اليمن هي تلك الاحجية التي لا حل أو إجابة لها...!
تاريخ اليمن بالكامل مليئ بأحداث ومفارقات، قد لا يستطيع أحد فهمها سوي اليمني نفسه.
ألف عام وأكثر من الاستعباد للإمامة... ومع ذلك كان أيضا هناك منارات علم وشموس حرية كالهمداني ومطرف بن شهاب والزبيري وغيرهم اضاءوا تلك الحقبة
ثم حرب الجمهورية ضد الامامة، والتي شاركت بها مصر وأيضا لم يستطيع الجيش المصري تفهم الوضع فكان من يحارب الإمامة في الصباح من اليمنيين مع الجيش المصري، هو نفسه من يقتل الجنود المصريين بالخناجر ويضع رؤوسهم في خرج الحمير مساءا...!!
وانظر لتلك المفارقة: يعتبر المصريون تدخل الجيش المصري في اليمن عملية انتحارية قام بها عبد الناصر، وأدت الي ذبح ابنائنا ولم تستفد منها مصر شيئا..
وعلى الجانب الاخر: الشعب اليمني بأغلبيته يعشق جمال عبد الناصر ودائما ما يبجلوه لأنه كان طوق النجاة من الامامة.
كذلك الان؛ ثار الشعب على الطاغية علي عبدالله صالح، وكان معهم في الميدان الحوثيين، كفئة ظُلمت أيضا من عفاش..؛ ثم انقلب الحوثيون، مع هذا الأخير، على الشرعية التي جاءت بعد الثورة...!
وكذلك التحالف العربي؛ تدخل لدعم الشرعية ودحر الانقلابيين، ثم ظهرت، من داخله، أجندات جديدة لكسر ظهر الشرعية وتقسيم اليمن الي جنوب وشمال...!
وهنا أيضا، في جنوب اليمن، حاربت عدن انقلاب الحوثيين وتحررت، كما هو حال كثير من المحافظات الجنوبية والشمالية التي تشاركت لدعم الشرعية ودحر الانقلابيين الحوثيين، بعضها تحررت وبعضها ما زال في الطريق..
والان تأتي جماعة عيدروس من الجنوب بدعم الامارات (من التحالف)، للانقلاب على الشرعية، التي كانوا يدعمونها وخاضوا الحرب ضد الحوثيين معها...!!
الوضع في اليمن أصبح يمكن تشبيهه بأنه سر من أسرار الفراعنة الكثيرة المستعصية على الفهم حتى الأن، بل هو أحد أسرار العصر الحديث التي يعجز العقل البشري عن استيعابها.
والحقيقة الوحيدة، الأكثر وضوحا حتى الأن، هي أن الخاسر الوحيد هو المواطن اليمني الذي قُتل وشُرد ويُتم
أيها "اليمن السعيد".. للأسف لم يعد هذا اللقب ينطبق عليك.
- كاتب مصري
اقراء أيضاً