بعد 15يوما من انطلاق عملية تحرير تعز وكسر الحصار المفروض على المدينة منذ ثلاثة أعوام من قبل جماعة الحوثي الانقلابية أحرزت قوات الجيش تقدماً ملحوظاً وسط دعوات عسكرية بضرورة تقديم الدعم اللازم للمعركة و انتقادات شعبية للحكومة الشرعية و التحالف العربي.
وفي أواخر يناير الماضي أعلن محافظ تعز، أمين محمود، وقائد المحور اللواء الركن خالد فاضل بدء عملية عسكرية واسعة لتحرير المحافظة مدعومة من قوات التحالف، مؤكدين أن الجيش الوطني قرر الشروع بعملية عسكرية واسعة.
و رغم تأكيدات رئاسة الجمهورية عزمها بمعية التحالف العربي هذه المرة تحرير تعز بالكامل إلا أن النتائج على الأرض تبدو مُغايرة تماماً بل تُشير إلى أن دعوات العملية لاتختلف عن سابقتها من الدعوات التي أُطلقت دون جدوى، خلال الثلاث السنوات الماضية.
وكان نائب رئيس الجمهورية، الفريق الركن علي محسن الأحمر، قد أكد خلال اتصاله الهاتفي بمحافظ تعز وقائد المحور "عزم الحكومة و التحالف العربي تحرير تعز بالكامل".
ويرى مراقبون دعوة عملية تحرير تعز لا تقتصر على أنها ظاهرة صوتية كاسابقتها من الدعوات خصوصاً و أنها تفتقر للآليات العسكرية التي تتطلبها أي عملية عسكرية، وهذا ما ألمح إليه قائد اللواء 22 ميكا ،العميد صادق سرحان، في تصريحات اعلامية خلال زيارته للجبهة الشرقية للمدينة الخميس الماضي.
و قال سرحان أن "قوات الجيش الوطني في قطاعات اللواء 22 ميكا تمكنت من تحرير أجزاء كبيرة من المواقع شرق وشمال المدينة، في إطار المرحلة الأولى من العملية العسكرية" مطالباً الحكومة الشرعية والتحالف العربي بتقديم الاسلحة النوعية والدعم اللازم كون الطبيعة الجغرافية لمسرح عملياته العسكرية صعبة.
خارطة العملية العسكرية
وبالنظر إلى خارطة العملية العسكرية التي انطلقت من المحوري الشمالي والغربي للمدينة أحرزت قوات الجيش تقدماً ملحوظاً، لكن سرعان ما عاد الوضع إلى ماكان عليه قبل إعلان العملية.
وخلال الأسبوع الأول من العملية تمكنت القوات من التقدم و السيطرة على عدة مواقع شمال وغرب المدينة، كما سيطرت القوات على مناطق ابعر العليا و السفلى و الصرمين و الكريفات وصولاً إلى قلعة لوزم المطلة على تلتي الجعشة و السلال الاستراتيجيتين والمطلتان على خط الحوبان شرقي المدينة.
وفي المحور الجنوبي للمدينة استكملت قوات الجيش تحرير مديرية الصلو بالكامل.
مصدر عسكري في الجيش - فضل عدم الكشف عن اسمه - أرجع أسباب التقدم الملحوظ الذي صاحبته عشرات الغارات الجوية إلى "عدم توفر المعدات العسكرية الثقيلة و كثافة الألغام التي زرعتها المليشيات الانقلابية".
أما عن الدعم الذي قدمه التحالف للعملية العسكرية أوضح المصدر في تصريحاته لـ"يمن شباب نت" أنه وعد بتعزيزات عسكريه مكونة من آليات وذخائر و أسلحة لتحرير المدينة إلا أنها لم تصل.. مشيراً إلى أن الدعم اقتصر على الجانب المالي والمُقدر بثلاثة مليار يمني.
ومع أحداث عدن التي جاءت بالتزامن مع معارك تعز تراجعت غارات التحالف بشكل ملحوظ بالإضافة إلى أنها أثرت سلباً على سير المعارك.
زوبعة تحرير تعز
وفي هذا السياق يرى استاذ العلوم السياسية، فيصل الحذيفي، أن معركة تعز لن "تكون صادقة بدون عتاد عسكري ثقيل مع مخزون كافٍ للذخيرة تردف بها كل الجبهات".
وأضاف في تعليق له على صفحته "فيسبوك": أي خطة تحرير ببندقية خفيفة ورشاشات وذخيرة اعراس لن يترتب عنها أي تقدم أو إحراز انتصار .. لكنها تسكب مزيدا من الدماء".
و أردف الحذيفي، "تحرص دول التحالف بكل وضوح على دعم كيانات موازية للجيش الوطني والسلطة الشرعية .. ويتم دعم هذه الكيانات بسخاء بالمال المباشر والسلاح واسناد الطيران". مُشيراً إلى أن زوبعة تحرير تعز انتهت بانتهاء أحداث عدن دون إحراز أي تقدم يذكر بالجبهات سوى استنزاف تعز من كل اتجاه.
من جانبه وصف الصحفي محمد سعيد الشرعبي، أن ما يحدث بتعز "أكذوبة التحرير السطحي" كونها تحتاج لعمليات تحرير عميقة، ولن يحدث ذلك سوى معجزة.
و أشار الشرعبي، إلى أن "تعز تعيش وسط جحيم الحرب والحصار للعام الثالث على التوالي والجميع يعرف ذلك، ولا أمل سوى بمعجزة تعصف بالانقلاب والانقلاب الآخر".
ومنذ مارس 2015 تشهد محافظة تعز معارك ومواجهات بين قوات الجيش الوطني و جماعة الحوثي الانقلابية تمكنت خلالها قوات الجيش بأسلحة متوسطة من تحرير اجزاء واسعة من المدينة في ظل حصارا تفرضه جماعة الحوثيين مما أدى إلى تدهور الوضع الصحي والانساني في المدينة.