أعلنت الصحافية الفلسطينية تالا حلاوة عن فصلها من عملها كأخصائية شؤون فلسطين في خدمة المراقبة لدى هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) على خلفية تغريدات كتبتها خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014.
ويأتي إعلان الصحافية عن فصلها من عملها بعد نحو شهرين من تحقيق أطلقته الهيئة البريطانية حول نشاطها على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما أعيد نشر تغريدة لها تضمنت هاشتاغ يقول إن” هتلر كان على حق”، وذلك من قبل منظمة ” أونست ريبوريتغ” وهي منظمة غير حكومية، وتمثل هيئة مراقبة وسائل الإعلام الموالية لإسرائيل، والتي وصفت الصحافية فيه حينه بأنها “معادية للسامية”.
وكتبت حلاوة التغريدة عبر حسابها على “تويتر” والذي لم يعد موجوداً الآن قبل تعيينها لدى” بي بي سي”، وتحديداً خلال العدوان على غزة عام 2014، الذي استشهد خلاله 2322 فلسطينياً، بينهم 587 طفلا، و489 إمرأة، وفق مصادر فلسطينية.
وقبل بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، أحرق مستوطنون الطفل محمد أبو خضير بعد اختطافة في مدينة القدس المحتلة.
وجاء في تغريدة حلاوة “إسرائيل نازية أكثر من هتلر” واتبعتها باللغة الإنكليزية بـ”#Hitler was right” (هتلر كان محقا) “فليذهب الجيش الإسرائيلي إلى الحجيم”، مطالبة بالصلاة من أجل غزة #Pray for Gaza”.
وقالت حلاوة، عبر حسابها على موقع فيسبوك، الأربعاء، “إن قرار المؤسسة البريطانية جاء بعد شهر من إجراء تحقيق داخلي تجاهل تقييم أدائي المهني ومطالبات زملائي للإدلاء بشهاداتهم حول مهنيتي، إذ كنت في مكان المتفرج الصامت على ما يحدث على الإنترنت من نزع لإنسانيتي وتشهير بعملي كصحافية، دون أن أمنح الحق في رواية جانبي من القصة”.
وأضافت “خضعت للتحقيق على أثر تغريدة واحدة مسيئة نشرتها قبل سبع سنوات، لم تكن تعبّر عني ولا عن آرائي آنذاك، ولا اليوم ولا في أي وقت”، مقدمةً اعتذارها لكل من آذته التغريدة، وأنها أخطأت حين استخدمت وسم شائعاً دون تفكير أو وعي تحت ضغط الأوقات العصيبة.
وأستدركت قائلةً ”أنا كشابة فلسطينية كانت وسائل التواصل الاجتماعي الوسيلة الوحدية المتاحة لها وسط ما تشاهده من وقائع وصفتها بالمروعة من موت للفلسطينين الأبرياء وصمت دولي.
وأشارت إلى أن الحملة التي أطلقت ضدها من قبل مجموعة متطرفة تدعم إسرائيل بدأت بعد إعدادها تقريراً لـ”بي بي سي” يتحدث عن الثمن الذي يدفعه المشاهير حول العالم عند إظهارهم الدعم للقضية الفلسطينية.
وتابعت “عدا عن الآثار النفسية والجسدية للتحقيق الذي أجرته معي بي بي سي على خلفية التغريدة، شنّت جماعات منظمة ومدرّبة هجوماً عليّ لتدمير سمعتي والتهديد بالقضاء على مستقبلي المهني”.
وأعربت عن أسفها الشديد أن الهيئة البريطانية، وبدلاً من البحث عن سبل لدعمها وحمايتها كصحافية عملت في مؤسستهم ولديها سجل مهني مميز، قررت أن تستسلم لهذه الجماعات، عادّة أن فصلها يشكل قصة نجاح لمثل هذه الحملات التي تهدف للقضاء على الصوت الفلسطيني.
وبدا أن حلاوة تواجه صدمة بسبب قرار فصلها، فبحسب ما جاء في منشورها، فإنها لم تواجه يوماً أية انتقادات حول مهنيتها أو عملها الصحافي، بل على العكس من ذلك كانت تتلقى العديد من رسائل الشكر، التي كان أخرها حول مشاركتها في تغطية التصعيد الأخير على قطاع غزة، مستهجنة اختزال كل هذا بتغريدة.
وقالت “من المؤسف أن نمطاً جديداً من مهاجمة الصحافيين العاملين في الشرق الأوسط أصبح رائجاً ومن خلال الحملات الإلكترونية المنظمة التي تهدف لكسر مصداقية الصحافي وقدرته على التغطية بسبب جنسيته أو خلفيته الثقافية، لافتةً إلى أن العديد من الصحافيين عبروا عن مخاوفهم حيث أصبحت حملات التشهير الإلكترونية مصدر تهديد لكل صحافي من الأقليات يعمل في المؤسسات الدولية.
وكان المتحدث باسم هيئة الإذاعة البريطانية قد صرح لصحيفة “الإندبندنت” البريطانية بأن “تغريدات حلاوة وإن جاء نشرها قبل انضمامها لبي بي سي إلا أننا نأخذ هذه المسألة على محمل الجد”.
ويأتي طرد حلاوة بعد فصل أخر طال مساعدة الأخبار في وكالة أسوشيتد برس، إميلي وايلدر، بسبب ما قالت إنه انتهاك لسياسة الشركة على مواقع التواصل الاجتماعي، واتهامها من قبل وسائل إعلام إسرائيلية بأنها مؤيدة للقضية الفلسطينية وهو ما أثار ردود فعل غاضبة.
المصدر: القدس العربي