منذ أن وطأة أقدام الميليشيات وطننا وحملت أكفها السلاح وسارت أقدامها العابثة فوق تراب هذه الأرض ونحن ندفع ثمن عنجهيتها وجهلها وحقدها الدفين.
ومنذ أن هُجر سكان دماج من قراهم ونحن ندفع ثمن الصمت والخذلان تهجيراَ بعد آخر كانت بدايته من دماج في صعدة وآخره لن يكون ولن يقف عند بلاد الوافي في تعز.
قبل أن تأتي هذه الميليشيات كنت أظن أن التهجير فعل خاص بجماعات تكره بعضها البعض لأسباب مختلفة دينية أو غيرها تجعل القوي فيها يهجر الضعيف كما عمل المشركين في قريش وهم يحاربون الرسول وكما تعمل اليوم السلطات في ميانمار وهي تضطهد الأقليات المسلمة في الروهينغا.
بالنسبة لي لا يختلف كثيرا مفهوم الهجرة و(التهجير) ولاتبعاتها وأسبابها مهما مر عليها الزمن.
والسيرة النبوية تحكي لنا الأسباب التي دفعت رسولنا الكريم الى أن يأمر أصحابه بالهجرة الى الحبشة للبحث عن مأوى لا ظلم فيه و لا اضطهاد يجدون فيه العدل والأمان.
ودفعته مرة أخرى ليخرج من مكة مهاجرا الى المدينة وهو يردد لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت .
لكنه هاجر من أجل دين عظيم ورسالة خالده وهُجرنا من أجل طائفة تطعن خاصرة هذا الدين باسمه ولكن بخنجر العدو الذي تحمله في يدها باحثين نحن أيضا عن الأمان والحرية والعيش الكريم هاربين من بطش الميليشيات التي لم تعي الدرس ولم تقرأ التاريخ بعد.
ولأن التاريخ يعيد نفسه رغم اختلاف زمانه ومكانه وشخوصه إلا أن الميليشيات لم تتعظ منه ولم تتخذ منه درسا يردعها عن كل الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الذي فجرت منازله ومساجده وغربته داخل وطنه
وفرضت عليه المنفى وعزلته عن العالم.
وسارت بجحافلها الى كل مدنه وقراه وكأنها قطع من قطيع التتار تسقط مدنه وتقتله وتغتصب أراضيه وتهجر أهله.
تنافس في سطوتها اسرائيل التي تلعنها ليل ونهار وتتفوق عليها وبمراحل كثيرة في نكباتها المتكررة التي لا تختلف كثيرا عن نكبة1948 للشعب الفلسطيني الذي هجرتهم اسرائيل وشردتهم من قراهم وأرضهم لتبني عليها مستوطناتها.
وأخيرا مثلما عاد الرسول وأصحابه الى مكة فاتحين كما كتب و يكتب عن ذلك التاريخ ستعود الشعوب الى أوطانها تحمل راية النصر بعد الصبر هاجرة للمنافي وكهوف التشريد والصحاري وخيام النزوح متمسكة بأوطانها ومن أجل ذلك تضحي اليوم بالكثير الكثير حتى تنعم بالأمن والاستقرار وتتخلص من الميليشيات.
وسنكتب بالتاريخ عن عودتها غداً و غداً لناظره قريب.
اقراء أيضاً
هل يُعتم القمر؟
على ماذا نخاف؟
ثغرة نور