مرضى الكوليرا في إب ضحايا لا بواكي لهم 

[ تزايد أعداد المصابين بالكوليرا في اليمن ]


ينافس وباء الكوليرا الحوثيين في الفتك بحياة المواطنين في محافظة إب اليمنية، وبلا هوادة  يحصد الوباء أجساد الضعفاء الهزيلة.

ووفق تقرير لمنظمات حقوقية يأتي الحوثيون في الرتبة الأولى في الوقوف وراء عمليات القتل التي تشهدها إب، فيما يأتي في المرتبة الثانية، وباء الكوليرا الذي أودى بحياة نحو (236) حالة خلال 3 أشهر من بداية تفشيه في المدينة كثاني محافظة على مستوى الجمهورية من حيث الوفيات.

ومع دخل الشهر الرابع  لاجتياح الوباء المحافظة وحتى اللحظة لم تُولي سلطات الأمر الواقع، هذا الوباء الأهمية المستحقة فالمحافظة التي تشهد أكبر كثافة سكانية، وتأتي في طليعة المحافظات المصابة بالوباء وفق الإحصائيات الأممية لم تبذل سلطاتها المحلية التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي وصالح، أي جهد من أجل تفادي الكارثة التي تتعاظم كل يوم ، ولم يتوفر فيها مركز صحي أو مستوصف متخصص بالوباء ناهيك عن المستشفيات الميدانية وحجرات العزل الصحي، باستثناء مركز يتيم لمنظمة أطباء بلاحدود في مجمع الغيثي التربوي وهو الآخر يفتقر لأدنى التجهيزات والمستلزمات الطبية.

30ألف إنسان مصابون بالداء، و(236) حالة وفاة، وبرغم ذلك لم تحرك سلطات الانقلاب في المحافظة أي ساكن وكأن هذا الرقم المهول من الناس ليسوا من أبناء المحافظة وليسوا بحاجة إلى بذل جهد من أجلهم.


يواجه مرضى الإسهالات المائية الحادة والكوليرا صعوبات عدة في التغلب على الوباء ابتداءً من المناطق والأرياف التي لا يتواجد فيها مراكز متخصصة، مروراً بانعدام الأدوية والمحاليل الوريدية التي تبيعها المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية بمبالغ خيالية على الرغم بأنها مجانية من دعم المنظمات الأممية .


يتذكر الجميع كيف هرعت قيادات السلطة المحلية ومطبلوها نحو الجهات المانحة والمنظمات الدولية والخيرية من أجل استجلاب الدعم لها بحجة استقبالها النازحين من محافظات الحرب، وكيف كان حجم الترويج والتضخيم الإعلامي الذي صاحب إعلان مديريات في المحافظات كمديريات منكوبة وأبنائها بحاجة ماسة للغذاء والدواء واتضح فيما بعد أن هذه السلطات لم يكن تهدف من كل تلك الحملات ـ بحسب مراقبين ـ سوى زيادة أرصدتها واستجلاب دعم إضافي من المنظمات الإغاثية التي لا تزال تزودها بملايين الدولارات وهو الأمر الذي لم يتوفر في حالة الكوليرا .

المراقبون يرون بأن سلطات الأمر الواقع لم تجد مصدر دخل لها من هذا الوباء ولم تهرع المنظمات الطبية إلى دعمها بالمال لمواجهة الكارثة، لذا فهي محجمة عن أي تفاعل مع هذه الكارثة وستبقى كذلك حتى لو مات نصف سكان المحافظة.

تنبهت المنظمات الطبية الدولية العاملة في المحافظة لحجم الفساد المستشري في ملف الإغاثة في المحافظة، فقررت أن تبادر بتنفيذ مشاريعها بنفسها وتحت إدارتها بعيداً عن إشراف تلك القيادات التي ابتزتها مالياً ومارست ضد طواقمها كثير من المضايقات والملاحقات وصلت حد الإختطاف والطرد كما هو الحال لدى منظمة أطباء بلا حدود ومنظمات أخرى.


آخر إحصائيات منظمة الأوكسفام الأممية أشارت إلى وفاة 236 حالة مصابة بالكوليرا في المحافظة من الفترة 27ابريل وحتى 27 يوليو الجاري، وإصابة نحو (29,723)حالة أخرى، وهي الأرقام التي تجعلها في المرتبة الثانية من حيث الوفيات في محافظات الجمهورية بعد محافظة حجة، والمرتبة الخامسة في حالات الإصابة بعد محافظات أمانة العاصمة والحديدة وحجة وعمران.

وبين فتك المرض وتجاهل السلطات ..يموت المواطنون في إب على الهامش كضحايا ترتفع بتصاعد مضطرد بالتوازي مع مسلسل قتلٍ لا يتوقف أبطاله الانقلابيون وضحاياه مدنيون استسلموا للجائحة بحثاً عن السلام فوجدوا أنفسهم أرقاماً في عداد الموتى لدى المنظمات وحالات مرصودة في سجلات الانتهاكات وأخبار تتصدر واجهة الإعلام .
 



مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر