دخلت محافظة المهرة الواقعة شرقي اليمن منذ الأحد الـ19 نوفمبر الجاري مرحلة جديدة أعادتها إلى حالة الهدوء والاستقرار بعد توتر خلال الأيام القليلة الماضية ونقلتها إلى مرحلة التأثير والمشاركة في تطورات المشهد اليمني بعد أن ظلت بعيدة عنه لكونها خارج جغرافيا الحرب المستمرة منذ عامين ونصف.
وأعلنت قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالمحافظ محمد عبدالله بن كده عن موافقتها لتواجد قوات التحالف العربي ممثلة بالسعودية في المحافظة، مؤكده تعاونها مع تلك القوات.
اتفاق مشترك
وجاء في بيان - حصل يمن شباب نت على نسخة منه – أن قيادة المحافظة عقدت الأحد اجتماعا بقيادة القوات المشتركة للتحالف العربي في السعودية ناقش فيه الطرفان دور القوات المشتركة التي أرسلها الأخير يوم الاثنين الماضي مؤخرا إلى الغيضة.
والهدف من تواجد هذه القوات - كما يقول البيان- هو تعزيز الأمن والاستقرار في المهرة ويحقق التلاحم والترابط بين سلطة المحافظة باعتبارها جزء من الشرعية وابناء المحافظة من مختلف القبائل لمساعدة التحالف في ضبط عملية التهريب التي تجري والحد منها.
ويأتي هذا بعد قرابة أسبوع من التوتر على خلفية رفض قيادة المحافظة وقبائلها دخول قوات عسكرية رافقت وفدا أمنيا سعوديا زار المهرة الاثنين دون علمها بحسب ما أعلنت في بيان واشترطت عليه حينها ستة شروط أهمها "عدم استخدام مطار الغيضة كقاعدة عسكرية وإبقاء الطاقم الإداري والأمني والعسكري للمطار على ما هو عليه والتنسيق الدائم مع السلطة المحلية وعدم تجاوزها".
منع تهريب السلاح
وقالت مصادر محلية، إن الاتفاق انتقل لمرحلة التنفيذ بعد أن وصلت مساء الاثنين الـ20 نوفمبر الجاري ناقلات تحمل آليات ودوريات عسكرية مقدمة من السعودية لدعم قدرات الجيش والأمن بالمحافظة.
وذكرت أن اللواء 123 مشاة بقيادة العميد عبد الله منصور الوليدي، استكمل انتشاره في مطار الغيضة، وتسلّم رسميا مهام حماية منفذ شحن البري من اللواء 137 ميكا بقيادة العميد محمد القاضي، بناء على توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي وبالتنسيق مع التحالف بقيادة السعودية الذي أشرف فريقها على تنفيذ هذه الإجراءات والتغييرات على الأرض.
ويتولى العميد الوليدي قيادة اللواء 123 مشاة منذ يوليو 2014 إلى جانب قيادته محور الغيضة ويعتبر من أوائل القادة العسكريين الذين أعلنوا ولاءهم للرئيس في 16 أبريل 2015 أي بعد تدخل التحالف إثر انقلاب الحوثيين وصالح على سلطته في العاصمة صنعاء.
وتهدف هذه الإجراءات إلى قطع كل الطرق المحتملة التي تُستخدم في تهريب السلاح إلى الحوثيين وتنفيذا لبيان التحالف بهذا الخصوص والذي أصدره في السادس من الشهر الجاري عقب إطلاق صاروخ باليستي على الرياض وأعلن فيه" الإغلاق المؤقت لكافة المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية حتى إتمام مراجعة إجراءات التفتيش وسد الثغرات الموجودة فيها".
وبعد أيام أعاد فتح مطار وميناء عدن وكذا مطار سيئون وأبقى على ميناء الحديدة مغلقا لحين الانتهاء من إجراءات تمنع التهريب في الميناء الواقع غرب اليمن.
ويبرر التحالف إجراءاته بأن" الثغرات الموجودة في إجراءات التفتيش الحالية تسببت في استمرار تهريب الصواريخ والعتاد العسكري إلى المليشيات الحوثية التابعة لإيران في اليمن".
معلومات المحافظة
وتعد المهرة ثاني أكبر المحافظات اليمنية لجهة المساحة بإجمالي 82405 كيلومترات مربعة بعد محافظة حضرموت، والأقل لجهة الكثافة السكانية، إذ يبلغ عدد سكانها وفقاً لآخر الإحصاءات 122 ألف نسمة، أي ما نسبته نصف في المائة من مجمل سكان البلاد.
وتُصنف المهرة، في التقسيم الفيدرالي لليمن إلى أقاليم عبر مخرجات الحوار الوطني ضمن ما يسمى "إقليم حضرموت"، غير أن الوجهات المحلية وشخصيات المحافظة، تعارض الانضمام لحضرموت.
ومن تلك الشخصيات السلطان عبدالله بن عيسى آل عفرار (سليل السلطنة العفرارية التي كانت تحكم المهرة قبل استقلال الجنوب اليمني من الاحتلال البريطاني في 1967).