قدم فريق موناكو الفرنسي نفسه بقوة في سوق الانتقالات الصيفية الحالية، وأثبت أنه مدرسة مُميزة تُخرج نجوم كرة القدم والمواهب الشابة، وذلك بعد أن باع الفريق عدداً من اللاعبين المُميزين بقيمة بلغت حوالى 357 مليون يورو.
 
وباع موناكو في ميركاتو الصيف تسعة لاعبين، هم كيليان مبابي إلى فريق باريس سان جيرمان الفرنسي (180 مليون يورو)، بينجامين ماندي إلى مانشستر سيتي (57.5 مليوناً)، بيرناردو سيلفا إلى السيتي (50 مليوناً)، تيموا باكايوكو إلى تشيلسي (40 مليوناً).
 
في المقابل، باع كلاًّ من ألان سانت ماكسيمين إلى فريق نيس (عشرة ملايين)، فالير جيرمان إلى مارسيليا (8 ملايين)، عبدو ديالو إلى ماينز الألماني (5 ملايين)، كورينتين جان إلى تولوز الفرنسي (3.5 ملايين) وأخيراً نبيل ديرار إلى فنربخشة التركي (3 ملايين يورو)، ليبلغ مجموع الصفقات حوالى 357 مليون يورو.
 
مدرسة منذ 2015؟

لم تكن هذه المرة الأولى التي يبيع فيها موناكو عدداً كبيراً من نجومه والمواهب الشابة، فقد فعل ذلك في عام 2015، عندما باع كلاًّ من أنطوني مارسيال، جيوفري كوندوغبيا، لايفين كورزاوا، أيمن عبد النور، يانيك كاراسكو مقابل حوالى أكثر من 160 مليون يورو.
 
وأصبح من الواضح أن موناكو يعتمد سياسة اقتصادية ورياضية في نفس الوقت، والتي بدأت تثمر مع السنوات، وذلك بعد تحقيق الفريق للقب الدوري الفرنسي الموسم الماضي. وتعتمد خطة نادي "الإمارة" على ثلاث خطوات من عملية الاكتشاف إلى التنمية والبيع.
 
اكتشاف المواهب

يملك فريق موناكو شبكة من الكشافين المُميزين المنتشرين في ملاعب كرة القدم في العالم، والذين يتابعون مباريات اللاعبين تحت 12 سنة حتى الفريق الأول في كل الدوريات. مثلاً أنطوني مارسيال، عيسى ماندي وكاراسكو كانوا يلعبون مع أندية فرنسية مغمورة، واكتشفهم موناكو ولا يمكن إغفال كيليان مبابي أيضاً.
 
منحهم الثقة

منح المدرب الحالي ليوناردو جارديم منذ استلامه تدريب موناكو فرصاً كثيرة للمواهب الشابة لكي تقدم نفسها في الملعب، وفعلاً نجح في هذه التجربة وطور أداء الكثير من اللاعبين الذين أصبحوا اليوم نجوماً بأسعار ضخمة في سوق الانتقالات، ومبابي واحد منهم، الذي سيكون ثاني أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم صيف 2018.
 
ورغم أن الدوري الفرنسي لا يملك ضجة كبيرة مثل الإنكليزي والإسباني، إلا أنه يمنح الفرص للنجوم الشابة لكي تقدم كل ما تملكه على أرض الملعب، وهو دوري يتعلم فيه الصغير كيف يصبح نجماً، والمثير أنه بمجرد وصول الموهبة إلى القمة يبيعها موناكو بسعر ضخم.
 
مرحلة البيع وصراع الأسعار

من بيرناردو سيلفا إلى عيسى ماندي، نجوم شابة ظهرت مع موناكو وانتقلت حالياً إلى البريميرليغ بأسعار ضخمة، والقصة مشابهة بالنسبة لمبابي الذي انتقل إلى باريس سان جيرمان الفرنسي على سبيل الإعارة (مع حق الشراء في عام 2018 مقابل 180 مليون يورو)، وباكايوكو الذي انتقل إلى فريق تشلسي.
 
في المقابل هناك قصة توماس ليمار الذي تصارعت عليه أكثر من خمسة أندية للتعاقد معه، ثم حدد موناكو سعر اللاعب بحوالى 100 مليون يورو، وذلك بعد أن أمسى جوهرة في الفريق ويقدم عروضاً كروية مُميزة مع موناكو والمنتخب الفرنسي.
 
ومع السنوات ستختفي كل النجوم التي صنعت الإنجازات من 2015 حتى 2017، ويشهد موناكو إعادة بناء فريق من جديد بنفس الطريقة، وهكذا يتحول إلى مدرسة كروية تُنتج النجوم وتمنحهم الثقة لكي يصبحوا نجوماً، وبعد ذلك تبيعهم بأسعار ضخمة في السوق.