حذّرت دراسة أمريكية حديثة، من أن كثرة تناول المضادات الحيوية، عن طريق الفم، وسوء استخدامها، يسهم في زيادة تكوُّن حصوات في الكليتين، وخاصة بين الأطفال والمراهقين.
الدراسة أجراها باحثون بمستشفى فيلادلفيا للأطفال بالولايات المتحدة، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Journal of the American Society of Nephrology) العلمية.
وأوضح الباحثون أن خطر ظهور البكتيريا والجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية، ليس السبب الوحيد الذي يدفعنا لتجنب استخدام المضادات الحيوية كلما كان ذلك ممكنًا.
وأضافوا أن هناك سببًا إضافيًا كشفت عنه الدراسة، وهو تكوُّن حصوات في الكليتين، نتيجة كثرة استخدام المضادات الحيوية التي تؤخذ عن طريق الفم.
ولأسباب غير واضحة، زاد معدل انتشار حصوات الكلى بنسبة 70? على مدى السنوات الثلاثين الماضية في الولايات المتحدة، خاصة بين الأطفال والمراهقين.
وللبحث عن سبب ذلك، راجع الباحثون بيانات 13 مليون طفل وبالغ من عام 1994 إلى عام 2015، وراجعوا أيضًا حالة 25 ألفًا و981 مريضًا أصيبوا بحصوات الكليتين.
ووجد الباحثون أن كثرة تناول واحدة من 5 فئات مختلفة من المضادات الحيوية ساهم في تكوُّن حصوات في الكليتين بمعدل الضعف.
وكانت الفئات الخمس من المضادات الحيوية هي: "السلفوناميد" (Sulfonamide)، و"السيفالوسبورينات" (Cephalosporins)، و"الفلوروكينولونز" (Fluoroquinolones) و"النيتروفورانتوين" (Nitrofurantoin)، و"البنسلينات" (Penicillin).
ووجد الباحثون أن خطر تكوُّن حصوات انخفض مع مرور الوقت بعد تناول تلك المضادات، لكنّه بقي مرتفعًا لمدة 3-5 سنوات بعد تناول المضادات الحيوية، وكان الخطر أكبر بين المرضى الأصغر سنًا.
وقال الدكتور جريجوري تاسيان، قائد فريق البحث إن "هذه النتائج تثبت أن تناول مضادات حيوية معينة هو عامل خطر جديد لتكوُّن حصوات الكلى، وأن الخطر قد يكون أكبر بين الأعمار الأصغر".
وأضاف أنه "نتيجة لذلك، يمكن أن نحد من خطر تكوُّن حصوات الكلى عن طريق الحد من تناول المضادات الحيوية غير الملائمة واختيار المضادات الحيوية البديلة، خاصة بالنسبة للمرضى الذين هم أكثر عرضة لتكوين الحصوات".
وكانت أبحاث سابقة أظهرت أن الأطفال يتعرضنون لمزيد من المضادات الحيوية أكثر من أي فئة عمرية أخرى، و30 ? من المضادات الحيوية التي يتم وصفها خلال زيارات الرعاية الإسعافية غير مناسبة لهم.
وكانت منظمة الصحة العالمية حذّرت مؤخرًا، من أن البشرية تتجه صَوْب حقبة ما بعد المضادات الحيوية، التي يمكن فيها أن تؤدي الأمراض المعدية الشائعة والإصابات البسيطة مجدداً إلى الوفاة.
وذكرت أن سبب ذلك راجع إلى أن المضادات الحيوية ستصبح أقل فاعلية في قتل العدوى البكتيرية، فيما يعرف باسم مقاومة المضادات الحيوية، وذلك بسبب زيادة جرعات استخدام المضادات الحيوية أو انخفاضها أو سوء استخدامها.