في ذكراها العاشرة.. شباب "ثورة 11 فبراير" يتمسكون بحلمهم (تقرير خاص)

[ العاب نارية في قلعة القاهرة بتعز إحتفاء بثورة 11 فبراير عشية ذكراها العاشرة (تـ: محمد التويجي) ]

يحتفي شباب ثورة 11 فبراير في الذكرى العاشرة للثورة متمسكين بحلمهم في تحقيق أهدافها، بالرغم من الحرب وعودة مشروع الإمامة من جديد والتمزق الذي يعيد صياغة الجغرافيا اليمنية بأجندات خارجية، لكن التمسك بمستقبل الثورة يبقى حياً في وجدان جيل من الشباب الذي انتفض رافضاً للعبث، وتعرض لأبشع المؤامرات التي أصبحت الحرب إحدى محطاتها البشعة.

 
وعشية ذكرى الثورة، كان الاحتفاء الشعبي حاضرا، حيث أحيا المئات من أبناء مدينة تعز (جنوب غرب اليمن)، بإيقاد الشعلة، بمشاركة حشود شعبية كبيرة وعددا من قيادات السلطة المحلية إلى جانب عددا من القيادات العسكرية والأمنية بالمحافظة.

 
وبدأ احتفاء شباب الثورة بالذكرى السنوية منذ مطلع شهر فبراير، في وسائل التواصل الاجتماعي معبرين عن اعتزازهم بالثورة، رغم كل المنعطفات التي مرت بها البلاد خلال العشر السنوات الماضية، بسبب مشاريع الثورة المضادة، التي قادت البلاد إلى الحرب وإسقاط الدولة بيد ميلشيات الحوثي.
 


الدفاع عن الجمهورية

وكان شباب الثورة في تعز نظموا عصر الأربعاء، حفلا فنياً وخطابيًا بمناسبة ذكرى الثورة في قلعة القاهرة التأريخية، وفي كلمة اللجنة التحضيرية للفعالية، قال مازن عقلان "إن ما يفصل شعبنا عن ثورة الحادي عشر من فبراير، ليس عشر سنوات فقط، بل طبقة غليظة من التضليل واليأس، وإذا كنا نريد استعادة حقيقية لذلك اليوم العظيم فإن علينا هدم هذه الطبقة المعتمة بكل حزم".

 
وأضاف: "إن الاحتفال بفبراير هي دعوة متجددة للتمرد على الاستعلاء السلالي والعائلي وتحصين الوعي المجتمعي ضد حكم الفرد والحكم الاسري، وتقوية للصف الجمهوري الخالص الصامد والمتماسك حتى اليوم رغم كل المؤامرات".

 
وأشار عقلان "إن الاحتفال بثورة فبراير والتذكير بأهدافها هو تذكير مهم بمخرجاتها وما أنجزه الحوار الوطني، لولا التآمر على الثورة والانقلاب على كل شيء.. واحراق البلاد والعباد للانتقام من ثوارها".

 
وأوضح "إن الاحتفال بفبراير تعزيز لآخر خطوط الدفاع عن الجمهورية والهوية في وجه توحش إمامي سلالي أعد العدة منذ نصف قرن لاستعادة عهده الرجعي البائد شمالا، ودولة مارقة استباحت واستعمرت خيرات البلاد جنوبا".
 


جدلية جدوى الثورة

في كل ذكرى لثورة فبراير تعود جدلية عن جدوها أو الأهداف التي حققتها، ومعها يتحدث البعض عن كونها سبب لهذه الحرب، لكن مع كل هذا الجدل يتمسك شباب الثورة بحقهم المشروع في الحلم والانتفاضة ضد الاستبداد والظلم، ويعتبرون الاحتفاء بها هو تأكيد على النضال المستمر من أجل استعادة الدولة وتحقيق اهداف الثورة.

 
ويرى الباحث نبيل البكيري "أن ثورة فبراير مناسبة وطنية، وكانت مسار من مسارات الثورات اليمنية على امتداد نصف قرن مضى، والاحتفاء بها استعادة ذاكرة النضال لدى الشعب وتكريم لشهدائها والتذكير بتضحياتهم".

 
وأضاف في حديث لـ"يمن شباب" ببرنامج حديث المساء "ان الثورات محطة من محطات التضحية وبالتالي نبحث عن الاستفادة من هذه الثورة بما سيأتي، لكن باعتقادي ان 10 سنوات لا يمكن أن تكون كافية لتحقيق اهداف الثورة، والحرب الجارية هي جزء من تاريخ الثورة".

 
وأشار البكيري "أن الاحتفال بالثورة يجب أن يذكر، أن ما يجري حالياً من حرب لا يمكن أن ينسينا مسار ثورة فبراير وأهدافها الواضحة، ببناء دولة مدنية ديمقراطية موحدة، واليوم هذه الحروب والمشاريع الصغيرة واحدة من العقبات التي خرجت الثورة من اجل تجاوزها".

 
وقال: "عودة الامامة حاليا كسلطة عميقة منذ ثورة 26سبتمبر 1962، او الانفصال المغذى إقليميا، كل هذه كانت عبارة عن عقبات امام مشروع اليمن الكبير، ولا يمكن أن تنهي ثورة بسنوات قليلة وتصل الى جنة الديمقراطية، لابد من محطات ومراجعات للوصول إلى الأهداف الكبيرة".
 

من جانبه قال الوزير السابق عبد الرقيب فتح "أن الحشود الجماهرية التي خرجت في محافظة تعز صانعة ثورة11 فبراير، تهدف لتجديد العهد والوعد والوفاء للثورة، وتؤكد الاستمرار في المطالبة بإنجاز اهداف الثورة ومطالبها، وأن العهد سينجز في بناء الدولة المدنية الحديثة".

 
وأضاف في تغريدات - على حسابة في "تويتر" – "إن الحملات التي يقودها البعض ضد ثورة فبراير، هم من يعيق بناء الدولة الحديثة والجيش الوطني.. وهم المنتظرين للطرف الذي سينتصر كي يعلنون انحيازهم له"، لافتا "أن ثورة فبراير اعادة الاعتبار لسبتمبر واكتوبر، وطالبت بدولة النظام والقانون".
 


الاستبداد والفساد والمستقبل

وقال رئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي "في ذكرى ثورة الحادي عشر من فبراير 2011 لابد أن نتعامل مع هذه الحقيقة بوعي كامل وأن ندرك أن أسلوب كتابة التاريخ بالورقة والقلم قد تجاوزه الزمن الذي نعيشه ولم يهمله".
 

وأضاف بمنشور بصفحته على فيسبوك "‘ن أسباب قيام تلك الثورة دوَّنها التاريخ الحديث بالصوت والصورة، وما وقع بعدها من أحداث وبيع وشراء للوطن على امتداد ترابه واتساع دائرة الإنسان فيه"، مشيراً: "كل ذلك مسجل بالصوت والصورة حتى الوصول إلى الحالة التي تعاني منها البلاد اليوم أرضاً وإنسانا".

 
من جانبه قال الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي "تجمع اليمنيون في ساحات التغيير، واصطفوا لمواجهة تحدياته سلمياً.. لم يأتوا ببرامج أو تصورات جاهزة، فقد اتفقوا على أن القاسم المشترك فيما بينهم هو بناء دولة المواطنة بنظام مدني ديمقراطي، وأن طريقهم لتحقيق ذلك هو المسار السلمي، ونبذ العنف بأشكاله المختلفة".

 
وأضاف في مقال بعنوان "هل يقبل الاستبداد أن يكون جزءاً من المستقبل؟؟" نشره بصفحته على فيسبوك " قامت القوى المنضوية تحت الثورة الحوار واستقبال المبادرات، وبعد أن تم تشكيل الحكومة التوافقية، وبدأت عملية التغيير السلمي غير مستهدفة قوى بعينها، بل نظاماً سياسياً فشل في استيعاب الحاجة المجتمعية لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية للمجتمع".

 
وتابع: "ما حدث بعد ذلك يتحمل مسئوليته حماة الموروث الاستبدادي الذين راوغوا ليبطشوا بالسلام، وبالتوافق، وباليمن كله بمثل ذلك الأسلوب الهمجي البائس الذي يحمل ميراثاً من الخيانة والتآمر والدم"

وأشار نعمان "أعادوا إلى الذاكرة حقيقة من حقائق التاريخ وهي أن كل الذين سادوا بالاستبداد لا يمكن أن يقبلوا بأن يكونوا جزءاً من المستقبل".
 


عقد من الزمن على الثورة

مرت عشر سنوات على ثورة 11 فبراير، بتفاصيل ومنعطفات كبيرة، كلها كانت تسير نحو إجهاض حلم ثورة الشباب السلمية، التي خرجت للمطالبة بالحرية والمساواة والديمقراطية، وعدم احتكار السلطة بعد أكثر من ثلاثة عقود من حكم نظام على عبد الله صالح.
 

في عامها الأول مرت الثورة بتحول في مسارها، حيث تم اعلان المبادرة الخليجية والتوقيع عليها في الرياض بين الأحزاب السياسية المعارضة والمشاركة بالثورة، ونظام على عبدالله صالح، وتضم في بنودها تخلي صالح عن السلطة واعطائه حصانة من الملاحقة، وانتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا للبلاد في عام 2012، وعقد حوار وطني شامل بين جميع الأطراف.

 
وفي الأيام الطويلة التي كان ينعقد فيه مؤتمر الحوار الوطني، كانت ميلشيات الحوثي تشن حروباً ضد اليمنيين في صعدة وعمران، ويساندها صالح ونظامه السابق، وعندما اتفق اليمنيون على مسودة الحوار الوطني، والتي انبثق منها دستور جديد للبلاد، اقتحمت ميلشيات الحوثي العاصمة صنعاء ونفذت انقلابها على مؤسسات الدولة في 21 ديسمبر 2014، بمساندة من على عبد الله صالح وبقايا نظامه في مؤسسات الدولة، انتقاما لإزاحته من السلطة بعد 33 عاماً من الحكم.

 
وكان هذا التحول الذي أسقط الدولة والجمهورية في آن واحد بيد ميليشيات الحوثي، بتآمر من النظام السابق والذي تحالف مع الحوثيين في الحرب ضد الدولة وإسقاطها، قبل أن ينفض التحالف في ديسمبر 2017 والذي انتهى بمقتل على عبد الله صالح في منزلة من قبل حلفائه الحوثيين، غير ان الحرب ما زالت مستمرة ضد الميلشيات الانقلابية، والتي تعد امتداد للكهنوت الإمامي الذي ثار عليه الشعب اليمني في 26سبتمبر 1962.
 

أخرجت ثورة فبراير كل الأحقاد ضد الدولة والجمهورية، وانكشف النظام السابق أمامها في الادعاءات التي كان يسوقها عن بناء جيش، لكن ذلك الجيش تحول معظمة إلى ميلشيات يقودها الحوثيين منذ دخولهم صنعاء، وقبل حتى تدخل التحالف العربي، وقادت المؤامرات ضد الثورة البلاد إلى الحرب وإسقاط الدولة.

مشاركة الصفحة:

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر