يصادف هذا المساء عشية رحيل تنفيذ مليشيا الحوثي الارهابية أبشع جرائمها على الاطلاق ربما، وذلك أنها وضعت نحو 73 مختطفا بينهم الزميلين عبد الله قابل ويوسف العيزري والسياسي اليمني القيادي بحزب الاصلاح أمين الرجوي، وضعتهم اهدافا مباشرة للقتل أو دروعا بشرية في حديقة هران بمدينة ذمار (100 كلم جنوب صنعاء) بعد أن حولت حديقة الاطفال الوحيدة في ذمار إلى ثكنة عسكرية وثقنا شهادات للعشرات أثبتت أن مليشيا الحوثي كانت تستخدم الحديقة كمركز عسكري لتخزين الأسلحة وإدارة جرائم حربها ضد الشعب اليمني.
***
والحديث عن مذبحة هران مؤلم للغاية، حديث عن العار الموحش الذي لحق بإنسانيتنا وأخلاقنا كيمنيين، إنها الجريمة الأخطر التي ارتكبت ضدنا بوحشية مفرطة توجب علينا كيمنيين خوض حرب مدى الدهر ضد هذه العصابة التي تعمدت ارتكاب هذه المذبحة بتلك الطريقة التي لا يمكن أن تفعلها الوحوش الضارية ولا أبشع المخلوقات واشرسها في الكون! بينما فعلتها مليشيا الارهاب الوحشي الوالغة في دماء أمتنا وشعبنا مما يوجب الثأر وغسل هذا العار حتى نطهر انسانيتنا من دنس العصابة القبيحة.
***
لقد وثقت شهادات تشيب لها الرؤوس، وثقت بعضها بالصوت والصورة وستخرج تفاصيل الكارثة في رواية كاملة مطبوعة عما قريب، منعنا من اخراجها أسباب إنسانية تتعلق بحياة أشخاص، وحالما تزول الاسباب سنكشف لشعبنا ونورث لأجيالنا القادمة أبشع الجرائم التي ارتكبتها أوسخ العصابات ضدنا على مر التاريخ.
***
ولعل ما أريده في هذه الذكرى السنوية الثالثة للمذبحة البشعة هو إعادة مناشدة الحكومة الشرعية ممثلة بوزارة حقوق الإنسان والجهات المعنية كاللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان وغيرها، مناشدتهم بحرقة وألم وبفجيعة متجددة أن يفتحوا آلية أو قناة تواصل عامة أو خط ساخن يعمم لكل اليمنيين في الارياف والمدن للإبلاغ عن الغائبين من أهاليهم وذويهم منذ بدء الحرب حتى انتهائها!
وقد تتساءلون عن السبب والسبب في غاية الألم أنني حين توثيق سلسلة الجرائم البشعة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الارهابية في مذبحة هران بذمار تتبعت قصة ضحية مفترضة من أهالي قرية "هكر" في عنس، أخرج الحوثيون جثة قالوا لأسرته انه ابنهم وقامت الاسرة بدفنه ثم استقبلت العزاء وبعد ثلاثة أيام تفاجأت الاسرة أن ابنها في سجن الأمن السياسي وتم إطلاق سراحه ووثقت هذه التفاصيل، ولا يزال القبر في قرية هكر بمديرية عنس لجثة مجهولة حتى اليوم!!
ولا يزال السؤال المخيف بعد ثلاث سنوات: من صاحب هذا القبر؟! أي اسرة تنتظر خبر الفجيعة المؤجلة؟!
***
لقد وثقنا من شهادة الشهود الذين أفرج عنهم قبل ارتكاب جريمة المذبحة بليلة واحدة، وثقنا أن عدد من كانوا في المباني الثلاثة في حديقة هران يبلغ نحو 73 شخصا، ومن تم تسليم جثامينهم بعد الحاح الاهالي فقط11 شخصا لا غير بينهم الزميلين قابل والعيزري والاستاذ أمين الرجوي، وقد كانت عصابة الاجرام الحوثية تنكر وجودهم لولا الضغط الكبير الذي تعرضوا له، ونجا من المذبحة نحو عشرة أشخاص فقط وبقي السؤال مفتوح عن مصير 34 شخصا حتى اللحظة كانوا في هران من هم وما مصيرهم؟!
***
إنها كارثة كبرى لم تكشف تفاصيلها بعد، ويجب أن يفتح تحقيق مستقل في هذه الجريمة البشعة وهو ما ندعو كل الاطراف المسؤولة عن حقوق الانسان والقوانين الدولية إلى فتح تحقيق في هذه المجزرة البشعة والجريمة الفظيعة!
ونجدد الدعوة للحكومة بضرورة البحث عن اليمنيين وتفقدهم لأن هذه العصابات الاجرامية ارتكبت جرائم بشعة في حق الشعب اليمني ويجب أن تلقى جزاءها طال الزمان أو قصر.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
ماذا فعلت حماس؟
حينما يغسل "الطوفان" ندمك!
سووا صفوفكم.. إنه سبتمبر المجيد!