قال باحثون إن النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي وقلة النوم من الرجال، وتزداد المشاكل سوءاً مع انقطاع الطمث. عُرضت نتائج الدراسة خلال الاجتماع السنوي لجمعية انقطاع الطمث في أميركا الشمالية (NAMS) في أتلانتا الذي عقد يوم 12 أكتوبر/ تشرين الأوّل.
الصداع النصفي حالة عصبية شائعة تؤثر في أكثر من 12 في المائة من سكان العالم، وتسبب آلاماً شديدة. يعاني المصابون من صداع حاد، غالباً على أساس منتظم، وتزيد احتمالية إصابة النساء بهذه الحالة 7 مرات تقريباً مقارنة بالرجال. ويتأثر قرابة 52 في المائة من سكان العالم باضطراب الصداع كل عام، بينما أبلغ 14 في المائو عن حالات الصداع النصفي. وعلى الرغم من أنه من أكثر الحالات المرضية انتشاراً في أنحاء العالم، فإن الدراسات حول انتشار الصداع قد تختلف اختلافاً كبيراً في طرقها وعيناتها، ما قد يؤثر في كيفية تقدير المعدلات العالمية لهذه الحالة.
حُدِّدَت العلاقة بين قلة النوم والصداع النصفي في دراسات سابقة، لكن العلاقة بين قلة النوم والصداع النصفي في مرحلة انقطاع الطمث تحديداً لا تزال غير واضحة. سعت الدراسة الجديدة التي شملت أكثر من ألفي امرأة لتقييم هذه العلاقة ومقارنة أوضاع النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث بفترة ما بعد انقطاع الطمث، مع الأخذ في الاعتبار المتغيرات المربكة المحتملة.
أشارت الدراسة إلى أن قلة النوم ليست فقط مزعجة، بل ومكلفة، إذ تكلف الاقتصاد الأميركي وحده نحو 411 مليار دولار سنوياً. وبالمثل، فإن الصداع النصفي مكلف لأنه يؤثر في الإنتاجية والتغيب عن العمل، ويمكن أن يضر كثيراً بنوعية حياة المرأة. تزداد كلتا المشكلتين كثيراً في أثناء الانتقال إلى حرجلة انقطاع الطمث، على الرغم من أن الصداع النصفي يميل إلى التحسن بعد انقطاع الطمث.
أكد الباحثون في هذه الدراسة وجود ارتباط بين تاريخ من الصداع النصفي وقلة النوم لدى النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث، وفي فترة ما بعد انقطاع الطمث. ومع ذلك، على عكس العلاقة بين النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث، يبدو أن العلاقة يمكن تفسيرها من خلال عوامل أخرى من المعروف أنها تؤثر في النوم في المرحلة الانتقالية لانقطاع الطمث، مثل مؤشر كتلة الجسم، والقلق، والاكتئاب، ووجود الهبّات الساخنة عند النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث.
تقول المديرة الطبية لـNAMS والمؤلفة الرئيسية للدراسة، استيفاني فوبيون، إن الرابط المحتمل بين جودة النوم والصداع النصفي أنه قد يكون هناك بعض مسارات الدماغ المشتركة التي تؤثر في كليهما، وإنّ من المحتمل أن تكون الاختلافات في جودة النوم والصداع النصفي بين الرجال والنساء مرتبطة بالاختلافات في الهرمونات.
وتضيف فوبيون، في تصريح لـ"العربي الجديد": "قد تعاني النساء المصابات بالصداع النصفي من تفاقم حالة الصداع النصفي عندما يكون هناك انخفاض كبير في مستويات هرمون الأستروجين، مثل حالات ما قبل الدورة الشهرية وحول فترة انقطاع الطمث. وبالمثل، يمكن أن يتأثر النوم كثيراً بالتغيرات الهرمونية في فترة انقطاع الطمث".
ووفقاً للمؤلفة، فإن الاختلافات التي لاحظها الباحثون في العلاقة بين الصداع النصفي ونوعية النوم بين النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث وما قبلها قد ترجع إلى حقيقة أن هناك العديد من الأشياء الأخرى في فترة ما قبل انقطاع الطمث التي لديها القدرة على التأثير بجودة النوم، بما في ذلك اضطرابات المزاج، مثل القلق والاكتئاب والهبّات الساخنة والتعرق الليلي.
"تشمل قيود النتائج أن الدراسة كانت مقطعية، لذلك لا يمكن القول إن أحد هذه الأشياء يسبب الآخر، فنحن فقط نرى رابطاً بينهما في النساء قبل انقطاع الطمث. أيضاً، كان هناك نقص في الخلفيات العرقية والإثنية المتنوعة في النساء في الدراسة، لذلك لا يمكننا بالضرورة تعميم النتائج على جميع فئات النساء"، توضح الباحثة.
(العربي الجديد)