نقول يكفينا حرب ويطل علينا المتفلسفون والسياسيون وتجار الحروب ليقولون لا حل إلا بالحرب.
الحرب التي لا تؤلمهم ولا يشعرون بها.. الحرب التي تسرق منا اعمارنا وارواحنا ومن نحب.. الحرب التي تفتح جراحنا تأخذنا بعيدا إلى حيث لا أمان.
الحرب التي تدفن كل يوم عزيز وتسلبنا الحب تفتح أمامنا المقابر تفتح عيوننا على واقع نظن أننا نحلم به ونرجوا كثيرا أن نستفيق منه.
الحرب التي لا تسمح لنا أن نودع من نحب وداع أخير إلى قبر فتحته له وسجن شيدته لأخيه .
الحرب التي غربتنا في أوطاننا ونفتنا الى حيث اللازمان واللامكان، إلا تلك التي نبكيها فقدنا جرحنا حبنا، أخوتنا آبائنا أمهاتنا ووطننا، الحرب التي لا تقف ولا يرحمنا منها تجارها.
الحرب التي زادت فقيرنا فقر ومريضنا مرض وجراحنا جراح ويتيمنا يتم، غربتنا شردتنا اسكنت المهجرين الكهوف والوديان جعلتهم يتألمون لفقد وطنهم وفقد منازلهم وأراضيهم ورغم ذلك لم تقف كل يوم تختطف أرواحهم جوعاً ومرضا.
الحرب الذي نتمنى لها أن تقف لاتشبه الحرب التي يتحدث عنها السياسيون، فحين فتحت لنا القبور فتحت لبعضهم القصور .
و حين شردتنا في الوديان والقفار ودول العالم بحثا عن لقمة عيش، جعلت لهم السياحة والسفريات راحه من عنائها ومن حمل همومها فقط لأنهم يتمنون لها ان لاتقف.
لا يشعرون أولئك بمعاناة الكادحين من يفترشون أرصفة الطرقات بحثا عن وطن ومن يسكنون الجبهات لأعادته، من يهجرون أهاليهم بحثا عن الأمن والأمان.
لايشعرون بدموع أم معتقل تطوي الأيام عمرها بانتظار خبر الإفراج عنه وكم ودعن الدنيا أمهات ولم تتحقق أمنياتهن ..وكم استقبل المعتقلون أخبار رحيلهن، كيف يتحملون رحيل العمر والأم ..كيف لجدران السجون وجلاديها أن تفهم.
وكيف يريدوننا أن نردد ما يقولون وهم لا يشعرون بما نشعر وإن شعروا لا يهتمون ولا يأبهون.
لكل هؤلاء نقول ..يكفينا حرب.
اقراء أيضاً
هل يُعتم القمر؟
على ماذا نخاف؟
ثغرة نور