فإما أن تنجو بنفسك بحثا عن حل وخلاص فردي، إما باللجوء، أو بالالتحاق بشرعية مهاجرة، وتقلد منصب بلا مهام، وتقاضي مرتب أو مخصص او امتياز دون مهام، ولا استحقاق.
وإما أن تنشد خلاصا جمعيا، بدولة مواطنة لكل الناس. وبالتضحية دون ذلك، بالمال والنفس والولد، وبكل ما يغلى ويعز.
الغرائزيون، المتحاذقون، والمتذاكون، يفرون الى الخلاص الفردي، بحثا عما يشبع نهم غرائزهم، فيلتحقون بالمعتل والمحتل، بحثا عن فتات، هؤلاء يبيعون دينهم بدنياهم، وليلهم بنهارهم، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا.
المواطنون البسطاء، أناس خلصاء، إذ يرفضون مغادرة وطنهم، بحثا عن خلاص فردي، ويفضلون البقاء مع أهلهم وناسهم، مهما كانت التضحيات وشعارهم المضمر: "إما وطنا للجميع، وإما جحيم للجميع، فالوطن ليس فندقا تغادره عندما تسوء الخدمة".
الخلاص الفردي، وسيلة سهلة، لا تتطلب لأكثر من إعلان ولاء، وتخل عن الفقراء، والبسطاء ولكنه لا يمكن أن يتم دون تخل عن "الذات" وانتماءاتها وآمالها وتطلعاتها التاريخية.
وأما الخلاص الجمعي، فشاق ومضن، إذ هو تطليقا للذات ولتفضيلاتها الانتهازية الأنانية، وانحيازا لمجموع الناس.
متحاذقون أنتم ومكارون، ولكن الناس على بساطتهم وعفويتهم، أكثر حذقا، مكرا، ودهاء، منكم، فلن يضحوا في سبيل ان تعودوا، على رقابهم، كمناضلين، خمسة نجوم، لتحكموهم وتتحكمون بمصائرهم، ومصائر أولادهم وأحفادهم.
إما وطن للجميع أو جحيم للجميع، والوزير إلم يكن مشروع شهيد، فلا حاجة للوطن به، وهنيئا للفنادق والمنتجعات بجيفته، البسطاء - وهم عموم الناس - أكثر حذقا منكم ومكرا، لن يضحوا من أجلكم مالم تتفانون من أجلهم، إما وطن للجميع وإما جحيم للجميع.
يمكنكم الفوز ببضع وريقات خضراء، وصفراء وحمراء، ومن كل لون ونوع؛ ولكن لا يمكنكم الفوز بالمال وبحب الناس واحترامهم، معا، فكل "قرش" تكسبوه، كيفما كان، تكسبوه بإنتهازيتكم، ولا يمكن أن تكسبوه مع حب الناس واحترامهم.
لستم أذكياء، أيها الحمقى، والناس ليسوا بأغبياء، أيها الصيع.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
إذا يدك تحت الحجر اسحبها ببصر
نقطة فوضى!!
اليمن.. العروبة والإسلام