أثارت صورة غلاف عدد يونيو من مجلة "فوغ الفرنسية" هيفاء بنت عبد الله آل سعود، ابنة الملك السعودي السابق عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وهي خلف مقود سيارة مكشوفة جدلا واسع النطاق بين نشطاء حقوق المرأة.
ووصف اللقاء الصحفي مع المجلة الأميرة السعودية بأنها كانت من أهم "القوى المحركة" لحصول المرأة السعودية على الحق الذي طال انتظاره في قيادة السيارات، لكن نشطاء سعوديون انهالوا على المقال بسيل من السخرية الذي نُشر بعد اعتقال السلطات 11 من أقوى النشطاء الذين قادوا حملة لحصول المرأة السعودية على الحق في القيادة أحكاما بالسجن بعد ما وصفتهم وسائل إعلام سعودية بأنهم "خونة".
وانتقد ناشطون خلو المقال من أي إشارة إلى أبرز القيادات بين نشطاء حقوق المرأة الذين استمروا لسنوات عدة في المطالبة بحق المرأة في قيادة السيارات، وهم الذين لا يزالون خلف القضبان في السعودية حتى بعد إقرار الحق في القيادة للمرأة السعودية. وبخلاف الصورة التي ظهرت للأميرة السعودية، ترتدي ثيابا بيضاء خلف مقود سيارة مكشوفة في الصحراء، وصفت المجلة الأميرة بأنها تجسد التغيير الذي تشهده السعودية في الوقت الراهن.
وخُصص عدد يونيو من المجلة الخليجية "لريادة المرأة في السعودية" مع قدر كبير من الإشادة بالإصلاحات التي جاءت على يد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، والتي تضمنت تخفيف الكثير من القيود الاجتماعية في هذه الدولة التي يهيمن عليها الاتجاه المحافظ علاوة على تراجع نفوذ رجال الدين المتشددين في السعودية.
وتأتي الصورة، التي تظهر فيها الأميرة ممسكة بمقود السيارة، قبيل بدء السعودية في تنفيذ قرارها برفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات في البلاد.
واستخدم الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي برمجيات تعديل الصور ليضعوا وجوه الناشطات المحبوسات في السعودية بسبب المطالبة بحق المرأة في قيادة السيارات مكان وجه الأميرة السعودية على غلاف مجلة "فوغ أرابيا"، وهي الصورة التي انتشرت كثيرا على مواقع التواصل الاجتماعي كرد فعل على الصورة في غلاف المجلة.
وقالت الناشطة الأمريكية من أصول سعودية نورا عبد الكريم في تغريدة دونتها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "بعد أن رأت فوغ أرابيا أنه من الملائم أن تضع صورة سمو الأميرة على غلافها لعدد يونيو ووصفها بأنها تجسد 'ريادة المرأة السعودية'، قامت نساء سعوديات بإحلال وجه ثلاثة ناشطات سعوديات في السجن، وُصفن بالخيانة، محل وجه الأميرة."
ورغم إطلاق سراح أربعة من النساء البالغ عددهم 11 إمرأة، أودعن السجون بسبب المطالبة بحق المرأة في قيادة السيارات، قالت منظمة العفو الدولية إن مصير باقي المحتجزات لدى السلطات السعودية لا يزال مجهولا.