مر ما يقرب من 20 عامًا منذ هجمات 11 سبتمبر التي دفعت الولايات المتحدة إلى الغزو لأفغانستان وإعلان واشنطن "الحرب على الإرهاب"، ولكن على بعد حوالي 2000 ميل من أفغانستان، لا تزال الجماعة التي شنت الهجمات على أمريكا تعمل دون عقاب.
 
وقالت شبكة «CBS News» الأمريكية في تقرير - ترجمة "يمن شباب نت"-، لقد استغلت القاعدة الحرب الأهلية الفوضوية في اليمن ليس فقط للبقاء على قيد الحياة، ولكن لتخطيط وتنفيذ هجمات على الأمريكيين وحلفائهم.
 
وحصلت مراسلة الشبكة الأمريكية "هولي وليامز"، على ترخيص وصول نادر للانضمام إلى القوات اليمنية الحكومية وهي تخوض صراعًا دمويًا لا يحظى باهتمام كبير، ويشار إليه أحيانًا باسم "الحرب المنسية".
 
ووفق التقرير "جلبت القوات الحكومية اليمنية مصور ومراسلة CBS ويليامز إلى خط المواجهة، حيث يقاتلون من أجل السيطرة على مساحة قاحلة من الصحراء في مواجهة قوات الحوثيين الذين استولوا على العاصمة صنعاء ومساحات شاسعة من الأرض حولها".
 
وكانت الدعوة - من قبل السعودية - من أجل معاينة الصراع بشكل مباشر، إذ يدعم السعوديون الحكومة اليمنية وإلى جانب الولايات المتحدة، يتهمون إيران بتسليح المتمردين الحوثيين، وقد اتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب على مدار الصراع الذي يدخل عامه الثامن.


في ذلك الوقت، قتلت الحرب ما يقرب من 250 ألف شخص، وفقًا للأمم المتحدة، لم يكن بعضهم ضحايا للرصاص أو القنابل، ولكن بسبب الجوع، فقد جعل القتال من الصعب على وكالات الإغاثة توفير الغذاء لمن يحتاجون إليه في البلاد، الذين كانوا بالفعل من أفقر الناس على وجه الأرض قبل نشوب الحرب. 
 

وأشار التقرير: "نفس الفوضى التي تركت الناس يموتون من الجوع والأمراض التي يمكن علاجها، هي ايضا من تركت مساحة للقاعدة لتزدهر".
 
تعرضت القاعدة في شبه الجزيرة العربية لضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار لسنوات، لكن العديد من المحللين ما زالوا يعتبرونها أخطر فرع تابع للجماعة التي هاجمت أمريكا قبل 20 عامًا.
 
كان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو الذي درب الرجل الذي حاول إسقاط طائرة ركاب أمريكية في يوم عيد الميلاد عام 2009، بخياطة المتفجرات في سرواله الداخلي، كما أعلنت مسؤوليتها عن هجوم باريس عام 2015 الذي خلف 12 قتيلا، وهجوم في بينساكولا عام 2019 خلف ثلاثة قتلى.
 
سلطان العرادة، محافظ محافظة مأرب الشمالية في اليمن، والتي شهدت بعض أسوأ أعمال العنف مؤخرًا، أخبر مراسلة CBS أنه "لن يكون من الممكن تخليص بلاده من القاعدة إلا إذا توحدت البلاد من اجل ذلك"، وقال: "نحن بحاجة إلى دولة، وإذا كان لدينا حكومة فعالة فيمكننا تطهير البلاد من التنظيم".
 
وفر أكثر من 4 ملايين يمني من ديارهم، وانتهى الأمر بالعديد منهم في مخيمات مقفرة للنازحين، "عبد الله" (12سنة) يعيش في أحد تلك المخيمات، يقول "أنه يريد أن يصبح طبيباً عندما يكبر".
 
لكن ما دامت الحرب محتدمة، هناك أمل ضئيل لأطفال مثل عبد الله في تحقيق أحلامهم، فقط هناك اليأس الذي تتغذى عليه مجموعات مثل القاعدة.
 
وقد احتفل فرع القاعدة في اليمن مؤخرًا باستيلاء طالبان على أفغانستان، ومثل الجماعات الإسلامية المتطرفة الأخرى في جميع أنحاء العالم، فقد ألهمهم هذا الانتصار.