بدأت ميليشيا الحوثي الانقلابية بدفن نحو 715 جثة قالوا إنها مجهولة الهوية في مستشفيات العاصمة صنعاء ومناطق سيطرتهم، في الوقت الذي تثير هذه المعلومات عدد من التساؤلات عن هوية القتلى في ظل الممارسات القمعية للجماعة.
وبحسب ما نقلت وكالة سبأ الحوثية "فإن ميليشيا الحوثي دفنت أمس الأحد 40 جثة كانت في ثلاجة مستشفى الثورة بصنعاء، ضمن مراحل متعددة لدفن 715 جثة مجهولة الهوية في ثلاجات الموتى في المحافظات التي يسيطرون عليها، بزعم أنها مجهولة الهوية".
وأضافت الوكالة "أن ميليشيا الحوثي كانت قد استكملت الإجراءات المعمول بها في مثل هذه الحالات وآخرها الإعلان عبر الصحف الرسمية عن الجثث والانتظار لمدة 15 يوما بقصد الوصول إلى أشخاص لهم صلة بها لاستلامها".
وقال الحوثيون "أنه يتم دفن الجثث بعد أن تعذر التعرف على هوياتها وتجاوز بقاءها المدة القانونية، وبعد النشر عنها في وسائل الإعلام الرسمية المقروءة ولم يظهر من يطالب بأخذها".
صور جثث تم دفنها في صنعاء الأحد 26 يوليو 2020 من ضمن 40 جثة
وتعد هذه المرحلة الثالثة لدفن الجثث المعلنة، حيث تم دفن 197 جثة حتى الآن، وفق للمصادر الرسمية الحوثية.
وفي التاسع من مارس بدأ الحوثيون المرحلة الأولى بالتزامن مع بدء تفشي وباء كورونا، حيث تم دفن 67 جثة قالوا انها مجهولة الهوية، في محافظة الحديدة (غرب اليمن)، وقالوا إن "بعض تلك الجثث بعضها توفيت جراء قصف طيران التحالف العربي".
وفي مايو الماضي تم دفن نحو 90 جثة، في عدد من المحافظات دون إعلان رسمي من قبل ميلشيات الحوثي، في الوقت الذي كانت تعيش البلاد ذروة تفشي وباء كورونا، بحسب ما ذكرت مصادر مطلعة.
وقال المصادر: "أن من بين عدد الجثث المذيعة اليمنية جميلة جميل، والتي توفيت في ظروف غامضة بفندق بالعاصمة صنعاء في ديسمبر 2015، بعد فترة من مغادرة مدينة عدن العاصمة المؤقتة، ولا يعرف ماذا كان قد تم دفن جثتها ضمن أم مازالت في الثلاجة".
وتساءل ناشطون حقوقيون عن هوية تلك الجثث، مستغربين من أن العدد مهول ولا يعقل أن يكون كل هؤلاء بلا أي بيانات أو معلومات، وفق تعليق للمحامي توفيق الشعيبي والذي قال: "على النائب العام والنيابات تقع مسؤولية اعداد ملفات عن هذه الجثث وتاريخ وفاتها وسبب الوفاة قبل دفنها"
من جانبها قالت الناشطة بشرى المقطرى علقت على الخبر بالقول "العدد مخيف ويثير كثير من أسئلة، حتى وإن كانت جثة واحدة، فدفنها دون معرفة ذويها جريمة لا تغتفر فكيف ب 715 جثة".
وتساءلت - في منشور بصفحتها على فيسبوك - "هل هذه الجثث لضحايا أحداث ديسمبر 2017، أم مقاتلي الجماعة، أم معتقلين ماتوا تحت التعذيب، أم مواطنين لا يعرف عنهم أهلهم شيئا؟".
وتابعت: "في كل الحالات، خلف كل جثة أسرة تنتظر عودة ابنها، وانسان كانت له حياة وأحلام، وتحول إلى مجرد جثة مجهولة، وخلف كل جثة أيضا حكاية مريرة، وبالطبع جريمة".
وبالتزامن مع قيام ميليشيا الحوثي بدفن مئات الجثث بذريعة أنها مجهولة الهوية تشير تقرير إخبارية عن سقوط مئات القتلى في صفوف ميليشيا الحوثي الانقلابية في المعارك المشتعلة في مأرب والجوف والبيضاء.
كما تسعى ميليشيا الحوثي إلى استغلال أزمة المشتقات النفطية في مناطق سيطرتها والقيام بدفن تلك المئات من الجثث، في الوقت الذي تخشى الكثير من الأسر التي أختطف أبنائها من قبل الحوثيين وأخفوا قسراً.
واعتبر ناشطون قيام ميليشيا الحوثي بدفن تلك الجثث، جريمة بحق الإنسانية داعيين إلى تبني القضية ومخاطبة الأمم المتحدة لوضع حد لتلك الجرائم التي تمارسها ميليشيا الحوثي في التلاعب بأرواح اليمنيين.