"إني مغلوب فانتصر.."، هكذا بات الشاب صدام أحمد عوض، 35 عامًا يكتب في صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي، التي باتت نافذته الوحيدة لعرض مظلمته للرأي العام، بعد تجاهل السلطات الرسمية لمآساته الناجمة عن تدمير القوات الموالية للإمارات منزله في مدينة عتق محافظة شبوة (شرق اليمن)، عقب التمرد الذي قادته على القوات الحكومية منتصف أغسطس الماضي.
قذيفة أطلقتها القوات الموالية للإمارات لتستقر في منزل "صدام" الذي كان يجلس فيها مع أسرته، أدت تلك القذيفة الى مقتل زوجة صدام "عبير محمد عوض"، والتي كانت حامل في شهرها التاسع، وابنته "ياسمين" 3 أعوام.
فيما أصيبت زوجته الأخرى بجروح خطرة، وكذا ابنته البالغة من العمر 5 أعوام والتي فقدت عينيها، وكذا ابنه البالغ من العمر 8 أعوام والذي اصيب بجروح في قدمه، فضلا عن تعرض "صدام" لإصابة في إحدى عينيه، جراء القذيفة التي سقطت على المنزل فحولت الأسرة بين قتلى وجرحى ومعاقين.
بشكل يومي، يستعرض صدام مظلمته على وسائل التواصل، ويقوم بنشر صور منزله الذي تحول الى أطلال، وكذا صور أولاده الجرحى، وابنته التي ذهبت ضحية العبث الإماراتي في المحافظة، لعلّ السلطات الرسمية تقوم بواجبها بجبر ضرره، وتنفيذ ما وعدت به منذ لحظة الكارثة التي حلّت بأسرته، ولم تفي بوعدها حتى اليوم.
وعود بلا جدوى
يؤكد صدام في منشور له على صفحته في "الفيس بوك"، أن ابنته فقدت عينيها، وباتت كفيفة، وتحتاح للسفر الى الخارج، ولا يزال ينتظر وعود السلطات المحلية، التي وعدت بجبر ضرره، وتعويضه عمّا لحق به وبأسرته من كارثة.
ويشير "صدام" الى لقائه مع محافظ شبوة، عوض الوزير العولقي، في اواخر اغسطس الماضي، والذي سخر من مطالبته بجبر ضرره وتعويضه، مؤكدا أن المحافظ العولقي، "أحاله إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لتعويضه"، في اشارة الى التنصل عن مسؤوليته إزاء تلك الأحداث، وكذا مسؤوليته من موقعه الرسمي كمحافظ.
وعبّر صدام عوض، عن حزنه الشديد إزاء رد المحافظ لمطالبته له بالتعويض وجبر الضرر من خلال إحالته لرشاد العليمي، وقال: "خرجت من منزله مكسور القلب والخاطر"، في تأكيد على تنصل المحافظ عن القيام بواجبه في تعويض المتضررين من تلك الأحداث، باعتباره المسؤول الأول عنها.
أسرة مشردة وتهديد بالانتحار
يؤكد "صدام"، أنه لن يصمت عن الظلم الذي تعرض له حتى يأخذ حقه، خصوصًا وأن أسرته راحت ضحية حرب عبثية ليس له ناقة ولا جمل، حيث تم قصف منزله، وتحولت أسرته بين قتيل وجريح ومشرد.
في منشوره الأخير على صفحته في "الفيس بوك"، يخاطب صدام، المحافظ عوض العولقي متساءلا: هل نبقى مشردين أنا وأسرتي؟ هل هذه عدالة السلطة الحاكمة في محافظة شبوة؟ هل دماء النساء والأطفال رخيصة الى هذا الحد؟ أين القنوات الفضائية التي زوبعت بتصوير ما حصل له من مأساة حين وقوع الكارثة ثم تجاهلته اليوم؟
وناشد "صدام" الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان النظر بعين الاعتبار لمأساته، وما يعانيه اليوم من ألم الفقدان لنصف أسرته، وتشرد النصف الأخر منها. معربا عن أسفه لما وصفه بالتعامل المناطقي إزاء مأساته، باعتباره من أبناء محافظة إب.
يقول صدام: "بكل مصداقية وصراحة لو كنت من أبناء شبوة أو أنتمي الى قبائلها لما كنت في هذه المعاناة؟ فمهما كان مظلوما لن يهتم لمأساته أحد، حسب وصفه، مهددًا بالانتحار في حال استمرار تجاهل مظلمته وعدم قيام السلطات الرسمية بواجبها إزاء تعويضه ومعالجة أسرته.
وفي أغسطس الماضي 2022 دارت معارك عنيفة بين القوات الحكومة وميلشيات تابعة للإمارات في محافظة شبوة، وسقط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، وظل الكثير منهم بلا تعويض، وكانت الهجمات على المنازل من قبل القوات القادمة من خارج المحافظة الموالية للإمارات.
ابن الأسرة المنكوبة عمره 8 سنوات أصيب بقدمة ومازال يعاني من الاصابة