"هنا المأساة هنا قهر الرجال، هنا ذُبحت الانسانية في جسد هذا المظلوم" بهذه الكلمات وصف المحامي اليمني عبد الباسط غازي محاكمة المشلول "فيصل الجعماني" وهو أحد ضحايا التعذيب والاختفاء القسري في سجون ميليشيا الحوثي في صنعاء.
في مشهد يعكس حجم الانتهاكات الحوثية المستمرة ضد المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم احالة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران الأربعاء مشلولا إلى المحاكمة بتهمة ملفقة بعد سنوات من تعرضه للإخفاء القسري والتعذيب في سجون الميليشيا.
وتعرض "الجعماني" للإخفاء القسري، والتعذيب في سجون ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، حتى تعرض للإصابة بالشلل على غرار مئات اليمنيين المخفيين قسرا في أقبية السجون الحوثية منذ أكثر من ثماني سنوات.
ويأتي الكشف عن قصة محاكمة المشلول الجعماني بالتزامن مع اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسريّ الذي يصادف 30 أغسطس/ آب، لا تزال ميليشيا الحوثي الانقلابية تمارس أقبح أنواع، والإخفاء القسري لآلاف المدنيين اليمنيين بتهم ملفقة حيث تعرض الكثيرون منهم لأبشع الجرائم والتي توصف بأنها "جريمة ضد الإنسانية"
الاخفاء والتعذيب
تعرض الجعماني للاختطاف في 14 فبراير عام 2019 وأودع في سجن الامن السياسي بعمران وأخفي قسريا عدة أشهر تعرض خلالها لأشد أنواع التعذيب قبل أن يتم نقله إلى سجن الامن والمخابرات في صنعاء حيث اصيب بالشلل من شدة التعذيب الذي تعرض له حسبما أكد المحامي غازي في منشور له على موقع فيسبوك.
وقال المحامي غازي في 29 ديسمبر 2019، احيل الى النيابة فحضر أقاربه وشرحوا قصته وقال أحدهم، ان شئت تفعل خيرا فبهذا فتقدمت بطلب الى وكيل النيابة السابق للأفراج عنه وأصدر مذكرة الى جهة الاحتجاز برفع تقرير عن حالته الصحية وتم رفع تقرير من الأمن بتدهور حالته وتعرضها للخطر".
"بعد تقديم عدد ضمانات تجارية تم التوجيه بالإفراج الصحي بموافقة رئيس النيابة تفرج عن الجعماني لكنه اشبه بميت سريري اعتقل صحيحا معافى وأفرج عنه مشلولا على كرسي متحرك" يقول غازي.
وتابع "في مطلع مارس 2020 صدر قرار اتهام غيابيا واحيل للمحاكمة دون علمه وبعد عدة جلسات قررت المحكمة اغلاق محلات اللي تقدم بضمانة، وعندها جرى الاتصال بالضحية وما ان وصل حتى احضره الضامن الى النيابة".
وقال غازي "نظر اليه القاضي وعرف يقينا بمظلوميته وسأل النيابة: ما تشتو من هذا؟ صمت العضو ملياً واستشعر الحرج ولم يجب بشيء"، في إشارة الى ما وصلت اليه حالته مع الإعاقة الجسدية الذي تسبب بها الحوثيين أثناء ما كان مخفياً قسراً.
وفي ظل ما تعرض له "الجعماني" يتساءل المحامي غازي قائلاً: متى ستنتهي هذه الظاهرة المتفشية في بلدي التعذيب والاخفاء من سيحاكم هؤلاء المجرمين الذين يتفننون في تعذيب المستضعفين ومن سيحاسبهم.
وتابع متسائلاً" متى سيتحقق العدل ومن ينتصر للمظلومين أليس مما يضاعف الانتهاكات احالة مشلول للمحاكمة في تهمة هو بريء منها".
أكثر من 2000 مخفي قسرا
وقال الصحافي الحقوقي هشام طرموم: " لا يزال هناك معتقلون مخفيون قسرا في سجون الحوثي وعلى رأسهم السياسي محمد قحطان كما لا يزال الزميل الصحفي وحيد الصوفي مخفيا منذ العام 2015 وهناك مخفيون آخرون".
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت": "نحيي اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري وهناك مخفيون في سجون الحوثي الجديد هذا العام ان هذا اليوم يتزامن مع حراك دبلوماسي وسياسي لإحياء عملية السلام في اليمن ومؤشر نجاح اي تفاوض أراه مرتبطا بالكشف عن المخفيين وإطلاق سراحهم اولا".
في سياق متصل قالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في تقرير صادر لها إن ميليشيا الحوثي أخفت 2406 مواطناً قسريا، بينهم 133 امرأة و117 طفلا في 17 محافظة منذ 1 يناير 2017م وحتى منتصف العام الجاري 2023م.
وأكدت الشبكة الحقوقية أن (32) مختطفاً في سجون ميليشيا الحوثي تعرضوا للتصفية الجسدية، فيما انتحر آخرون، للتخلص من قسوة وبشاعة التعذيب، وأشارت إلى أن مليشيا الحوثي تدير نحو (641) سجناً، منها (237) سجنا رسميا احتلتها، و(128) سجناً سريا استحدثتها بعد الانقلاب.
وكشفت ان 32 مختطفاً تعرضوا للتصفية الجسدية، فيما انتحر آخرون، للتخلص من قسوة وبشاعة التعذيب، كما سجلت (79) حالة وفاة للمختطفين و(31) حالة وفاة لمختطفين بنوبات قلبية، بسبب الإهمال الطبي ورفض اسعافهم للمستشفيات.
من جانبها، قالت الحكومة اليمنية، إن ميليشيا الحوثي اختطفت عشرات الآلاف من قيادات الدولة والسياسيين والاعلاميين والصحفيين والنشطاء والحقوقيين والمواطنين، من منازلهم ومقار اعمالهم والاسواق والشوارع ونقاط التفتيش، ومارست بحقهم أبشع الجرائم والانتهاكات.
وقال وزير الاعلام معمر الإرياني "نتذكر آلاف الضحايا اليمنيين من مختلف شرائح المجتمع القابعين في معتقلات مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، والذين تتزايد اعدادهم كل يوم، في أوسع جرائم اختطاف تعسفي واخفاء قسري في تاريخ البشرية".
ودعا إلى ممارسة ضغط حقيقي على المليشيا الحوثية للكشف عن مصير كافة المخفيين قسرا، والكشف عن أماكن احتجازهم، وضمان تواصلهم باسرهم، والعمل على اطلاقهم بشكل فوري وفي مقدمتهم السياسي محمد قحطان، ومحاسبة المسئولين عن تلك الجرائم باعتبارها جرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
أخبار ذات صلة
الاربعاء, 30 أغسطس, 2023
شبكة حقوقية: 2400 مواطن أخفتهم مليشيا الحوثي قسرًا بينهم 133 امرأة خلال 6 سنوات