباراة، قبل الانتقال الى الكورنيش للاحتفال الصاخب المترافق مع تلويح الاعلام من السيارات.
ووصلت زحمة السير الى أقصى ما يمكن للعين أن تراه ابتهاجا بالانجاز التاريخي الذي تحقق وسط الأزمة السياسية والعلاقات المقطوعة مع الجيران الخليجيين، السعودية والإمارات والبحرين التي تتهم الدوحة بدعم منظمات متطرفة، وهو ما تنفيه الأخيرة.
- أعلام قطر وعمان -
واحتفلت الأسر على نغم الموسيقى التقليدية، ولم ينحصر التشجيع والاحتفال بالقطريين وحسب، بل شارك ايضا المقيمون من باكستانيين وإيطاليين وبريطانيين وعمانيين الذي كان لهم نكتهم في المباراة النهائية الجمعة في أبوظبي، إذ قطع عدد كبير منهم الحدود مع الإمارات برا وتقاسموا المدرجات مع مشجعي اليابان دعما للمنتخب القطري.
ويعتبر الفوز بكأس آسيا أكبر انتصار في تاريخ قطر التي تتحضر لاستضافة مونديال 2022، وأهم بكثير من احرازها كأس الخليج ثلاث مرات، كما أنه رد قوي على أولئك الذين انتقدوا قطر في السابق لافتقادها الى تاريخ وأسس كروية.
كما يأتي في وقت يتصاعد فيه التوتر السياسي مع الجيران الخليجيين، مما أعطى قطر انتصارا سياسيا بالإضافة الى الانتصار الرياضي، لاسيما أن المنتخب خاض البطولة دون جمهوره خشية، بحسب ما زعم البعض، مما سيحدث لهم لو سافروا الى الإمارات.
وكعرفان بالجميل على مساندتهم للمنتخب، لوح الكثيرون بالاعلام العمانية التي كانت متواجدة بجانب الأعلام القطرية خلال الاحتفالات بهذا الانتصار التاريخي.