إب.. اجواء عيدية مكبوتة وأطفال ضحايا سلاح الميليشيات المنفلت (تقرير)

[ عيد المواطنين بمدينة إب باهت مع تدهور الأوضاع (يمن شباب نت) ]

لم يكن في خلد الطفلة"رنا عزيز الزنم" أن قاتلاً حوثياً يتربص بها، وهي تعتلي أرجوحة الحديقة محتفية بالعيد الذي صنع لها فرحة لتوها اكتشفتها وهي الصغيرة التي لم تعرفها من قبل.

في حديقة  الوحدة بحي "جرافة" شمال مدينة إب، حيث الألعاب المتهالكة والمساحة الضيقة كانت "رنا" على موعد مع رصاصة طائشة أودت بحياتها وهي تلبس ملابس العيد وتلعب احتفاءً به مع الأطفال.

الرصاصة اخترقت جسد الطفلة وأثخنت فيه الجراح فتضرجت ملابسها الجديدة بالدماء فيما لاذ الجناة بالفرار، الجناة المنفلتون الذين اقتحموا حديقة الأطفال وتبادلوا إطلاق النار فيها لا يزالون طلقاء في المحافظة التي تتسع فيها رقعة الجريمة كل يوم.

            الطفلة رنا التي قتلت يوم العيد برصاص مسلح في مدينة إب
غياب الأمن


الأجهزة الأمنية التي باتت مسمى أكثر من كونها حقيقة، هي الأخرى غائبة عن المشهد الطاغي بالدم، حاضرة في مشهد الفيد ونهب وابتزاز المواطنين، حيث لم تقوم بأي جهد يُذكر حيال الجناة والقبض عليهم.

يقول الناشط الإعلامي "إبراهيم عسقين" تعليقاً على الحادثة "حديقة صغيرة جدا وتمتلئ في أيام الأعياد بالأسر مع أطفالهم ، فما الذي يدعوا المسلحين للدخول؟".

وأضاف عسقين "معنا ثلاث حدائق في اب، أكبر واحده لا تتجاوز مساحتها نص كيلو متر مربع، فلماذا أجهزة الشامي الأمنية لا ترسل لكل حديقة حتى دورية يمنعون أي مسلح من دخول الحديقة أو "الفصّاع" جوارها".

وتابع ساخرا من سلطات الانقلابيين "ثلاث دوريات فقط يا ناس يا عالم وإلا فقط جالسين بالجولات ويتهبشوا بالأسواق ويسلخوا المواطنين من اجل حق القات".


ضحية الأضحى

صباح الأحد المصادف لثالث أيام عيد الأضحى المبارك، تجهزت الطفلة "رنا"ـ 3 أعوام ـ ولبست ملابسها الجديدة وانطلقت تسابق ساقيها النحيلتين الزمن إلى الحديقة لتحتفي مع مثيلاتها بالعيد، فتلعب على ألعاب متهالكة وتسعد في زمن الحزن.

وصلت "رنا" للحديقة، والتقط لها أقرباؤها صورة، كانت تذكارية لها قبل الحادثة، وبدأت في دورها باللعب، لكنها لم تكمله بعد أن اخترقت جسدها النحيل رصاصة طائشة من سلاح منفلت بيد مسلح أرعن.

وكان مسلحون اقتحموا الحديقة وتبادلوا إطلاق النار فيها على مرأى ومسمع من الأطفال الذين أصابهم الفزع والخوف وتحولت أجواء الفرحة لديهم إلى عويل وبكاء ورعب بعد رؤيتهم للطفلة "رنا" مقتولة مضرجة بالدماء على أرجوحتها.

سقطت الطفلة بعد إصابتها وتم إسعافها إلى أحد المستشفيات لكنها فارقت الحياة متأثرة بجراحها، فيما لم تُلقي الأجهزة الأمنية على كل الجناة، قتلت "رنا" وبمقتلها قتلت فرحة العيد في نفوس الأطفال الذين حاولوا نحت أجواء فرح في صخور الحزن المعتمة  لكن رصاصات العبث المليشاوي علت فوق الفرحة.

الانقلابيين يسرقون فرحة العيد

وجدت بعض الأسر في محافظة إب مناسبة العيد فرصة لتخرج من أجواء الحرب التي تشهدها البلاد وتحتفي بالعيد على الوجه الأكمل، وبالمجمل فالمحافظة التي نأت بنفسها عن الحرب حالتها أقل سوءاً من محافظات أخرى كثيرة لا تعرف معنى للعيد منذ أكثر من عامين.

التقت الأسر وتبادل الأهالي التهاني وذهب الناس إلى المتنزهات العامة وسفوح الجبال وبطون الوادي واشترى الأطفال ملابسهم وفرحوا بالعيد كمناسبة طارئة لا يمكن التساهل في الاستفادة منها، لكن ممارسات الحوثيين صادرت أجواء الفرحة وحولت بعضها إلى أجواء حزن في أماكن كثيرة.

فقد شهدت المدينة ومنذ اليوم الأول للعيد اشتباكات مسلحة وتبادل لإطلاق النار من قبل مسلحين حوثيين في أكثر من مكان داخل المدينة وخارجها، وقتلت مواطن في المشنة فيما أصيب آخر،وقتل مسلحون طفلة وهي في حديقة ألعاب، وانتشر مسلحون في شوارع المدينة ينهبون ويبتزون الباعة والمسافرين، فيما عاودت عصابات التقطع للظهور مجدداً في متنزه الشلال وسرقة كثير من الزائرين.


حدائق معدودة وزائرون بالدور

المحافظة الأكثر كثافة سكانية في البلد تفتقر إلى متنزهات حيوية للأطفال والعوائل في مناسبات مثل مناسبات العيد وتتكشف مع حلول تلك المناسبات عورات المسئولين المتعاقبين على تلك المحافظة السياحية في تنفيذ مشروع سياحي وترفيهي كبير مناسب لحجم الكثافة السكانية في المحافظة.

فالمحافظة التي يسكنها نحو 3 ملايين ووفد إليها عشرات الآلاف من النازحين تفتقر إلى حديقة ألعاب وملاهي نموذجية، فعلى امتداد المحافظة الكبيرة تتوفر 3 حدائق ألعاب صغيرة ومتوسطة وحديقة واحدة للحيوان نفق منها أغلب الحيوانات واستوطنها مجموعة من المسلحين الوافدين إلى المحافظة لبسط نفوذهم على الأراضي ونهب الممتلكات العامة.

ويرى الناشط السياسي عادل عمر "أن مدينة اب تحتاج الى متنفسات حقيقية لا مشاريع مسلوقة كما هو حال مشروع حديقة "السلام لاند" التي تم افتتاحها مؤخراً في الصالة الرياضية وسط المدينة والتي صاحبها كثير من اللغط ".

 وأضاف "خلال زيارتي اليوم إلى مشروع حديقة الصلبة أو ما تسمى حديقة السلام لاند اتضح أن المشروع لا يلبي احتياجات أبناء اب أو حتى مديرية الظهار فحسب وانه مجرد مشروع استثماري مسلوق ومحدود أقيم على ارض ضيقة جدا لا تكفي مساحتها لإقامة مشروع حقيقي ومعقول ليكون متنفس".

وقال عادل عمر "على الشرفاء من أبناء إب التصدي لمافيا الأراضي وكنتونات الفساد داخل المحافظة التي بدأت بالتخطيط لتتهبش الأراضي المحجوزة للحدائق والمتنفسات". في إشارة منه إلى بناء بعض المتنفذين الحوثيين على أراضي حديقة "المعاين" بالمنصوب شمال المدينة.

                                    مواطنوان في محافظة إب يحتفلون بالعيد رغم كل الصعوبات التي تواجههم

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر