مأرب.. الصيف "ضيف ثقيل" على مأساة النازحين بمئات المخيمات المتهالكة

[ مخيمات النازحين بمحافظة مأرب شمال شرقي اليمن ]

يحل الصيف بحرارته المرتفعة ضيفاً ثقيلاً على النازحين في محافظة مأرب، الذين يعيشون أوضاعا مأساوية في الخيام، وبيوت الصفيح، حيث يبلغ عددهم نحو مليوني نازح منذ اندلاع الحرب.
 
وتعجز الخيام عن مقاومة حر الصيف، وهي عرضة للانهيار بفعل الأمطار الموسمية والعواصف، ويفتقر نازحو مخيم الجفينة لأدنى مقومات الحياة، منها شح المياه، إضافة إلى اهتراء الخيم وانتهاء عمرها الافتراضي.
 
"أركان أحمد" أحد النازحين في الجُفينة بمأرب، يسكن في خيمة مع عائلته، يقول "عندما تنطفئ الكهرباء تتحول خيمتي الى جحيم وأضطر باستخدام الوسائل البدائية بوضع أطفالي وسط ماء في وعاء بلاستيكي لتبريدهم إما الكبار فنكتفي برش قطعة قماش ووضعها على أجسامنا".
 
وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت"، "أن الانقطاع المتكرر للكهرباء وارتفاع الحرارة ظهور طفح جلدية بأجسامنا وخصوصاً الاطفال واحيانا لا نجد قيمة العلاج".
 
من جانبه يتحدث النازح سعيد حسن (61 عاماً) "أعاني من ضيق التنفس وعند انقطاع الكهرباء لا يستطيع البقاء في المخيم"، وهناك الكثير من النازحين من كبار السن ويحتاجون إلى رعاية، وهناك أكثر من 28 ألف نازحاً يعانون من امراض مزمنة.
 
 
خدمة الكهرباء
 
وتتكرر في كل صيف معاناة النازحين، مع ارتفاع درجات الحرارة خاصة داخل الخيام، الأمر الذي يجبرهم على البحث عن حلول تخفف معاناة أطفالهم خوفاً من تعرضهم لضربة شمس.
 
وخلال الأسابيع الماضية تكررت انقطاعات الكهرباء لساعات طويلة في مأرب، وقد كانت لا تنقطع خلال السنوات الماضية، وتعد إحدى أبرز الخدمات وفرة للسكان، لكن ازدياد السكان والاستهلاك أدى لتدهورها.
 
وقال مدير كهرباء مأرب عبد الهادي الشبواني "أن انقطاع الكهرباء بالمخيمات بسبب استمرار النزوح وتزايد الخيام بشكل عشوائي ومستمر والضغط على الاحمال مما يؤدي الخروج عن الخدمة".
 
وأضاف لـ"يمن شباب نت"، "أن نسبة العجز 40 ميجاوات والطاقة المنتجة 90ميجاوات بينما تحتاج المدينة كهرباء بقدر "140"ميجاوات حيث يتم توزيع ساعة الإطفاء والعجز بالتساوي بين المخيمات وشوارع المدينة".
 

لا مقومات للحياة
 
ويعاني النازحين من تأخر المساعدات الإنسانية، ويقول "صالح أحمد" الذي يقطن في مخيم الرميلة "أصبحت المساعدات تتأخر كثيرا علينا رغم أنها لا تكفي في ظل هذه الكارثة التي نعاني منها".
 
وقال لـ يمن شباب نت"، "نحتاج حلاً لمشاكلنا في المخيمات لنعيش بكرامة"، ناشد المنظمات لزيادة صرف المساعدات الغذائية وانتظامها على الأقل لأنها تقلصت كثير خلال الفترة الماضية.
 
"توفيق" نازح آخر، قال "أن الخيام لا تقيهم من تغيرات الطقس والمناخ بل تعرضهم لخطر الحرائق والتي تتزايد بشكل أكبر خلال فصل الصيف".
 
ووفق ادارة الإنذار المبكر والطوارئ بالوحدة التنفيذية للنازحين بمأرب، انه بلغ عدد الحرائق في مخيمات النزوح (219) حريق تسبب بوفاة (6) وإصابة (22) بينهم نساء وأطفال.
 
وتتحمل النساء الجزء الأكبر من المعاناة في المخيمات والتي تتمثل برعاية الأسرة وتوفير الاحتياجات الأساسية رغم قلة الإمكانيات، وغالبيتهم فقدن أزواجهن وأبنائهن خلال الحرب ويعتمدن على أنفسهن لتوفير الغذاء.
 
"ياقوت" - ربة بيت نازحة بمخيم الحامي - تسرد بوجع معاناتها في جلب المياه وقالت "أضطر للذهاب الى خارج المخيم يومياً 3 إلى 4 مرات للحصول على 60 لتر ماء". تحملها على رأسها بواسطة وعاء بلاستيكي.
 
وأضافت لـ"يمن شباب نت، "المنظمة عملت بالمخيم شبكة مياه وبعد أسبوع قطعت المياه وتخربت الشبكة"، وقالت، انها تضطر غالباً لشرب ماء غير صالح، مما سبب لها أملاح وترسبات.
 
وأشارت "لا يوجد مركز صحي بالمخيم وهذا يضاعف المعاناة"، وناشدت، جهات الاختصاص بتوفير عيادة متنقلة بالمخيم تخفف المعاناة نسبياً.

 
200 مخيماً للنازحين
 
ويوجد بمأرب 204 مخيماً للنازحين وعددهم إثنين مليون و59 ألفاً و752 نازحاً، وهناك 87 ألف أسرة بحاجة إلى غذاء، و142 ألف أسرة بحاجة إلى مأوى ومواد غير غذائية، وفق التقرير السنوي للوحدة التنفيذية لإدارة النازحين بمأرب.
 
ويحتاج 486 ألف طالبًا وطالبة إلى تدخلات بالتعليم، بينما احتياجات النازحين في القطاع الصحي تتطلب 9 عيادات متنقلة، وتدريب 426 قابلة في مخيمات النزوح، بالإضافة إلى أن 28 ألف نازحًا يعانون من أمراض مزمنة بحاجة إلى أدوية،
 
ووفق وحدة النازحين، تحتاج 47 ألف إلى رعاية حوامل، و37 ألف طفلًا بحاجة إلى تغذية كما يحتاج القطاع الصحي بالمخيمات الى إنشاء 20 مركز صحي، و19 سيارة إسعاف، وهناك23 مركز صحي بحاجة إلى دعم.
 
وطالبت، الحكومة والمنظمات لإنشاء وتجهيز مركز للإنذار المبكر للقيام بعملية الرصد والتنبؤ والتحضير والتصدي لمخاطر الكوارث والتغيرات المناخية وتأثيرها وتأمين مخزون استراتيجي طارئ.
 
وأشارت الوحدة في تقريرها الى تراجع الدعم والتمويل الإنساني في اليمن وضعف موارد الوحدة التنفيذية وامكانياتها لعدم وجود ميزانية تشغيلية لمكاتبها في محافظة مأرب.
 
ووفق المفوضية التابعة للأمم المتحدة هناك 4.5 مليون شخص نازح داخلي، بينما يعتمد 18.2 مليون شخص على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. وأن الأسر اليمنية تواجه تحديات اقتصادية كبيرة، حيث تعتمد 69.6٪ على الديون، وتواجه 11٪صعوبة في شراء الطعام يوميًا.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر