ظل أهالي أحد أحياء العاصمة صنعاء لساعات يحاولون إيجاد حل للتعامل مع جثة شخص توفي في شقته السكنية، وسط حالة من الخوف والهلع، بعد أن أرسلوا سلسلة من البلاغات إلى الجهات الصحية، دون أي استجابة، مما اضطرهم للتعامل مع الجثة ودفنها بدون أي إجراءات للسلامة.
وتحولت إجراءات الحوثيين لمنع انتشار "كورونا" إلى حالة من التعسف والتجاهل والتي أثارت مخاوف السكان، حيث أصبحت حالة الاشتباه تثير الخوف من الانتهاكات من قبل الفرق الحوثية المسلحة، في المقابل لا استجابة فورية لبلاغات السكان عن الوفيات المجهولة في المنازل.
وقال "نصر المسلمي" - أحد سكان العاصمة صنعاء - "إن أحد جيرانه كان مصاب بمرض السكري وتوفي داخل شقته وظل سكان الحي لساعات طويلة بانتظار فريق الاستجابة الحوثية للإشراف على دفنه والتأكد من أسباب وفاته ولكن دون جدوى".
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت" بعد مرور أكثر من عشر ساعات من إبلاغ الحوثيين عن حالة الوفاة اضطر أهالي المتوفي لدفن الجثة، ولم تقم أيا من الجهات الصحية التي يديرها الحوثيين، بعملية التعقيم والرش رغم كل دعواتهم للمواطنين للتبليغ بحالات الوفاه.
تعامل لا أخلاقي ومستشفيات مغلقة
منذ بداية جائحة كورونا في اليمن تعامل الحوثيون مع المواطنين بتعسف وانتهاك لخصوصيتهم ومهاجمة منازلهم بمسلحين، في الوقت الذي يحصد الوباء أرواح عشرات المواطنين أغلقت المستشفيات أبوابها أمام المرضي، ورفضت استقبال أي حالة تظهر عليها أعراض "كورونا".
وقال سكان في شارع هائل بالعاصمة صنعاء "إن الحوثيين هاجموا منازل بطريقة مفزعة بعد اكتشاف حالات اشتباه بفيروس كورونا، حيث طوقوها بمسلحين ومنعوا أفراد الأسر من مغادرة منازلهم، قبل حتى أن يتأكدوا من الإصابة بالوباء".
وذكر السكان في حديث لـ "يمن شباب نت"، إن إحدى الاسر تعرضت للانتهاك والنبذ بعد التشهير بهم من قبل الحوثيين بسبب إصابة أحد افرادها بفيروس كورونا، رغم عدم ظهور أي اعراض على أفراد أسرته أو الأشخاص المخالطين له، وشفاؤه بعد أسبوع من إصابته، ومازالت اسرته تشكك بإصابته وتعتقد ان الفحوصات غير دقيقة.
ورغم تفشي الوباء رفضت غالبية المستشفيات الخاصة والمراكز الطبية استقبال المرضى الذين تظهر عليهم أي اعراض من "كورونا"، رغم انتشار كثير من الامراض بالأعراض ذاتها، ووجود الكثير من المصابين بالأمراض المزمنة وبحاجة إلى رعاية صحية.
وقالت مصادر طبية لـ"يمن شباب نت" أن المستشفيات ترفض استقبال المرضى الذين تظهر عليهم اعراض كورونا، وتشترط تقرير من مستشفى الكويت ومستشفى زايد المخصصة من قبل الحوثيين لاستقبال الحالات المصابة بفيروس كورونا.
تعتيم حوثي وتحذير من كارثة
منذ ظهور أول حالة إصابة بفيروس "كورونا" في اليمن في 10 إبريل / نيسان 2020، لم يعلن الحوثيون إلا عن أربع حالات إصابة فقط، على الرغم تداول السكان أخبار الوفيات بشكل يومي، حيث يرفضون الإفصاح عن الأعداد الحقيقة وسط تحذيرات من خروج الوضع عن السيطرة والتسبب بحدوث كارثة إنسانية.
وحذر عدد من الأطباء بالعاصمة صنعاء -في بيان مشترك – "من أن سياسة التكتم التي تفرضها ميليشيا الحوثي بشأن انتشار وباء كورونا ينذر بالوصول إلى مرحلة "الانفجار الكبير" لتفشي الوباء، وذلك قد يجعل القطاع الصحي غير قادر على المواجهة في بلد تعصف به الحرب منذ سنوات".
وكانت الحكومة الشرعية قد حذرت من كارثة صحية في مناطق سيطرة الحوثيين بسبب انتشار فيروس كورونا وذلك في ظل سوء التغذية وضعف الرعاية الصحية وانعدام الخدمات الطبية التي بمناطق سيطرة الميليشيات الحوثية.
وفي نهاية مايو الماضي اعترفت ميليشيا الحوثي بتفشي وباء كورونا في المناطق التي يسيطرون عليها، إلا أنهم ومنذ السادس من مايو الجاري، يمتنعون عن كشف الأعداد المصابة مكتفين بالإعلان عن 4حالة وفاة وحالتي شفاء، غير أن تقارير غير رسمية تحدثت عن مئات الإصابات وعشرات الوفيات بمناطق سيطرتهم.
استغلال جائحة كورونا
منذ أن انتشار فيروس كورونا في العالم وقبل دخوله إلى اليمن سارعت ميليشيا الحوثي إلى اتخاذ إجراءات ظاهرها احترازية وباطنها نهب ومصادرة أموال المواطنين وابتزاز التجار، في فرض جبايات واتاوات إجبارهم على شراء معقمات بتكاليف مرتفعة كما قاموا بفتح حسابات بنكية لتلقي الدعم تحت مسمى مواجهة جائحة كورونا.
وقال سكان وتجار لـ "يمن شباب نت"، إن ميليشيا الحوثي أغلقت خلال الأسابيع القليلة الماضية عددا من المراكز التجارية والأسواق تحت مسمى التعقيم والسلامة العامة، بمناطق متفرقة من أمانة العاصمة ومن ثم عاودت فتحها بعد أن أجبرت ملاكها على دفع مبالغ مالية مقابل ذلك".
وخلال الأيام الماضية كانت ميليشيا الحوثي قد أقدمت على اقتحام المحلات التجارية بهدف ابتزاز ملاكها تحت ذريعة التأكد من وجود المعقمات اليدوية والكمامات، ويشكو التجار بصنعاء من استمرار ميليشيا الحوثي في ابتزازهم وإجبارهم على دفع مبالغ كبيرة.
هروب من المسؤولية
وضمن محاولات الحوثيون التهرب من المسؤولية جراء انتشار وباء "كورونا"، اتهموا منظمة الصحة العالمية بتزويدهم بمحايل ومسحات تفتقر إلى للكفاءة والدقة مما أثر على نتائج الفحوصات المخبرية التي أظهرت نتائج ايجابية على حد وصف القيادي الحوثي طه المتوكل، والمعين وزير للصحة للحوثيين.
في المقابل رفضت منظمة الصحة اتهامات الحوثيين بشأن رداءة المحايل الخاصة بفحص الإصابات بفيروس كورونا، وأكدت في بيان لها بخصوص ادعاءات الحوثيين "إن "7 آلاف محاليل (بي سي آر) اختبار فيروس كورونا المقدمة من الصحة العالمية لليمن، هي نفس محاليل اختبار مقدمة لأكثر من 120 دولة".
وأشارت إلى أن محاليل اختبار "بي سي آر" التي تسلمها اليمن مصنعة من قبل الشركة الألمانية، وأن "الصحة العالمية" تتبع معايير صارمة لاعتماد أي اختبار للاستخدام والتوزيع الواسع على الدول الأعضاء.
أخبار ذات صلة
الأحد, 07 يونيو, 2020
بذريعة الرش والتعقيم.. الحوثيون يفرضون مبالغ مالية على ملاك المنازل بصنعاء
الاربعاء, 27 مايو, 2020
صحيفة: تفشي سريع لفيروس كورونا في صنعاء ومستشفياتها باتت عاجزة عن استقبال حالات جديدة
الإثنين, 25 مايو, 2020
في ظل مخاوف انتشار كورونا... مستشفيات صنعاء ترفض استقبال المرضى