زراعة "الشاي الأزرق" في وادي حضرموت، شرق اليمن، يشكل تجربة جديدة وفريدة، تعد هي الأولى من نوعها في اليمن. خصوصا وأن هذا النوع المثير من أنواع الشاي، الذي اشتهر حديثا، أكدت الدراسات تمتعه بالكثير من الفوائد الطبية، صحيا وذهنيا ونفسيا.. بل وجنسيا كما يشاع.
بالأساس، كان جزء من إدخال هذا النوع من النبات إلى محطة البحوث الزراعية بوادي وصحراء حضرموت كـ "عَلَفّ" غذائي للحيوانات.. غير أن خبراء المحطة المدركين لقيمة تلك الزهور الزرقاء النابتة بين ثنايا العلف النباتي الأخضر، اهتموا بزراعتها بكميات كبيرة، في إطار حقل كامل لإنتاج بذور ما يعرف بـ "الشاي الأزرق" ذو الفوائد الطبية والصحية المتعددة والعجيبة.
وما أن سمع الناس، بوادي حضرموت، بوجود هذا النوع المختلف من الشاي، بلونه الأزرق الفتان ومميزاته الطبية المتنوعة؛ حتى بدأ الطلب يتزايد عليه بشكل لافت، رغم أن المحطة لم تعلن بعد البدء بعملية الإنتاج والتسويق، وهي المرحلة الأخيرة التي ستعقب عملية الانتهاء من تجربتها الأولية في زراعة وتكاثر بذور الشجرة، والتي ما تزال على بعد خطوات قليلة على بلوغها.
وفي ظل هذه المؤشرات الواعدة لنجاح تجربة تكاثر نبتة "الشاي الأزرق" في وادي حضرموت بكميات تسويقية كبيرة، فمن المتوقع أن تعمم هذه التجربة لتشهد انتشارا واسعا في أرجاء اليمن.. الأمر الذي إذا ما تحقق فإنه سيعمل على توفير فرص عمل تجارية جديدة، ليس لدى المزارعين فحسب؛ بل ولدى كثير من المواطنين الذين سيستفيدون من هذه الفرصة بشكل من الأشكال.
فوائد ذهنية وصحية عديدة
ويعرف "الشاي الأزرق" أيضا باسم مسحوق "زهرة فراشة البازيلاء الزرقاء"، (Blue Butterfly Pee Flower)، وهي عبارة عن نبات طبيعي، يصفه مدير عام محطة البحوث الزراعية بوادي حضرموت، المهندس عوض سالم علوان، بأنه "منشط للذهن ويساعد على تحسين الوظيفة المعرفية للإنسان".
ويذكر المهندس علوان، ضمن حديثه لـ "يمن شباب نت"، الكثير من الأسباب والمميزات الطبية والذهنية التي تدعوا إلى الاهتمام بإنجاح هذه التجربة الفريدة، منها- كما يقول- إن أحد أهم المزايا التي يتمتع بها الشاي الأزرق، أنه "يحتوي على مادة تسمى بـ "استيل كلوفين"، وهذه المادة تعتبر مهمة في نشاط المخ"، مستدركا: "ولهذا تعطي أهمية كبرى لتأخير الشيخوخة عند الانسان، وللوقاية من أمراض الزهايمر".
ومن جملة الفوائد الصحية الكثيرة لـ "الشاي الأزرق"، بحسب علوان أيضا، أنه "يحتوي على مواد مضادة للأكسدة، ما يجعله أحد عوامل الوقاية من أمراض السرطان"، إضافة إلى أنه "يعمل على تنظيم السكر في الدم، لدى المصابين بداء السكر".
بل إن نبتة الشاي الأزرق- كما يضيف- تعد غنية بالكثير من المواد والمعادن الهامة بالنسبة لصحة الانسان، وخصوصا الجسم، حيث تحتوي على مادة "الفلافنويد"، التي تمنح الجسم النظارة والرطوبة.
ومن الفوائد الصحية التي يذكرها أيضا، أنه يساعد على الوقاية من أمراض القلب، والاضطرابات النفسية، والتوتر والقلق.. كما أنه يعد مفيدا جداً في علاج الإمساك المزمن، ويساعد على الحركة الدودية للأمعاء، فضلا عن أنه يعد أحد أنواع الأعشاب التي تزيد من المناعة لدى الإنسان.
لذلك، ينصح المهندس علوان، الجميع، وخصوصاً كبار السن، والمصابين بالأمراض المزمنة كالسكر والضغط والقلب وغيره، بشرب هذا الشاي لما له من فوائد صحية وذهنية متعددة..
غذاء للحيوان وعلاج للإنسان
ويتواجد الشاي الأزرق بكثرة في معظم دول جنوب شرق آسيا، ومؤخرا انتشرت زراعته في منطقة جازان بالمملكة العربية السعودية. ومع أنه قد لا يكون معروفا لدى كثير من الناس، كونه أحد أنواع الشاي التي اشتهرت حديثا، إلا أن أنتشاره يبدو سريعا خصوصا بعد تأكيدات الكثير من الأطباء على ما يحتويه من فؤاد صحية وجسدية وذهنية كثيرة..
ومما زاد في الإقبال عليه، ما أشيع حوله من احتوائه على فوائد جنسية أيضا. وتؤكد بعض الدراسات الطبية على خلوه من مادة الكافيين، في حين أن دراسات أخرى ذكرت احتوائه على نسبة بسيطة منها لكنها متوازنة وغير مضرة.
وبالنسبة لتواجده حاليا في وادي حضرموت، أكد المهندس علوان، أن هذا النبات أدخل إلى محطة البحوث الزراعية بوادي حضرموت عن طريق قسم الغابات والمراعي، كأي نبات يدخل إلى المحطة.. مضيفا: وبدورنا في المحطة نقوم بدراسته من حيث النوعية والاحتياج والتأثير، ونعطيه نوعاً من الاهتمام حتى يتم نشره وتكاثره فيما بعد كلما كان مفيدا للإنسان والحيوان..
وفي هذا السياق أيضا؛ كشف الباحث في الثروة الحيوانية عبد الله فرج مؤمن، لـ "يمن شباب نت"، أن نبات "الشاي الأزرق" تم إدخاله إلى محطة البحوث الزراعية على وجهين؛ كنبات علفي طبي يستخدم في تغذية الحيوان، في الوقت الذي تستخدم فيه زهوره الزرقاء كـ "شاي" للإنسان، بغرض علاج بعض الأمراض كونه مضاد لبعض الأكسدة.
وأكد أنهم في المحطة، بعد التأكد من تلك المواصفات، شرعوا في زراعته حتى يتكاثر، ويتم جمع البذور من أجل عمل حقل كامل، تمهيداً لإنزاله للسوق وعرضه على المزارعين.
وأضاف: وبحمد لله أولاً، ثم بالجهود الكبيرة، أنتشر صيت هذا الشاي سريعا، مما زاد من عملية الاقبال عليه من قبل الكثير من المستهلكين لما ثبت فيه من فؤاد صحية كثيرة..
وأكد الباحث عبد الله مؤمن أن الكثير من التجار وأصحاب المحلات والبقالات تواصلوا معهم في إدارة المحطة بهدف الشراء..
وأضاف: ونحن نستغل هذه الفرصة عبر موقع "يمن شباب نت" لنبشر المواطنين بأن الشاي الأزرق سيكون في القريب العاجل في الأسواق، ولدى جميع المزارعين في وادي حضرموت.