محمد قحطان.. رجل التغيير المختطف منذ عامين في سجون المليشيات الانقلابية الطائفية بعيدا عن أنظار أسرته والعالم يعاني مرارة السجن والاختطاف.
لا يمكن الحديث عن اختطاف محمد قحطان القيادي في حزب الإصلاح واللقاء المشترك دون الإجابة عن سؤال لماذا الاختطاف.
يرتبط اسم قحطان بالتغير ومكافحة الاستبداد والعمل السياسي الفعال من خارج منظومة السلطة الحاكمة، إذ شارك في التأسيس للقاء المشترك وكانت له مواقف وتصريحات صارمة تنتقد المخلوع في ذروة قوته وعمل على بناء تحالفات يمنية تعمل على إسقاط نظام الاستبداد .
جاءت ثورة فبراير وهي غير منفصلة عن التراكم النضالي الذي كان قحطان احد رواده ، وشارك فيها بأدوات الفعل السياسي الحامل لمشروع الثورة ، وانخرط في مؤتمر الحوار الوطني واشترك في صياغة أهم مخرجاته .
وحينما كانت مليشيا الحركة الحوثية تزحف نحو مناطق عمران وحجة والجوف وأثناء ما قاد حينها المبعوث الأممي بن عمر وساطة للقاء عبد الملك الحوثي، اكتفى قحطان بتحذير الحوثيين من نتائج المغامرة المسنودة إيرانيا، إذ أن اليمن لن تقبل حكم سلالي بمقاييس جماعة منغلقة ،الأمر الذي استفز عبدالملك الحوثي ولم ينس ذلك إلى أن سقطت صنعاء وبعد مجيء عاصفة الحزم أٌختطف قحطان ومنذ ذلك الحين مخفياً قسراً .
لم يكن اختطاف قحطان قضية شخصية ، وإنما رمزا لاختطاف دولة ووطن وإخفاء مجتمعاً بأسره وتغيب للشعب ومحاولة لضرب مشروع التغيير وإلغاء السياسة والسلام .
ظل قحطان يواجه استبداد المخلوع صالح منذ تسعينيات القرن المنصرم ، متمسكاً بأدوات العمل السياسي والنضال السلمي والوطني بهدف منح الفرصة لانتقال اليمنيين إلى الحياة المدنية والاستقرار ومغادرة أجواء وأثار وتشوهات الحروب وأدوات العنف .
كان يتسم قحطان بروح الفكاهة والتهكم في تناوله لهستيريا وجنون صالح وهوسه بالسلطة وكذلك في تناوله لجشع واندفاع الحركة الحوثية وقد طرح توصيفاً تهكميا دقيقاً لسيطرة الحوثيين على السلطة والمحافظات اليمنية واصفاً ذلك بالانتفاشة التي ستتلاشى فيما بعد .
ومع مرور عامين في الاختطاف ، تتلاشى الانتفاشة الحوثية وينمو مشروع التغير التحرر الذي طالما أسس وعمل محمد قحطان للوصول إليه وهو يدفع ثمن ذلك في الاختطاف.