في كل مرة يتوجه عمار أحمد إلى البحر، يفكر في الهيلوكبتر .
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وبعد ثلاثة أيام من دون صيد، قرر هو وثمانية صيادين يمنيين آخرين ركوب قاربهم الصغير نحو المياه العميقة الأقرب من الحدود غير المرئية قبالة ساحل البحر الأحمر، التي فرضها التحالف الذي تقوده السعودية في خضم حربه مع المتمردين الحوثيين في اليمن.
وتتعرض المياه المحيطة لميناء الحديدة في اليمن المطل على البحر الأحمر لخطر متزايد، حيث أصبحت المدينة الآن صفيحاً ساخناً في حرب البلاد التي مضى عليها ثلاثة أعوام ونصف.
عندما اقتربت مروحية الاباتشي فوق الأمواج تسببت نيران أسلحتها الثقيلة في أحداث نوبة هيجان للمياه.
وتحدث الأب البالغ من العمر سبعين عاماً لوكالة "الأسوشيتد برس" في مدينة المحوا الساحلية الصغيرة قائلاً "لقد أطلقت الاباتشي النار في كل مكان" مضيفاً "ثم قفز الجميع في الماء."
وقد أستمر الرجال يشقون طريقهم فوق الماء لأكثر من 20 دقيقة، بينما استمرت الاباتشي بالتحليق فوق رؤوسهم ليعودوا بعد مغادرتها إلى قاربهم وأبحروا عائدين إلى الميناء خالين الوفاض(بدون صيد) .
وظل أحمد يعاني من صدمة شديدة بسبب تلك التجربة بحيث لم يجرؤ على الاقتراب من البحر لمدة أسبوعين.
غير أنه وبعد كل ذلك برز خوف جديد- إنه الجوع هذه المرة.
وقد تسببت الحرب المستمرة في اليمن منذ ثلاثة أعوام ونصف بأسوأ أزمة إنسانية في العالم حيث يعتمد ثلثا السكان -وهم حوالي 18 مليون شخص- على المساعدات الإنسانية. وتقول وكالات الإغاثة الدولية إن 8 ملايين يمني لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية.
ولذلك فلا يزال ما يقدر ب 30 ألف صياد يتوجهون نحو مياه ساحل اليمن المطل على البحر الأحمر، حيث يدور قتال عنيف منذ أشهر في ظل مساعي التحالف لانتزاع مدينة الحديدة -وهي شريان الحياة الحيوي للمساعدات الإنسانية - من أيدي المتمردين الموالين لإيران.
ويحاول الصيادون تجنب السفن الحربية التابعة للتحالف التي بدورها تبحث عن مهربي الأسلحة، والمتمردين المسلحين بالصواريخ والمتفجرات بالنظر إلى شن الحوثيين لعدة هجمات ضد سفن قبالة سواحل اليمن.
ويتبادل الصيادون النصح على الفيسبوك ويحذرون بعضهم البعض لأن يتجنبوا المياه الدولية ويبقوا على بعد 5 كيلومترات (3 أميال) من أي سفينة، ولأن يرفعوا الأعلام البيضاء أو السمك في الهواء في حال اقتربت منهم إحدى تلك السفن.
ذلك لا يجدي نفعاً في كل الحالات .ً
قبل أيام من مواجهة أحمد مع الاباتشي، فتحت فرقاطة النار على قارب للصيد مما أسفر عن مقتل 18 صيادا ينتمون إلى قرية صغيرة بالقرب من ميناء الخوخة ولم ينج منهم إلا شخص واحد فقط. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015، قتلت سفن التحالف ومروحيات الاباتشي 48 صياداً كانوا متجهين إلى جزيرة تبعد نحو 30 ميلاً (48 كيلومتراً) عن الشاطئ للاستراحة هناك .
وتقول هيئة الإدارة المسؤولة عن الصيد في البحر الأحمر في اليمن والتي يسيطر عليها حالياً الحوثيون، إن أكثر من 220 صيادًا قتلوا في أكثر من 70 هجومًا منذ اندلاع القتال في مارس 2015.
واعتاد الصيادون البقاء في البحر لمدة 15 يومًا في المرة الواحدة ، لكن الرحلات الآن باتت أقصر بكثير وقلت كمية الصيد ليرتفع سعر السمك نتيجة لذلك ليصبح مكلفًا للغاية بالنسبة للكثير من اليمنيين، مما أدى بدوره إلى مضاعفة الضغوط على الصيادين.
وقال أحمد: "الجوع أصعب من الخوف"...مضيفاً "من المخيف بالنسبة لي أن أخرج لأنني لا أعرف ما إذا كنت سأعود أم لا ولكن كيف سأعيش وأنا أرى عائلتي غير قادرة على إطعام نفسها؟".
المصدر: اسوشتيد برس- Fishermen risk death in Yemen’s violent waters
الصور خاصة بالوكالة وتصوير: هاني محمد
أخبار ذات صلة
السبت, 15 سبتمبر, 2018
مقتل أربعة صيادين يمنيين بغارة جوية للتحالف في الحديدة
السبت, 04 أغسطس, 2018
الحكومة تدعو الصيادين اليمنيين إلى عدم تجاوز المياه الإقليمية
الإثنين, 19 مارس, 2018
القوات الإماراتية تعتقل عشرات الصيادين وتمنعهم من الاصطياد بساحل المخا غربي تعز