بدا النزاع بين الحكومة اليمنية الشرعية ودولة الإمارات العربية المتحدة بشأن السيطرة على جزيرة (سقطرى)، وقد ظهر للعلن متخذا شكلا تصعيديا، ومهددا من وجهة نظر مراقبين لوحدة التحالف الداعم للشرعية في اليمن والذي تقوده السعودية.
فقد استنكرت الحكومة اليمنية في بيان رسمي لها الإجراءات العسكرية الأخيرة، التي قامت بها القوات الإماراتية في الجزيرة اليمنية واعتبرتها "أمرا غير مبرر"، في حين نقلت وكالة أنباء (أسوشيتد برس) عن مسؤول يمني قوله إن الحكومة الشرعية تدرس إرسال رسالة إلى الأمم المتحدة، تطالب فيها بطرد الإمارات من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية.
وقال بيان الحكومة اليمنية الذي نشرته وكالة (سبأ) للأنباء، إن جوهر الخلاف بينها وبين الإمارات، ثاني أكبر دول التحالف العربي المساندة للشرعية، "يدور حول السيادة الوطنية ومن يحق له ممارستها، وغياب مستوى متين من التنسيق المشترك الذي بدا مفقوداً في الفترة الأخيرة".
واعتبر مراقبون أن رد الحكومة اليمنية، يعكس خلافا قديما مع دولة الإمارات العربية يعود إلى ما يقارب العام، وأنه بدأ بعد إقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لمحافظ عدن عيدروس الزبيدي، والذي كان محسوبا على أبوظبي، كما يعكس حالة من خروج الإمارات في تحركاتها عن نهج التحالف الذي تقوده السعودية وتصرفها دون الرجوع للرياض.
وكانت طائرات عسكرية إماراتية محملة بالجنود والعتاد قد توالت في الوصول إلى سقطرى، على مدى الأسبوع الماضي لتقوم بالسيطرة على مطار وميناء الجزيرة، وإبلاغ الموظفين العاملين هناك بانتهاء مهامهم.
وقد سارعت السعودية بإرسال لجنة للوقوف على آخر التطورات في سقطرى، وعقدت اللجنة قبل مغادرتها محادثات مع الحكومة اليمنية التي أبلغت السعوديين وفقا لتقارير إخبارية، بضرورة مغادرة القوات الإماراتية للجزيرة.
وفي الوقت الذي يقال فيه بأن السعودية لم تكن على علم بالخطوة، ولا بخطوات سابقة غيرها تقوم بها الإمارات في اليمن، يشير البعض إلى أن هذا الحديث لا يحظى بمصداقية وأن كل ما تقوم به الإمارات والسعودية في اليمن، هو مجرد توزيع أدوار فقط ويتم برضا الطرفين.
وفي أول تعليق إماراتي على الأزمة والتدخل السعودي لإنهائها قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش في تغريدة له على تويتر "اكتشف البعض جزيرة سقطرى مؤخرا ومن باب الطعن في التحالف العربي والإمارات".
يذكر أن الحكومة اليمنية كانت قد وصلت إلى سقطرى يوم السبت الموافق 28 إبريل 2018، في زيارة رسمية تستغرق أيام. ووفقا لبيان الحكومة اليمنية فإن أول طائرة عسكرية إماراتية تحمل عربتين مدرعتين، وأكثر من خمسين جندياً إماراتياً، وصلت في اليوم الثالث من زيارة الوفد الحكومي اليمني، وهو ما أثار وفقا للبيان أيضا جملة من الأسئلة وحالة من القلق في الجزيرة.
وكانت صحيفة الإندبندنت البريطانية قد أشارت في تقرير نشر بها مؤخرا، إلى أن الإمارات تسعى لاحتلال الجزيرة. وينقل التقرير عن مصادر قولها إن أبو ظبي تسعى لتحويل الجزيرة إلى قاعدة عسكرية دائمة ومنتجع سياحي وربما الاستيلاء على تراثها. حيث اعتبرت اليونسكو الأشجار السقطرية جزءا من التراث العالمي.