كشف محللون سياسيون أن التحولات الدراماتيكية في المشهد اليمني التي طرأت مؤخراً بين شريكي الانقلاب (صالح - الحوثي) ملامح صفقة أبرمتها دول التحالف العربي مع المخلوع صالح.
 
ويأتي هذا الإجماع عقب دعوة وجهها المخلوع صالح لأنصاره من الشعب اليمني إلى الانتفاضة ضد مليشيا الحوثي داعياً دول الجوار إلى وقف ما اسماه " العدوان ورفع الحصار".
 
وهاجم صالح مليشيا الحوثي في خطاب متلفز بثته قناة اليمن اليوم التابع له واصفاً أعمالها على مدار الثلاثة الأيام الماضية بصنعاء بأنها عدوان سافر وإرهاب ضد المواطنين.
 
ودعا صالح دول الجوار إلى وقف ما اسماه " العدوان ورفع الحصار" مشيراً إلى أنه  وسيفتح معهم صفحة جديدة ويتعامل معهم بشكل إيجابي.
 
من جهته أعرب المكتب السياسي التابع لجماعة الحوثيين عن عدم استغرابه وتفاجئه بخروج صالح المنقلب على الشراكة التي لم يؤمن بها بحسب تأكيده، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن مواقف صالح كانت فقط ظاهرة صوتية وكانت شراكته العملية والفعلية هي مع تحالف العدوان.
 
وقال المكتب في بيان له اليوم السبت أن "زعيم المؤتمر يعرف أكثر من غيره من هم أنصار الله قيما وأخلاقا في السلم وفي الحرب، وقد جر على نفسه خطيئةً هي أخطر ما بدر منه على مر تاريخه المعروف، وعليه تحمل عواقب ما سولت له أبو ظبي والرياض.
 
وأضاف" مثله ليس جديرا بأن يدعو لانتفاضة هنا أو هناك جبُن أن يقوم بمثلها حين بطح به الجاسوس هادي، وهانت نفسُه أن يكون له موقفٌ عملي في مواجهة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني الإسرائيلي".
 
و اعترف زعيم ميلشيات الحوثي عبد الملك الحوثي في خطاب متلفز، صباح اليوم ، بمقتل وإصابة 40 من أفرادهم خلال مواجهات مع قوات صالح خلال اليوميين الماضيين في العاصمة.
 
وكانت مواجهات اندلعت بين قوات صالح وميلشيات الحوثي الأربعاء الماضي في العاصمة صنعاء بدأت في ميدان السبعين، وامتدت المواجهات أمس الليل إلى الحي السياسي وعدد من الأحياء ولازالت تتمدد إلى الآن.
 
واعتبر المحللون انتفاضة المواطنين في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين هي نتاج الوضع السيء وتدهور الوضع المعيشي للبلاد.
 
صفقه مع التحالف
 
وفي هذا الشأن اعتبر الكاتب الصحفي ،عبدالعزيز المجيدي، ما يحدث في صنعاء" الملامح الأولى للصفقة التي أبرمها عفاش مع التحالف".
 
و أضاف المجيدي في تغريدة له على" تويتر" : لكن الأهم هو إنهاء الحرب والانقلاب  لفتح صفحة جديدة في حياة اليمنيين، ووضع الترتيبات اللازمة لمنع الأمور من العودة الى نقطة الصفر.
 
مُشيراً إن لم يكن هذا مقدمة لتنفيذ مخرجات الحوار والدولة الإتحادية "فنحن أمام فصل عبثي جديد".
 
وكانت قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية قد أعلنت في أول تعليق رسمي مباركة انتفاضة اليمنيين ضد المليشيا في صنعاء.
 
واعتبرت في بيان لها ما يحدث في صنعاء مرحلة من تاريخ اليمن تتطلب التفاف الشرفاء من أبناء اليمن في هذه الانتفاضة المباركة، على اختلاف انتماءاتهم الحزبية والقبلية بما فيهم أبناء حزب المؤتمر والأحزاب الأخرى.
 
من جانبه دعا نائب رئيس الجمهورية نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق الركن علي محسن صالح إلى التلاحم الشعبي والمجتمعي وفتح صفحة جديدة لمواجهة الحوثي وميليشياته الانقلابية التي تبسط سيطرتها على مؤسسات البلد وتمارس الجرائم المختلفة بحق اليمنيين.
 
وحيا نائب رئيس الجمهورية صحوة الضمير والإدراك التي تتضاعف يوماً بعد آخر من جميع فئات الشعب ضد ميليشيا الحوثي، مؤكداً بأن المواقف الرافضة للحوثيين والمساندة للشرعية ودور دول التحالف.
 
المحلل السياسي ،ياسين التميمي، اعتبر أي خطوة من المخلوع صالح لاستثمار تقدمه العسكري باتجاه إنشاء سلطة أمر واقع أخرى في صنعاء بإسناد من تحالف الرياض-أبوظبي الذي ظل يدعي أنه يقاومه لن يخرج عن كونه انقلاباً... مُشيراً إلى أن الجديد فيه هذه المرة أن "المخلوع صالح يتحمل المسؤولية عنه بشكل سافر وليس بأسماء مستعارة".
 
فيما علَّق من جانبه المحلل السياسي ،محمد جميح، بالقول: صالح "المستجدي" ظهر اليوم قوياً، والحوثي "المتغطرس" ظهر اليوم مستجدياً. صالح يرسل إشارة للتحالف، والأخير يرد".
 
وتساءل جميح : ترى أين هو الآن النائب الإيراني محمد رضا الذي قال إن صنعاء رابع عاصمة عربية تسقط في يد طهران ؟