قال موقع بريطاني "مع دخول الحرب في اليمن عامها السابع، بدأ التحالف الذي تقوده السعودية مساع لإجراء محادثات سلام مع خصومهم الرئيسيين، قوات المتمردين الحوثيين التي تحتل معظم شمال غرب البلاد على مدى السنوات العديدة الماضية".
وأشار موقع «Global Risk Insights» البريطاني في تقرير - ترجمة "يمن شباب نت" - بما أن الرئيس بايدن ملتزم الآن بسحب الدعم الأمريكي للتحالف، فقد تركهم في وضع غير مناسب يبدو أنهم يرغبون في تصحيحه من خلال التفاوض مع الحوثيين على أمل التوصل إلى اتفاق. ومع ذلك، فقد احتفظت قوات الحوثي إلى حد كبير بموقف قوي في الحرب، وكما يتضح من عمليات القصف والضربات الجوية الأخيرة، يبدو أنها لا تهتم كثيرًا بإنهاء الصراع.
وقدّم التحالف مؤخرًا عروضًا لوقف إطلاق النار إلى الحوثيين، مما قدم مؤشرًا قويًا على رغبته في إنهاء الحرب في اليمن، أو على الأقل استعداده لبذل الجهود للتفاوض مع عدوه، ومع ذلك رفض كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام، علانية الاقتراح السعودي بهدنة، بل وردا على ذلك هاجم الحوثيون مطار أبها جنوبي السعودية.
من خلال هذا الاستعراض المتحدي العلني والتجاهل الواضح للتفاوض مع التحالف، أظهر الحوثيون أنهم غير مهتمين بالسلام، وأنهم أكثر استعدادا، بل واكثر حرصًا على استمرار الصراع الذي يمضي لصالحهم حاليًا. تتجلى هذه الميزة في أن الحوثيين مستمرون في تنفيذ ضربات بطائرات بدون طيار وفي استهداف مناطق رئيسية داخل العاصمة السعودية الرياض، والذي يبدو أنه مجرد بداية لهذه العملية الأخيرة.
هذا لا يؤكد فقط ثقتهم وقوتهم البشرية من خلال محاولة مثل هذه الهجمات الطموحة، ولكن أيضًا يظهر أنهم لا ينوون ترك النزاع ينتهي في أي وقت قريب، مع كون الحرب المفتوحة هي نيتهم الواضحة على المدى الطويل.
عدم اهتمام الحوثيين بالسلام
أدت مثل هذه التصعيدات العسكرية الأخيرة بين التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين في عدة مدن أخرى إلى زيادة مخاوف اليمنيين من اشتداد الفوضى التي عانت منها بلادهم في الأشهر والسنوات المقبلة، ويبرز ذلك من خلال تركيز الحوثيين الحالي على مدينة مأرب، التي لديهم طموح كبير للاستيلاء عليها سعياً وراء هدفهم النهائي الذي يُعتقدونه، وهو السيطرة في نهاية المطاف على اليمن بالكامل.
من هذا المنطلق ، يبدو من غير المحتمل أنهم سيكونون مستعدين لقبول أي شكل مهم من التسوية أو الصفقات من أي مفاوضات محتملة مع المملكة العربية السعودية في المستقبل، في حالة حدوث أي محادثات سلام، علاوة على ذلك فإن القوة العسكرية والموقف القوي الذي لازالوا يمتلكونه في الصراع حتى الآن يظهر أنهم بعيدون عن اليأس أو الضعف كما يُعتقد الحال مع التحالف السعودي، ومن ثم فإن هذا من شأنه أن يعطي الحوثيين أسبابًا قليلة للرغبة في التفاوض بشأن أي شيء على المدى الطويل.
كل هذا تجلى في هجوم للحوثيين أخيرًا على مأرب، حيث وردت أنباء عن استهداف الحوثيين المدنيين الأبرياء داخل المدينة، وإطلاق الصواريخ على مخيمات النازحين، مما تسبب في سقوط ضحايا من بينهم نساء وأطفال، هذه الأعمال ليست مؤشرا على أن القوات المتمردة الحوثية تريد أي شيء آخر غير الصراع.
هيمنة الحوثيين
لا ينبغي أن يُنظر إلى هذا على أنه مفاجئ بالفعل، حيث يجب التساؤل عن سبب رغبتهم في التفكير في مناقشة السلام مع أعدائهم نظرًا لأنهم ينتصرون في هذه الحرب من وجهة نظر استراتيجية، ليس من المنطقي بالنسبة للحوثيين أن يتفاوضوا مع التحالف وأن يتنازلوا على الأرجح عن سلطتهم وطموحاتهم.
بطبيعة الحال سيكون من المفيد لهم الاستمرار في القتال، وكما هو الوضع حاليًا ، فإنهم لايفوتون فرصة لتحقيق أهدافهم لليمن من خلال النصر العسكري، على الرغم من أن الخوف من أن هذا سيؤدي على الأرجح إلى صراع طويل الأمد، وإلى معاناة السكان، إلا أنه لايمنع من التفاؤل على أقل تقدير، في أنه يمكن للمرء أن يأمل في أن يوافق الحوثيون على أي محادثات سلام في مثل هذه الظروف حيث تكون هيمنتهم واضحة.
وقد تجلت هذه الهيمنة من خلال التقدم والعمليات العديدة للحوثيين ، ولا سيما سيطرتهم على العاصمة صنعاء وكذلك معظم شمال غرب اليمن، وصل نجاحهم إلى النقطة التي يشعر فيها البعض أن المملكة العربية السعودية لم تعد قادرة على كسب الحرب، ويرجع ذلك جزئيًا إلى القلق من أن السعودية لا يمكنها أن تضاهي كفاءة قوات الحوثيين، مما يضع التحالف في وضع غير مواتٍ ضد أعدائه.
يؤكد احتلال الحوثيين للعاصمة اليمنية هذه الصورة الخاصة بتزايد هيمنة الحوثيين - وهذا وحده هو علامة مهمة على قوتهم ونجاحهم في الحرب حتى الآن، إن المخاطرة بالتخلي عن مثل هذا المكسب في أي مفاوضات جادة لا معنى له سواء من الناحية العسكرية أو السياسية.
مستقبل غير محتمل للمفاوضات
ومع ذلك، تجدر الإشارة أيضًا إلى أن التحالف قد انتقم مؤخرًا من الحوثيين بضربات جوية لتدمير أحد قواعده الصاروخية والتي قُتل فيها عشرين متمردًا، يمكن الاستنتاج من ذلك أنه مع تزايد العداء من قبل الحوثيين، تخلّى السعوديون فعلا عن محادثات السلام، على الأقل في المستقبل المنظور، كما يتضح من تصاعد العنف بينهم وبين الحوثيين في الأيام والأسابيع الأخيرة.
يبدو أن رفض المتمردين الحوثيين العلني للعرض السعودي بوقف إطلاق النار قد أوضح أنه لا يمكن أن يكون هناك سوى مزيد من الصراع في اليمن، مع أطماع الحوثيين بالنصر الكامل في اليمن، والتداعيات التي لن يقبلوها بأي شيء آخر.
يمكن القول إن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بالطرق العسكرية، قد يشير هذا إلى أنه على الرغم من الدمار الذي لحق باليمن على مدى السنوات الست الماضية، فإن الصراع سيستمر على الأرجح - وربما يتفاقم - وأن أي مفاوضات جديرة بالاهتمام، ناهيك عن تحقيق سلام دائم، من المرجح أن تكون بعيدة المنال.
أخبار ذات صلة
السبت, 15 مايو, 2021
موقع بريطاني: إيران اشترطت على الرياض بيع نفطها الخام مقابل الحد من هجمات الحوثيين (ترجمة خاصة)
الخميس, 29 أبريل, 2021
قدم حوافز للحوثيين وابتعد عن التحالف.. "بايدن في اليمن" عندما يجلب "إنهاء الحرب" المزيد من الحروب (ترجمة خاصة)
الخميس, 22 أبريل, 2021
الحوثيون يكثفون هجومهم على "مأرب" الغنية بالنفط ولا يأبهون لأعداد قتلاهم (ترجمة خاصة)