بعد قرابة أربعة سنوات من التعثر، نجحت الشرعية اليمنية، اليوم السبت، في انعقاد مجلس النواب، بمدينة سيئون ثاني أكبر مدن محافظة حضرموت الواقعة (شرقي البلاد) وسط تحشيد وانتشار أمني وتحليق للطيران المروحي لتأمين الحدث الذي تعذر تنظيمه في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب اليمن).
وفي حدود الساعة السابعة توجه مراسل "يمن شباب نت" إلى قاعة مجلس النواب، مرورا بأبرز الشوارع الرئيسية بمدينة سيئون، والتي كان الانتشار والحواجز الأمنية مكثفة مع تشديد التفتيش لكل المركبات.
كانت حينها مواقع التواصل تعج بأخبار عن انفجارات واشتباكات في مدينة سيئون وقرب القصر الجمهوري ومكان تواجد أعضاء البرلمان، لكن المدينة كانت تعيش اجواء هادئة وحركة خفيفة للسكان.
وعندما اقترابنا من قاعة المجمع الحكومي المخصصة لعقد جلسة البرلمان، كانت قوات الحماية الرئاسية تنتشر بكثافة أكثر في محيط المجمع وتمسح بالمرور باتجاه بوابة المجمع لكل الشخصيات المصرح لها بالدخول فقط.
وبعد نحو نصف ساعة انتهينا من إجراءات الدخول والتفتيش، توجهنا صوب القاعة التي جُهزت لاستقبال أعضاء مجلس النواب الذين يقيمون في فندق سيئون بلازا المجاور للقاعة.
توافد الأعضاء
في تمام الساعة التاسعة إلا عشر دقائق، بدء توافد أعضاء مجلس النواب إلى القاعة، وحينها طلب المنظمين من كافة الإعلاميين مغادرة القاعدة، استعدادا لبدء الجلسة الانتخابية لهيئة رئاسة البرلمان.
أختار أعضاء المجلس البرلماني "أحمد حسن باحويرث" لإدارة الجلسة الانتخابية بإعتباره أكبر الأعضاء سناً.
وفي أجواء هادئة توافق الأعضاء بالإجماع على اختيار "سلطان البركاني" رئيسا للمجلس، وثلاثة نواب له هم "محسن باصرة" و"محمد الشدادي" و "عبد العزيز جباري".
إقرأ أيضاً:
رئيس مجلس النواب: لن نقبل باجتزاء السيادة اليمنية وندعو مسؤولي الدولة للعودة إلى عدن
مصدر برلماني، في هيئة الرئاسة قال لمراسل "يمن شباب نت" ان عدد الأعضاء الذين حضروا الجلسة أكثر من 143 عضوا، من دون الأعضاء الذين شاركوا عبر البث المباشر لتعذر حضورهم وتواجدهم وبسبب حصول بعضم على جنسيات أوروبية وأخرين يتلقون العلاج.
وعقب انتهاء أعضاء مجلس النواب من الجلسة الانتخابية، كانت طائرة التي تقل الرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر وعدد من المستشارين وسفراء مجلس التعاون الخليجي والدول الأجنبية، تهبط في مطار سيئون الدولي.
وتصدر موكب الضيوف الواصلين مع الرئيس رئيس البرلمان العربي "مشعل بن فهم السلمي" ومبعوث الامين العام لدول مجلس التعاون الخليجي لدى بلادنا الفريق "مدخل دخيل الهذلي" وسفير السعودية لدى بلادنا "محمد سعيد آل جابر" وسفير دولة الامارات "سالم خليفة الغفلي"وسفير مملكة البحرين "حمود بن عبد الله آل خليفه" وسفير جمهوريا كوريا "وونج شول باك" وممثلة منظمة التعاون الإسلامي السفيرة "نورية الحمامي".
وقبيل وصل الرئيس هادي إلى قاعة البرلمان، سمح للصحفيين والإعلاميين بالعودة إلى القاعة، لبدء الجلسة الافتتاحية.
الجلسة الافتتاحية
في تمام الساعة العاشرة النصف، وصل الرئيس هادي ونائبه ورئيس الوزراء معين عبد الملك، القاعة، وسبقهم بدقائق عدد من الوزراء في الحكومة والسفراء، ليعزف النشيد الوطني للجمهورية اليمنية وهتافات جماعية داخل القاعة بالروح بالدم نفديك يا يمن.
بدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة لرئيس مجلس النواب سلطان البركاني، أعبقها كلمة لرئيس البرلمان العربي مشعل السلمي، واختتمت بكلمة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وقال هادي في كلمته، "إن أهم دلالة من دلالات انعقاد مجلس في هذا اليوم المجيد هي توحد كافة اليمنيين بكل أحزابهم واتجاهاتهم واطيافهم على قاعدة الشرعية والثوابت الوطنية وفي مواجهة هذا المشروع المدمر".
وأشار إلى أن انعقاد المجلس يشير بوضوح الى أن المشروع الحوثي المدمر يتآكل يوماً بعد آخر، وأن عنصريتهم قد عزلتهم عن جموع الشعب وتياراته، ولم يعد معهم أحد إلا من كان تحت الإكراه.
وأضاف "اليوم يستعيد اليمنيون إحدى أهم مؤسسات دولتهم، بعد رحلة نضال طويلة، وهذا اليوم ليس سوى محطة من محطات نضال هذا الشعب الكبير في استعادة حقوقه المشروعة وعودة مؤسساته المسلوبة".
وشكر الرئيس المملكة العربية السعودية على كل الجهود والدعم والتسهيلات التي قدموها لانعقاد المجلس، كما شكر أبناء حضرموت على احتضانهم لهذا الاجتماع التاريخي، حضرموت التاريخ والثقافة والعلم والأدب، حضرموت الحاضرة في روح ووجدان كل يمني.
وأكد أن حضرموت كانت وستظل دوماً وأبداً شوكة الميزان في مشروعنا الوطني الكبير وقلب اليمن النابض وعمقه وضميره وعنوان أصالته.
ووجه هادي خلال كلمته خمس رسائل بدأها، بأعضاء مجلس النواب، حيث دعاهم إلى القيام بمهامهم التشريعية والرقابية التي تدعم جهود السلطة التنفيذية في استعادة الدولة وانهاء الانقلاب وبسط نفوذ الدولة على كل شبر من أرض اليمن وتحقيق السلام وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واستكمال المسار السياسي.
وحثهم على التواصل على المستوى الإقليمي والعربي والإسلامي والدولي مع كل برلمانات العالم ومنظماته المدنية لإجلاء الحقيقة عن القضية اليمنية. ودعا أعضاء مجلس النواب الذين لم يلتحقوا بالجلسة ان يبادروا بالانخراط مع زملاءهم.
وفي رسالته الثانية، طالب المجتمع الدولي ورعاة السلام باليمن إلى إيقاف المماطلة والرفض من قبل المليشيات الحوثية لكل جهود السلام ورفض تنفيذ ما تم الاتفاق عليه
أما رسالته الثالثة، فوجهها إلى الحكومة والسلطات المحلية في المحافظات المحررة، داعيا إلى مضاعفة الجهود مراجعة الأداء.
وخاطب هادي في رسالته الرابعة، الشعب اليمني والأحزاب السياسية، "لا تفقدوا الآمل ولا يصيبكم الإحباط جراء ما تقوم به المليشيات الحوثية أو التعقيدات المتزايدة التي تواجهها الدولة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.
ووجه الرئيس رسالته الأخيرة، إلى الحوثيين، قائلا "أما حان الوقت أن تتوقفوا عن جرائمكم، ألم تكفكم أربع سنوات من الدمار والقتل، انظروا من حولكم إلى بلدنا المدمر بسبب نزواتكم وأطماع إيران التي ارتميتم في أحضانها، أنظروا لشعبنا المشرد وبلدنا الممزق وشبابنا المهدور".
وتابع "إن بلدنا هي بلدكم وأنتم يمنيين فلا ترهنوا حاضر ومستقبل البلد لأعداء اليمن، لقد مددنا أيدينا لكم من أجل السلام ونمدها اليوم مرة أخرى، من موقع المسؤولية، فاليمن أغلى وأعز وشعبها عزيز وكريم".
للمزيد إقرأ أيضاً:
مجلس النواب يرفع جلسته الأولى بسيئون والأحزاب توقع وثيقة "التحالف السياسي"
من جهته عبر رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني، عن رفض أي مليشيات خارج سلطة الدولة. وشدد على ضرورة عودة الأجهزة الحكومية إلى مدينة عدن وممارسة مهامها على أرض الواقع، مطالباً الرئيس بإصدار توجيه حول ذلك.
ودعا المكونات السياسية إلى نبذ المشاريع التمزيقية، مشيرا إلى ان البلاد بحاجة إلى مراجعة مسار الوحدة بما يكلف الحقوق للجميع. وقال "نواب الشعب مطالبون بالخروج بمشروع يحافظ على النسيج الاجتماعي ويصون تراب الأرض اليمنية وأمنها واستقرارها".
ووجه الحكومة اليمنية بضرورة حشد جميع الإمكانيات لرفع المعاناة على الشعب اليمني. وقال "ندعو أشقاءنا إلى دعم مجهودنا الحرب في مواجهة الانقلاب ودعم مسيرة السلام في وقت واحد".
ودعا البركاني جماعة الحوثي إلى الجنوح للسلم والتحول إلى مكون سياسي والاستفادة من دورس التاريخ.
إلى ذلك رحب رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي، في كلمة له بانعقاد اولى جلسات البرلماني اليمني في حضرموت. وأكد دعم البرلمان العربي لمجلس النواب اليمني والقيام بدور في هذا الظرف الحساس.
وطالب المجتمع الدولي بضرورة تحديد المعرقل لجهود السلام في اليمن. ومع انتهاء كلمة الرئيس هادي رفعت الجلسة، في انتظار استكمال الجلسات غدا الأحد.
عودة للحياة السياسية
وفي تصريح خاص لـ"يمن شباب نت" قال نائب رئيس مجلس النواب، البرلماني المهندس محسن باصرة، إن انعقاد المجلس اليوم بعد انقطاع أربعة سنوات يعد إعادة للمؤسسة التشريعية وعاصفة جديدة من عواصف الجوانب الدستورية والقانونية".
واعتبر انعقاد الجلسة، أنها عودة للحياة السياسية والرقابة والاستقرار، والتواصل البرلماني العربي والدولي لكشف جرائم الانقلاب الحوثي.
للمزيد إقرأ أيضاً:
النائب زيد الشامي لـ"يمن شباب نت" هناك رغبة أن تعود مؤسسات الدولة بدلا من الميلشيات والفوضى
وحول برنامج المجلس، ذكر باصرة "إن المجلس لديه برنامج سيناقش من خلالها موازنة الحكومة للعام 2019، وموضوع المناقصات وهيئة مكافحة الفساد".
وأشار "ستكون هناك جلسات عامة للنواب سيطرحون فيها همومهم من القضايا الخدمية والأمنية" وتحفظ عن الإفصاح عن جدول وفترة بقاء المجلس في عقد جلساته في سيئون.
وقال "لدينا برنامج وهيئة الرئاسة للبرلمان ستتجمع اليوم وترى الحكومة ما عندها من قضايا، تصب في تشكيل اللجان بالمجلي وتفعيلها من أجل انبعاث المؤسسة التشريعية بالكامل. وبين "أن المجلس سيكون على تواصل خلال المرحلة القادمة".
وشكر باصرة التحالف العربي ممثلا في المملكة العربية السعودية، التي قال إنها "صبرت حتى وصلنا إلى هذه الثمرة".
وكشف باصرة عن إطلاق الحوثيين أمس أكثر من ست طائرات مسيرة، مؤكدة أنها لم تخيف الأعضاء الذين حضروا بنصاب أكثر من 50%. وأوضح أن الكثير من أعضاء مجلس النواب سيلتحقون بالمجلس بعد جلسة اليوم.
أخبار ذات صلة
السبت, 13 أبريل, 2019
الخارجية الأمريكية: انعقاد البرلمان "خطوة مهمة" لتعزيز الحكومة اليمنية الشرعية
السبت, 13 أبريل, 2019
السفير السعودي: انعقاد البرلمان خطوة تؤكد عزيمة اليمنيين على استعادة دولتهم
السبت, 13 أبريل, 2019
مجلس النواب ينتخب رئاسته بحضور فاق النصاب القانوني المطلوب