كشف فيلم بساط الريح الذي بثته قناة يمن شباب مساء الأربعاء 26 يناير/ كانون ثاني 2022، ضمن سلسلة افلامها الوثائقية، تفاصيل ومعلومات حول العملية السرية التي قامت بها دولة الكيان الصهيوني في اليمن، والمعروفة باسم "بساط الريح" أو بحسب التسمية المفضلة ليهود اليمن "على أجنحة النسور".
واستطاع الفيلم فكفكة كثير من العُقد وكشف عديد من الاسرار، التي اثبتت تورط عدد من الشخصيات التي تولت حكم أجزاء من اليمن في تلك الحقبة من الزمن، من بينهم الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين ملك المملكة المتوكلية، وحسين الهبيلي أمير الإمارة الهبيلية الهاشمية في شبوة، وسلطان لحج عبد الكريم العبدلي، وسلطان العواذل في أبين صالح العوذلي.
ويعد الفيلم الذي تعرضه ايضا قناة يمن شباب على منصة اليوتيوب بثلاث لغات الإنجليزية والعبرية إضافة إلى لغة الفيلم العربية، هو أول فيلم وثائقي يسلط الضوء على هذه العملية.
إقرأ أيضاً..
وثائقي استقصائي لـ"يمن شباب" يكشف علاقة الإمام يحيى حميدالدين بالصهيونية وهجرة اليهود اليمنيين
ونجح الفيلم في تقديم قصة متماسكة عن تلك العملية المجهولة والمغيبة في تاريخ اليمن، ابتدأ من انشاء دولة الكيان الصهيوني لمعسكرات في عدن لجلب يهود اليمن اليها، وتجنيد أعداد من اليمنيين للعمل لصالحها، ومرورا بالدوافع التي أجبرت حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ العملية عبر الطيران.
وسعي المستعمر البريطاني في عدن لتهجير يهود اليمن عبر جزيرة كمران الواقعة حينها رهن احتلال قواته، وكيف استطاعت الولايات المتحدة الامريكية ازاحة البريطانيين والانفراد بتنفيذ الصفقة ونقل يهود اليمن عبر اسطولها الجوي، ووصولا إلى تلك الممرات الآمنة التي تدفق اليهود عبرها للوصول إلى عدن حيث كان يقع المعسكر الوحيد من نوعه في دول العالم الاسلامي.
واستعراض الفيلم مجموعة من الوثائق والمواد الحصرية، والتي كشفت عن موافقة الإمام أحمد على السماح ليهود اليمن بالهجرة لاحتلال فلسطين، إضافة إلى تلك الوثيقة التي تنشر لأول مرة والتي حملت خط وختم الإمام احمد واحتوت على السماح للجاسوس الإسرائيلي يوسف صادوق بزيارة اليمن وتهجير اليهود منها.
واستضاف الفيلم مجموعة من الشخصيات اليمنية والفلسطينية، كما قام بعرض مشاهد حصرية لمغادرة العشرات من يهود اليمن من عدن على متن خطوط طيران آلاسكا الامريكية، ومواد خاصة تضمنت شهادة الغين مارين لونغ أول طيران ملاحي استعانت به آلاسكا لتنفيذ العملية.
وقال مخرج الفيلم الزميل عمر العمقي أن الفيلم قدم الرواية الكاملة عن تلك العملية السرية التي غيبت عن اليمنيين والفلسطينيين.
وعن ظروف العمل خلال إعداد الفيلم قال العمقي: "واجهتنا الكثير من التحديات فنحن امام عملية لا أثر لها في الارشيف الرسمي لليمن، وتخلو كتب ومراجع النخبة اليمنية من تفاصيل احداثها، ولكن طاقم العمل استطاع إعادة بناء تلك الاحجية عبر البحث في الارشيف الإسرائيلي والبريطاني والامريكي وتقديم الرواية الادق مدعومة بوثائق وشهادات خاصة لم يستطع أحد تقديمها منذ سبعين عاما".
وتتبع الفيلم جزء من اموال تلك الصفقة التي حصل عليها الإمام أحمد ين يحيى حميد الدين من دولة الكيان الصهيوني، وعرض مشاهد لنماذج من تلك الاستثمارات والممتلكات العقارية التي كانت تعود ملكيتها للإمام أحمد في مدينة عدن.