على مسرح الأحداث التي تمر بها بلادنا الآن تكشفت لنا الكثير من الوجوه والشخصيات التي لم تكن تعمل إلا من أجل الوصول لمنصب من مناصب الدولة التي يسكنها الانقلاب والتي يعاني فيها الشعب من تبعاته
تلك الشخصيات مارست العمل السياسي وتحدثت باسم الشعب والوطن وهي بعيدة كل البعد عن ما يحدث ولكن كانت معاناة الناس وانهيار مقومات الحياة في بلادنا هي الطعم الذي أجادت استخدامه لتصطاد المناصب التي تخدم مصالحها وتجلب لها المال والحياة الرغيدة.
وواقع الحقيقة التي يجب أن نواجهها ونعترف بها أن لا فرق بين تلك الشخصيات وبين من يقاتل أو يتقلد منصب في صف الانقلابيين من أجل الفيد ولكن لكلاً طريقته ومفهومه الخاص وقدراته للوصول الى الفائدة والانتفاع وكسب الشهرة .
والأيام تثبت لنا يوما بعد يوم وبمرور الوقت إن تلك الشخصيات ليست جديرة بتلك المناصب التي منحت لها ولا تخدم الشرعية كما يجب إن تفعل ولا تمثل الجانب السياسي والثقافي والاجتماعي التي تحتاجه بلادنا في مثل هذه الظروف التي تمر بها .
مثل هؤلاء لا يمكنهم تمثيل الوطن والعمل بوطنية وإخلاص ولا يحق لمثلهم التحدث باسم الشعب واستغلال معناته وآلامه لتتسلق بها الى المناصب .
فوجودهم وغيرهم ممن هم على شاكلتهم لا يحل المشاكل ولا يخفف من العبء التي تحمله الشرعية فبقائهم في صفها يخدم الانقلاب أكثر من خدمة الشعب والوطن
ظاهرهم يتحدث بلسان الشرعية وقلوبهم تدعوا الله أن يستمر الانقلاب .
ربما ليسوا معه لكن استمراره يؤمن لهم المناصب التي توزع هنا وهناك على حسب قربهم وصداقتهم وعلاقاتهم بالأشخاص الذين هم في مراكز صنع القرار.
وتستثني من هذه القرارات الكفاءات والكوادر المؤهلة التي تحتاجهم الدولة لمواجهة مثل هذه الظروف والقادرين على ايجاد سبل لحل مشاكلها والسبب أولئك المتملقون الباحثون عن خيرات الدولة لا عن عودتها .
وقبل أن نضع حدا لهؤلاء يصعب علينا أن نتحدث عن الدولة الحقيقية حتى لو انتهى الانقلاب قبل أن نجد لها أشخاص مخلصون وطنيون يبحثون عن كيفية بنائها ويضعون نصب أعينهم مهمة اخراجها من الأزمة التي تمر بها الى بر الأمان ويعملون بكل جد واجتهاد من أجل تطويرها وتدريب كوادرها للنهوض بها في كل مجالات الحياة تلك الشخصيات تكون قليلة حول السلطة كثيرة حول الوطن وليس العكس.
اقراء أيضاً
هل يُعتم القمر؟
على ماذا نخاف؟
ثغرة نور