يحل عيد الأضحى هذا العام في محافظة تعز، جنوبي اليمن، بملامح وتحضيرات باهتة ومنقوصة، بسبب انقطاع مرتبات الموظفين وتدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية والصحية ، ما أدى لغياب العديد من مظاهر الاستقبال بالعيد والفرح نتيجة ثالوث الحرب و الحصار و سوء الأوضاع المعيشية.
بين الحرب والحصار، يعيش أبناء تعز، فلا فرحة بقدوم العيد في ظل استمرار القصف العشوائي على الاحياء السكنية والأسواق الشعبية بالمدينة من قبل المليشيات الانقلابية، ولا قدرة لديهم على شراء الحاجيات و الملابس الجديدة ؛ ناهيك عن عدم مقدرتهم على شراء الأضاحي بسبب ارتفاع أسعارها.
ويُعد هذا العيد، هو السادس على ابناء المدينة، منذ اندلاع الحرب بين قوات الجيش المسنودة المقاومة الشعبية الموالية للشرعية من جهة وبين المليشيات الانقلابية من جهة أخرى في مارس 2015.
عيد بلا طقوس
الحاج قاسم أحمد( 66 عاماً) الذي يتذكر رحيل ولده أحمد بحلول مناسبة العيد تحدث لـ"يمن شباب نت" بحسرة وحرقة "مرت سنه على رحيل ولدي أحمد الذي استشهد بقصف للحوثيين على منزلنا فكلما اتذكره أنسى طعم فرحة العيد فهي لا تكتمل إلا به".
وعن أحواله المادية التي يمر بها أشار، أحمد، إلى أنها "سيئة و منعتنا من شراء أضحية العيد".
وذكر أن" سعر الأضاحي ارتفعت بشكل جنوني حيث يصل سعر أضحية الأغنام إلى قرابة 45 ألف ريال، وهو مبلغ تعجز عن تأمينه أية أسرة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة؛ كما أن توزيع الأضاحي من قبل فاعلين الخير انحسرت وتراجعت".
في حين أشارت التربوية أم عبدالله(36 عاماً) إلى أن "انقطاع الراتب منذ أكثر من عام و ارتفاع الأسعار يعد سبباً في غياب ملامح وطقوس العيد لدى الكثير من الموظفين فلا ملابس جديدة نشتريها لنا نحن الكبار و لا الحلويات الجيدة ايضاً"، مبينة أنها اكتفت بشراء ألبسة جديدة لأطفالها الصغار فقط؛ لإدخال الفرح إلى قلوبهم.
قصف وارتفاع تكاليف الحج
من جانبه يرى الصحفي، نجم المريري، أنه لا ملامح حقيقية للفرح لتظهر استقبالاً بالعيد الذي فُقد مذاقه ونكهته منذ الانقلاب على السلطات الشرعية الذي جاء بالحرب والتدخل العربي.
و أشار، المريري، ضمن حديثة لـ"يمن شباب نت" إلى أن "مسلسل قصف المدنيين من قبل المليشيات الانقلابية لا يزال يراوح مكانه و هذا يمنع المدنيين من شراء حاجيات العيد خصوصاً وأن آثار مجزرة بير باشا لم تختفي بعد والتي راح ضحيتها باعة ومتجولين من المدنيين بينهم أطفال".
أما عن المشاكل والمعوقات التي يواجهها بعض السكان نتيجة التدهور الاقتصادي قال، المريري، "عدم قدرة الكثيرين من الناس على اداء مناسك فريضة الحج ".لافتاً إلى أن تكاليف الحج "مرتفعة جداً في ظل صعوبة الظروف الاقتصادية".