الدكتور عبد العزيز المقالح بقي دائما بالنسبة لي أخا أكبر وصديقا وأستاذا وعلما ومعلما منذ أن سعيت للتعرف عليه في بواكير الشباب، يقودني إليه تاريخه المجيد، شاعرا ووطنيا ومناضلا وجمهوريا وقوميا ووحدويا، وناصريا لا يعرف الانتماءات الصغيرة، وإنما الانتماء الكبير الذي يتناسب مع قدرته على الحلم ورؤية المستقبل.
 
وفِي سنوات الجمر من بعد 15 اكتوبر 1978 وحتى مغادرتي شمال الوطن إلى عدن ومن ثم إلى دمشق لاجئا وسياسيا في 1985، كان الدكتور المقالح هو الملاذ بالنسبة لي، أتزود منه بالأمل وبالحكمة وكل ما يساعد للنجاة من اليأس والإحباط، ويعلم الوطنية والاخلاص.
 
أما شعره فقد كان وسيبقى دائما هو الملهم بالنصر والامل والبعد عن الياس والحزن، وطالما رددت.. نحن عشاق النهار سرا وفِي المحافل والمناسبات رددتها بدون انقطاع يافعا وشابا ورجلا وكهلا.
مكانة الدكتور المقالح جعلته بعد أبي -
أنا الذي علمني أبي الاعتداد بالنفس - يستحق أن أقبل جبينه كلما قابلته دون تردد في أي مكان التقيه.
 
وإذا كان العزيز والصديق الأستاذ خالد الرويشان وهو أحد أنبل اليمنيين وأخلصهم وأحد أنبل تلاميذ الدكتور عبد العزيز قد وصفني أني جمهوري جدا ووحدوي جدا فإني أقول له أن هذه الصفات العظيمة تعلمناها من رجال عظماء من أبرزهم الدكتور عبد العزيز أحد الذين صنعوا فحر سبتمبر العظيم.
 
ولا يمكن أن أنسى يوم التقيت الدكتور عبد العزيز في عدن في 22 مايو 1990 وكان ذلك هو اللقاء الأول منذ 1985، وقد تحدثنا عن رحلته الطويلة من صنعاء إلى عدن وهو الذي لا يحب السفر عندما قال لي لا يمكن أن أغيب عن هذا الْيَوْمَ المجيد الذي هو ثمرة سبتمبر واكتوبر.
 
هناك الكثير مما يمكن قوله عن الدكتور عبد العزيز المقالح الذي أشكره أن وقف معي دائما حتى في مواجهة أولئك الذين تقمصوا الوطنية واليسارية والقومية وكانت انتماءاتهم الضيقة هي محركهم ودافعهم.
الْيَوْمَ رغم الألم الذي نعيشه جميعا وتعيشه اليمن، يحزنني ألم وحزن أستاذي الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح وأقول له ستبقى المعلم والملهم والجمهوري الذي نستمد منك الأمل نحطم اليأس بمعاولنا ونصنع النهار الذي نعشقه، نحن عشاق اليمن وعشاق النهار، تماما كما علمتنا، وفِي صنعاء مدينة الروح والسلام التي غنيت لها سنغني قريبا أغنية الحب والسلام والأمل.
 
 
*وزير الخارجية
المقال من صفحته على فيسبوك

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر