كشفت صحيفة وول ستريت جورنال «WSJ»، عن تدهور العلاقات بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث اختلف الطرفان حول عدة ملفات أبرزها وأكثرها خلافاً حرب اليمن.
وأفادت الصحيفة "أن الخلاف الأشد يتركز حول اليمن، حيث يشكّل البلدان البقية الباقية من التحالف العربي الذي تشكّل بعد انقلاب الحوثيين في صنعاء في 2015".
ونقلت عن مسؤولين خليجيين أنّ الإمارات، التي سحبت قوّاتها البرية عام 2019، لا تزال تخشى التهميش في القرارات المتعلقة بمستقبل الصراع هناك، بينما تجري السعودية محادثات مباشرة مع الحوثيين بشأن إنهاء الحرب.
ووفقا للصحيفة "أنّ غاية الإمارات هي الإبقاء على موطئ قدم لها في الساحل الجنوبي للبلاد، وتوجيه موارد القوة إلى البحر الأحمر من أجل تأمين الممرات البحرية بين موانئها والعالم".
وكشف مسؤولون خليجيون، أنّ الإمارات وقّعت اتفاقية أمنية مع الحكومة المدعومة من السعودية (وقعها وزير الدفاع محسن الداعري مع وزير الدفاع الامارتي في 8 ديسمبر 2022) تتيح لقواتها التدخل في حالة وجود "تهديد وشيك"، وتدريب "قوات يمنية" في الإمارات، وتعميق التعاون الأمني، وكذلك بناء قاعدة عسكرية ومدرج في جزيرة قرب باب المندب، عند الحافة الجنوبية للبحر الأحمر.
وبحسب المصادر ذاتها، فإنّ المسؤولين السعوديين اعترضوا سرًّا على الاتفاق الأمني والخطط الخاصة ببناء قاعدة عسكرية، واعتبروا أن الإمارات بذلك تعمل ضد أهداف السعودية في اليمن، المتمثّلة أساسًا في تأمين حدودها ووقف الهجمات الحوثية بالطائرات المسيّرة والصواريخ.
وردًّا على ذلك، نشرت السعودية قوات سودانية من التحالف في مناطق قريبة من مواقع العمليات الإماراتية، وهو ما اعتبره مسؤولون إماراتيون "تكتيكات ترهيب"، وفق مسؤولين خليجيين.
وأشارت الصحيفة، إلى أن السعوديين فسروا عدم حضور محمد بن زايد قمة الصين في الرياض على أنه علامة على استياء الإماراتيين من المنافسة المتزايدة في اليمن، إذ حضر حاكم إمارة الفجيرة القمة التي ضمت الزعيم الصيني شي جي بينغ.
وقال دينا اسفندياري، كبيرة مستشاري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، قولها: "حتى سنوات قليلة مضت، كان هذا النوع من الانقسام والسعي الصريح لتحقيق أهداف تتعارض مع ما يسعى إليه أشقاؤهم أمرا غير مسموع. الآن أصبح طبيعيا بشكل متزايد".
وأفادت: "أن الخلاف يتضح أكثر حدة حول اليمن"، ولفتت "إن الإماراتيين قلقون بشأن عمل سعودي ضد مصالحهم، وإن السعوديين قلقون من الإمارات التي تشكل تهديدا للهيمنة السعودية في الخليج".
وقالت وول ستريت إن "أكبر اقتصادين عربيين يتنافسان على المال والنفوذ". وذكرت إن اثنين من أكبر منتجي النفط في العالم، وهما السعوديون والإماراتيون، يجري بينهما جدالاً خلف الأبواب المغلقة بشأن قضايا الطاقة.
وقالت إن الإمارات ملزمة داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول التي تقودها السعودية، بضخ أقل بكثير مما تستطيع، مما يضر بإيراداتها النفطية. وقال مندوبو أوبك إنها تدفع منذ فترة طويلة لضخ المزيد من النفط لكن السعوديين يرفضون.
ويقول مسؤولون إماراتيون إن الإمارات الآن تجري نقاشا داخليا بشأن مغادرة أوبك، وهو قرار من شأنه أن يهز المنظمة ويقوض قوتها في أسواق النفط العالمية.
ووفق الصحيفة، عندما استضافت أبو ظبي قمة لقادة الشرق الأوسط في قصر ساحلي في كانون الثاني (يناير)، كان هناك غياب لافت لولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وقبل شهر من ذلك، تغيب قادة الإمارات العربية المتحدة عن قمة صينية عربية رفيعة المستوى في الرياض.
وقال مسؤولون خليجيون إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يبتعد عن أحداث الطرف الآخر عن قصد، حتى في الوقت الذي حضر فيه حكام الأردن ومصر وقطر وغيرهم، وكشفت الانتقادات اللاذعة عن خلاف متزايد بين الشركاء الأمنيين المتجاورين للولايات المتحدة الذين ساروا على مدى سنوات بخطى متقاربة بشأن السياسة الخارجية للشرق الأوسط.
أخبار ذات صلة
الاربعاء, 07 يوليو, 2021
كاتب بريطاني: حرب اليمن هي الساحة الأولى التي كشفت للرياض خطورة السياسة الإماراتية على مصالحها
الجمعة, 09 يوليو, 2021
المستقبل الغامض لجنوب اليمن سيظل مصدرا لتأجيج التوتر.. الصدام السعودي -الإماراتي ما الذي يحدث؟
الخميس, 15 يوليو, 2021
"هناك أشياء أكبر قادمة".. التوترات السعودية الإماراتية بدأت من اليمن وتدهور العلاقات "لا مفر منه"