ريال مدريد ناد رياضي إسباني تأسس عام 1902، ودشن مسيرة كروية داخل إسبانيا وخارجها تميزت بحصد عشرات الألقاب والكؤوس، واستقطب أساطير كروية عالمية، وأصبحت مواجهاته مع غريمه الكتالوني نادي برشلونة محط أنظار الكوكب الأزرق.
التأسيس
بعد تجارب رياضية مختلفة قادتها داخل إسبانيا مجموعة من الطلبة جلهم من جامعتي أوكسفورد وكامبريدج، أسس نادي ريال مدريد بشكل رسمي في السادس من مارس/آذار 1902.
الملعب
ملعب ريال مدريد اسمه "البرنابيو" ويعد أحد أكبر الملاعب في إسبانيا وأوروبا، ومعقل إنجازات تاريخية للنادي الملكي، يقع في منطقة تشامارتين (وسط مدريد)، وتبلغ طاقته الاستيعابية 81 ألفا و44 متفرجا، وتعود ملكيته وإدارته لنادي ريال مدريد، وأشرف على تصميمه المهندسان الإسبانيان مانويل مونوز موناستيرو ولويس ألماني سولير.
بدأ بناء ملعب البرنابيو في 27 أكتوبر/تشرين الأول 1944، وافتتح في 14 ديسمبر/كانون الأول 1947، وخضع الملعب لإصلاحات عديدة، كان آخرها بدأ عام 2017 وينتظر أن ينتهي في 2019، بميزانية نحو أربعمئة مليون يورو.
المسار الرياضي
مباشرة بعد تأسيسه، سطع نجم النادي الملكي في أعالي سماء كرة القدم بشبه الجزيرة الإيبيرية، وحصد بطولات 1910 و1913 و1916، و1918 و1920، وكأس الملك عام 1917.
ولم يتألق ريال مدريد كفريق كروي فقط، بل أسهم في بعث بطولات كرة قدم داخل إسبانيا شكلت منطلقا لنهضتها الكروية الحديثة.
فقد شارك النادي الملكي عام 1903 -برفقة أندية أخرى- في تأسيس "بطولة مدريد" لكرة القدم، وتقرر أن الفائز بها يتأهل مباشرة لمسابقة كأس الملك، كما أسهم عام 1909 في إنشاء الفدرالية الإسبانية لكرة القدم.
ومع إطلاق الفدرالية الإسبانية لكرة القدم لبطولة رسمية وطنية عام 1928، كان ريال مدريد من أبرز مؤسسي مشهدها، إلى جانب غريمه نادي برشلونة، وأتلتيكو بلباو.
وبعد إسقاط الملكية في إسبانيا عام 1931، طرأت عدة تغييرات على الفريق ابتداء باسمه الذي تغير إلى "نادي مدريد الرياضي"، مع حذف التاج الملكي من شعاره، ورغم ذلك، نجح "الريال" في الفوز ببطولة موسم 1931-1932 ثم بطولة العام الذي تلاه.
وبعد اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936 توقفت جميع الأنشطة الرياضية، وبقي الأمر على ما هو عليه حتى 1943 حيث أقام الجنرال فرانكو بطولة "كأس الجنرال" التي عوضت كأس الملك.
في عام 1943 انتخب سانتياغو برنابيو رئيسا للنادي الذي لعب له منذ 1909. بدأ الرئيس برنابيو بناء ملعب جديد بإمكانه استقبال 75 ألف متفرج، ودشن هذا الملعب في 14 ديسمبر/كانون الأول 1947، وهو الذي حمل اسمه عام 1955، وصار يعرف بملعب سانتياغو برنابيو.
وبرغم الجهود الكبيرة التي بذلها، لم يفز النادي الملكي في العشرية الأولى من رئاسة برنابيو بالبطولة، واكتفى بلقب "كأس الجنرال" عامي 1946 و1947، وهي المرحلة التي حصد فيها النادي الملكي أسوأ ترتيب له في تاريخ الليغا باحتلاله المرتبة 11 من أصل 14، وذلك في موسم 1947-1948.
في 1953، استقطب ريال مدريد المهاجم الأرجنتيني الأسطورة ألفريدو دي ستيفانو، مقابل خمسة ملايين بسيطاس (عملة إسبانيا قبل اليورو)، وتؤكد مصادر إعلامية أن راتبه كان يمثل 40% من دخل النادي.
ولم يخيب دي ستيفانو الجماهير المدريدية، حيث سحق في العام نفسه غريمه برشلونة بخمسة أهداف مقابل لا شيء، حيث سجل دي ستيفانو ثنائية خلال المباراة.
وفاز النادي الملكي بالليغا ذلك العام، 21 عاما بعد فوزه بآخر لقب، بينما فاز دي ستيفانو بلقب الهداف بعد تسجيله 29 هدفا.
نجاح صفقة دي ستيفانو جعلت النادي الملكي يغير إستراتيجيته ويقبل على استقطاب نجوم الكرة عبر العالم، كان من بينهم الهداف الأرجنتيني هكتور ريال، والمدافع الأوروغوياني خوسيه سانتاماريا، والمجري بوشكاش، وابتسم الحظ للريال الذي أصبح يكتسح الخصوم السنة تلو الأخرى، والفوز بعدة ألقاب محلية وقارية.
وفي الثاني من يونيو/حزيران 1978، فجع ريال مدريد بوفاة أبيه الروحي سانتياغو برنابيو، مباشرة بعد افتتاح كأس العالم في الأرجنتين، وهو الذي قضى على رأس الفريق 35 عاما، وأطلق النادي الملكي عام 1979 النسخة الأولى من المسابقة الحبية كأس سانتياغو برنابيو تكريما له.
وطوال عقدي الثمانينيات والتسعينيات تواصل تألق النادي الملكي، الذي نجح برفقة كوكبة من أشهر اللاعبين على مستوى العالم في حصد عدة ألقاب محلية وقارية وعالمية، ونجح في صنع الفرجة الدولية واستقطاب أنظار العالم بفضل نجومه الكبار، وتحظى مواجهات "الكلاسيكو" التي تجمعه بغريمه التاريخي نادي برشلونة بمتابعة عالمية منقطعة النظير.
تعاقب على تدريب النادي الملكي عشرات المدربين الذين صنعوا مفاهيم جديدة في مجال كرة القدم، في مقدمتهم الأرجنتيني لويس كارنيلجيا (1957-1959)، ونجمه السابق ألفريدو دي ستيفانو (1982-1984 ثم 1990-1991)، والإيطالي فابيو كابيلو (1996-1997)، ثم فيسنتي ديل بوسكي (1999-2003)، وجوزيه مورينيو (2010-2013)، ثم الفرنسي من أصل جزائري زين الدين زيدان (2016-).
كما ضم الفريق الملكي طوال مسيرته الكروية لاعبين يعدّون نجوما ساطعة في سماء كرة القدم، بينهم ـ على سبيل المثال لا الحصر- دي ستيفانو، وبوشكاس، وبيتانكورت، وبوتراغينيو، وبويو، وديل بوسكي، وكاماتشو، وتشوس ألونسو، وراؤول غونزاليس، وزين الدين زيدان، وفرناندو هييرو، وكاسياس، وكريستيانو رونالدو.
وإلى جانب كرة القدم، لدى ريال مدريد فروع في رياضات أخرى، لكن كرة القدم غطت على كل الرياضات.
واشتهر ريال مدريد، خاصة نجمه كريستيانو رونالدو، بلفتات اجتماعية، حيث سبق له أن استقبل على سبيل المثال الطفل الفلسطيني أحمد الدوابشة الذي أحرق الاحتلال الإسرائيلي أسرته، وبينهم الرضيع علي الدوابشة.
الجوائز والألقاب
حصد ريال مدريد عشرات الألقاب والجوائز خلال مسيرته الكروية الحافلة، حيث فاز بكأس أبطال أوروبا 11 مرة، وبكأس العالم للأندية مرتين، آخرهما عام 2016، وبكأس الكونتنينتال ثلاث مرات آخرها عام 2002، وبكأس السوبر بثلاث مرات آخرها عام 2016.
وبحسب الموقع الرسمي لريال مدريد، فقد فاز النادي الملكي بالدوري الإسباني 32 مرة، كما فاز بكأس الملك 19 مرة، ومن أهم الألقاب التي تزين خزانة النادي لقب نادي القرن.