تطرق تقرير متخصص إلى الأخطار التي تهدد الصداقات الحقيقية للإنسان، بسبب العلاقات الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تصل في موقع "فيسبوك" إلى 5000 صديق.
ونقل موقع "هيلث لاين" عن أستاذ علم النفس التجريبي في جامعة أكسفورد روبن دنبار قوله، إن "الإنسان لا يمكنه التعامل إلا مع 150 صديقا، بما في ذلك أفراد الأسرة"، مؤكدا أن "هذا العدد يحدده حجم أدمغتنا".
وأوضح دنبار في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن "أدمغتنا تُفرق بين الدردشة على الإنترنت والتفاعل الاجتماعي بشكل شخصي"، مؤكدا أن "الانشغال حتى الساعات المتأخرة من الليل في الحديث مع الغرباء عبر الإنترنت، يأتي على حساب الطاقة التي ينبغي أن نوفرها لرعاية الأشخاص الذين نعرفهم في الواقع دون اتصال بالإنترنت".
وأشار إلى أنه بحسب الدراسات المسحية لدماغ الإنسان، فإن الأصدقاء الافتراضيين، يرتبطون بالقشرة المخية الحديثة، وهي الجزء المسؤول عن إدارة العلاقات في الدماغ.
ووفقا لبيانات "GlobalWebIndex"، فإن الناس ينفقون من وقتهم ما يقارب الأكثر من ساعتين يوميا على مواقع التواصل الاجتماعي والمحادثات في عام 2017، وهذا أكثر بنصف ساعة مما كان عليه في عام 2012، ومن المرجح أن يزداد مع مرور الوقت.
وأكد دنبار أن دائرة الصداقة المكونة بحد أقصى من 150 صديقا، تتطلب قدرا معينا من التفاعل المنتظم للحفاظ عليها، لافتا إلى أنه ينبغي تقسيم هؤلاء الأصدقاء إلى دوائر حسب الأقرب، وكل دائرة تتطلب قدرا مختلفا من الالتزام والتفاعل.
وذكر أن "أصدقاء الدائرة الأولى بحاجة للتفاعل مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، في حين أن أصدقاء الدائرة الثانية ينبغي التفاعل معهم مرة واحدة على الأقل في الشهر"، مضيفا أن "باقي الأصدقاء يكفي التفاعل معهم مرة واحدة في السنة، باستثناء أفراد الأسرة والأقارب، الذين يحتاجون إلى تفاعل مستمر كل يوم".
وحول الأشخاص الذين يمتلكون أكثر من 150 صديق أو متابع على مواقع التواصل الاجتماعي، قال دنبار إنه "رقم لا معنى له، وهم يخدعون أنفسهم"، متابعا: "يمكنك تسجيل أكبر عدد من الناس كما تريد، ولكن هذا لا يجعلهم أصدقاء".
وأوضح دنبار أن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يكرسون الجزء الأكبر من تفاعلهم مع 15 شخصا الأقرب إليهم، مع توجه نحو 40 بالمئة من اهتمامهم إلى أفضل 5 أشخاص، و60 بالمئة إلى الأشخاص الباقين.
ونوه إلى أن "المنصات الاجتماعية لا يمكنها توسيع عدد الصداقات الحقيقية، ولكنها قد تساعد في الحفاظ على تعزيز الروابط المهمة، وتحافظ على الصداقات القديمة".
وفيما يتعلق بالآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي على الصداقة الحقيقية، قال دنبار إن "استخدام الطاقة الخاصة بك في التفاعل مع هذه المواقع مع الغرباء، يشكل استنزافا للموارد الخاصة للإنسان على حساب الأصدقاء الحقيقيين".
ودعا إلى التوازن في تحديد مواعيد المشاركة في التفاعل سواء عن طريق المواقع الاجتماعية أو وجها لوجه، لافتا إلى أنه رغم فوائد هذه المواقع، إلا أن هناك مجموعة متزايدة من الأبحاث حول الآثار السلبية، مثل: زيادة الاكتئاب والقلق في المشاعر.