قال تحليل أمريكي "إن عدوان الحوثيين في سعيهم لمحاولة السيطرة على مأرب قد يوحد القوات المناهضة لهم والمنقسمة سابقًا ضدهم"، لافتا "أن ما يقومون به مخاطرة كبيرة في سعيهم للاستيلاء على المزيد من الأراضي قبل بدء أي مفاوضات".
وأضاف التحليل الذي نشره "منتدى الخليج الدولي" و- ترجمة "يمن شباب نت - "أن هذا السلوك الحوثي قد يجعل إدارة بايدن أقل انفتاحًا في الانخراط في حوار مع جماعة ملتزمة بالاستمرار في تصعيد الصراع بدلاً من تخفيفه".
وفي التحليل الذي أعده للكاتبان كريستيان الركسون، وجورجيو كافييرو، قال "بأن المتمردون الحوثيون حاليًا يشعرون بالجرأة في حرب اليمن، في ظل الاعتقاد الراسخ لدى الحركة المتحالفة مع إيران بأنها تربح هذا الصراع المروع".
ولفت "أن من العوامل الأخرى التي ساهمت في تعزيز ثقة الحوثيين، التحول في السياسة الخارجية لواشنطن مع قيادة جديدة في البيت الأبيض، واستمرار ضربات الحوثيين ضد المملكة العربية السعودية، والتي تجسدت مؤخرًا في هجمات رأس تنورة في 7 مارس/ آذار التي استهدفت موانئ الشحن التابع لأحد أكبر شركات النفط في العالم".
وأشار التحليل "بدلاً من إلقاء أسلحتهم والموافقة على ما وصفه المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينغ بخطة وقف إطلاق نار "سليمة"، قرر الحوثيون بدلاً من ذلك مواصلة مساعيهم العسكرية للاستيلاء على محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز".
وبحسب الكاتبان، تبقى المعضلة الرئيسية لإدارة بايدن هي كيفية التعامل مع عزم الحوثيين على مواصلة القتال، حيث وهم حالياً في حالة هجوم، فسيكون من الصعب للغاية على القيادة الأمريكية معرفة كيفية تحفيزهم على إلقاء أسلحتهم والثقة في عملية سلام تتطلب منهم تقديم تنازلات لخصومهم محليا واقليميا ودوليا".
والكثير من الصعوبات التي يواجهها فريق بايدن تنبع من حقيقة أن الولايات المتحدة ليس لها أي تأثير مباشر على الحوثيين، إذ أن دعم واشنطن للمملكة العربية السعودية في الحرب، جعل الحوثيون يرون الولايات المتحدة على أنها عدو، وفق التحليل.
وبرغم إشارة التحليل، عن اكتساب الحوثيين قوة كبيرة بإلهام من إيران وحزب الله اللبناني وتحالفهما معه، إلا أنه استبعد امكانية أن يكون لدى الجماعة أبدًا القوة للسيطرة على اليمن بالكامل، إذ تشير الطبيعة المتغيرة للحرب إلى أن بعض مكاسبها يمكن أن تنقلب إذا استمر الصراع.
استراتيجيا، - يرى الكاتبان - بأنه إذا بدأت مفاوضات جادة بشأن السلام بعد استيلاء الحوثيين على مأرب، فسيكون الحوثيين في وضع أقوى بكثير لإملاء الشروط، حيث تقع مأرب في موقع استراتيجي شرق العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، وتستضيف الكثير من موارد النفط والغاز اليمنية، وهي بمثابة آخر معقل شمالي لحكومة هادي.
وبرغم وصفها من قبل الخبراء بأنها "منارة الاستقرار النسبي" والتي كانت "ملاذًا في خضم الحرب"، أصبحت مأرب الآن نقطة ساخنة رئيسية تحمل لكل من الحوثيين وخصومهم مخاطر كبيرة.
وإذا تمكن الحوثيون من السيطرة على هذه المدينة، فإنهم سيشعرون بمزيد من الجرأة، لا سيما بالنظر إلى الطريقة التي سيضيف بها مثل هذا التغيير على الأرض على شعور حكومة هادي بالضعف وربما ضغط أكبر للموافقة على شروط السلام التي ستكون لصالح الحوثيين، بحسب التحليل.
وذهب التحليل بالقول "بأن ما سيأتي بعد أن ينقشع غبار حرب اليمن سيكون حتما نتاجا فريدا للسنوات الست الماضية من الحرب الأهلية والمعاناة الإنسانية"، مشيرا إلى "أن أي سياسة خارجية واقعية تتبناها واشنطن فيما يتعلق باليمن يجب أن تقبل هذا، وكذا بعض الحقائق الواقعية الأخرى، للتعامل مع الدولة التي مزقتها الحرب بشروط واقعية".
أخبار ذات صلة
الجمعة, 19 مارس, 2021
مجلة أمريكية: التحول في السياسة السعودية عامل "حاسم" لهزيمة الحوثي وتحقيق السلام باليمن (ترجمة خاصة)
السبت, 13 مارس, 2021
تحليل: لماذا يجب على "الشرعية" اسقاط "ستوكهولم" لإنقاذ "مأرب" واستعادة الدولة؟!
السبت, 13 مارس, 2021
واشنطن بوست: مأرب ماتزال عصية على الحوثيين وتصعيدهم يعقد جهود إدارة بايدن لحل الصراع (ترجمة)