يتعامل كل ٌمن القاعدة في شبه الجزيرة العربية وجماعة الحوثيين المسلحة، مع ضربات الطائرات بدون طيار في اليمن بطرق مختلفة تمامًا.
وقال تقرير نشرة موقع «Belling Cat» الأمريكي - المتخصص بالشؤون العسكرية - وترجمة "يمن شباب نت" فيما تعترف القاعدة بإنهاكها، يصر الحوثيون على الترويج لقدراتهم بهدف تعزيز الروح المعنوية لأنصارهم.
إذ يكشف تحقيق في المصادر المتاحة أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في موقف دفاعي بسبب تهديد طائرات الاستطلاع الأمريكية والطائرات بدون طيار، مما يدفعهم إلى استخدام كافة الوسائل لتوعية أعضائهم كي يتجنبوا كشفهم أمام استخبارات تحديد المواقع.
من جانبهم، يواصل الحوثيون اتباع سرد دعائي أكثر عدوانية حول تغلبهم على تهديد الطائرات بلا طيار، والتهديدات الجوية القادمة من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
ومع ذلك، لا يمكن استخدام مصادر القاعدة في شبه الجزيرة العربية، أو مصادر الحوثيين بصورة حصرية كدليل عند تقييم الإستراتيجية والتكتيكات والمداولات الداخلية الشاملة حول كيفية مواجهة هذه الجماعات للطائرات بدون طيار - حيث تبدوا احتمالية الوقوع في (فخ) الدعاية مرتفعة للغاية.
النتائج الأساسية
تبدوا القاعدة في شبه جزيرة العرب في وضع دفاعي للغاية بالنسبة لمواجهة تهديد ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار، حيث تحذر أعضائها بتجنب أن يتم الاستيلاء على معلومات استخبارية محلية منهم، وذلك عبر فرض حظر على استخدام الاتصالات، وحظر تبادل النشاط العملياتي مع "شركاء عسكريين" أو زملائهم الافراد الذين ربما "يتحدثون كثيراً جدا".
وقـد تم استهداف العديد من القادة والأيديولوجيين البارزين في التنظيم بنجاح، وقتلوا بطائرات بلا طيار، ومقتل ناصر الوحيشي أبرز مثال على ذلك.
وزعـم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، في شريط فيديو مدته 38 دقيقة بعنوان "الأسرار ومخاطرها ورحيل أفضلنا"، بأن جواسيس من أصل عربي قد تسللوا إلى صفوفهم، ويعملون بشكل مباشر على تزويد ضربات الطائرات بدون طيار بالمواقع المحلية للأهداف، والتحقق من تحركاتها على الأرض، ومن ثم إرسال تلك المعلومات مرة أخرى من أجل تنفيذ عمليات القتل والاستهداف.
على النقيض من ذلك، عملت الدعاية الرسمية لجماعة الحوثيين على إظهارهم في حالة هجومية ضد الغارات الجوية. فقد استخدم الحوثيون أشرطة الفيديو الدعائية والخطب والرسوم البيانية بهدف تعزيز الروح المعنوية لأفرادهم ضد تهديد الطائرات بدون طيار.
الدعاية الحوثية "الهجومية"
استنادًا إلى المراقبة الإعلامية للمصادر المتاحة للحوثيين، فإنه من الواضح أن الجماعة حاولت أن تجعل أعضاءها والمتعاطفين معها واثقين من امتلاك الحوثيين القدرة على الدفاع عن أنفسهم ضد التهديدات التي تشكلها غارات الطائرات بدون طيار.
وما بين أكتوبر 2017 ويناير 2018، نشر الحوثيون لقطات فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، لما زعموا أنها طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار "أُسقطت من الجو". حسب قولهم.
ويزعم الحوثيون اسقاطهم لطائرة من نوع MQ-9، وذلك في 1 أكتوبر 2017. وأظهر الفيديو الذي نشره الحوثيون بعض الصور البيانية التي تزعم حصولهم على الأسلحة القادرة على ضرب الطائرات بدون طيار، مما قد يوحي بأن الجماعة تمتلك القدرة على تدمير التهديدات التقليدية.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الصور التي قدمها الحوثيون بخصوص ترويجهم لإسقاط الطائرات بدون طيار "لا تتطابق مع صورة الظل "الكوبي" الخاص بـطائرة MQ-9.
ويبدوا ملحوظاً من ترويج الحوثيين لإسقاطهم طائرة بدون طيار في أكتوبر 2017 / يناير 2018 - أن أجنحة الطائرة ليست عمودية على الجسم، وأن الذيل أقصر بكثير في الصور المزعومة للطائرة بدون طيار في الجــو.
في 24 نوفمبر 2018، زعمت جماعة الحوثي أنها دمرت طائرتين تابعتين للتحالف الذي تقوده السعودية على الساحل الغربي لليمن.
وتم نشر الصور التالية عبر موقع المسيرة الإخباري الذي يديره الحوثيون بالإضافة إلى شبكات الحوثي المتــاحة المصدر.
وبدت الطائرات بدون طيار "أصغر" - كما هو موضح في الصور أدناه. كما كان هناك أيضًا مقطع فيديو على قناة الحوثيين الرسمية، يُظهر الطائرات بدون طيار بتفصيل أكبر.
ذلك يشير إلى أن الحوثيين يريدون من أتباعهم أن يعتقدوا أن الجماعة لديها القدرة على تدمير طائرات بدون طيار بأحجام مختلفة. مع ذلك، لا يمكن للمرء أن يقدم استنتاجات نهائية تستند إلى الدعاية وحدها.
إذ يمكن بسهولة التلاعب بالصور بعدة طرق. كما يجب على المرء أن يلاحظ أن الطائرات بدون طيار يمكن أن تدمر نفسها بنفسها - ومع الطائرات بدون طيار الأصغر على وجه الخصوص، يجب أن يكون المرء متشككًا حول تطابق الحطام مع عملية الاستهداف. كما أن من السهل فقدان طائرات بدون طيار من طراز Hex copter الصغيرة جداً، ولا يوجد دليل متاح تقدمه المصادر المفتوحة يثبت أن الحوثيين أسقطوا هذه الطائرات الصغيرة بالفعل.
لكن من المنطقي ايضاً الإشارة إلى أن الحوثيين قطعوا خطوات كبيرة في تطوير قدراتهم العسكرية وأنظمتهم للأسلحة. ومن المهم ملاحظة أن الحوثيين لم يعلنوا عن الأسلحة التي استخدموها لإسقاط الطائرة الامريكية بدون طيار في السادس من يونيو، والتي أعلن عنها البنتاغون في 16 من نفس الشهر، حيث اتهم إيران بالوقوف وراء العملية.
القاعدة في شبه الجزيرة العربية: وإنهاكها بحرب الطائرات بدون طيار؟
استراتيجية الجماعة الحوثية تختلف اختلافًا كبيرًا عن القاعدة في جزيرة العرب في اليمن. ففي 17 كانون الثاني (يناير) 2018، نشر فرع تابع لتنظيم القاعدة شريط فيديو مدته 38 دقيقة " يشدد على الحاجة للسيطرة على الاتصالات داخليًا لمنع تسريبها لأجهزة الاستخبارات. ويشير ذلك إلى سرد داخلي مفاده أن الجماعة تتعرض للتهديد من دون أن تتوفر لها الوسائل عسكرية لمواجهتها.
استنادًا إلى المصادر المفتوحة ذات الصلة المتاحة حول هذا الموضوع، يبدو أن القاعدة في جزيرة العرب باتت تشعر بالتعب من الغارات الجوية الأمريكية بطائرات بدون طيار، ومن الضربات الجوية التي تأتي كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
فيما يحاول الحوثيون، من ناحية أخرى، الإيحاء إلى أتباعهم - وبالتالي مراقبي الصراع - بأن التهديدات الجوية يجري التعامل معها عسكريًا.
كما بعث تنظيم القاعدة في جزيرة العرب رسالة مفتوحة لكافة المقاتلين يعود تأريخها الى ديسمبر 2018، والتي تحظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات الهاتفية - الامر الذي يمكن أن تفسر انخفاض نشاط تطبيق التلجرام الرسمي التابع للتنظيم بالإضافة للحسابات الأخرى التابعة له.
أخبار ذات صلة
السبت, 20 يوليو, 2019
معهد أمريكي: تحدي القوات المدعومة اماراتياً للحكومة يصب في صالح تنظيم القاعدة (ترجمة خاصة)
الأحد, 08 يوليو, 2018
أكاديمي يمني: الحوثيون هم نظير "داعش" ويريدون تأسيس نظام طائفي في اليمن
الخميس, 26 يوليو, 2018
الداخلية اليمنية: رصدنا أدلة دامغة تؤكد التنسيق المشترك بين الحوثيين والقاعدة وداعش