لم تعد تضج الأقلام عقب كل جريمة يرتكبها الحوثيون في حق أطفال مأرب!. ولا ندري هل عدم التفاعل هو المؤلم باعتباره مؤشر اعتياد لسقوط الضحايا، أم أن تباكينا كل مرة هو الذي لا يجدي؟!
مجازر الأطفال وصور أشلائهم تمر من أمام أنظارنا، فنغمض أعيننا ألمًا بلا حول ولا قوة. حتى فكرة إيصال هذه المشاهد الى العالم لم تعد هدفا ساميا فالعالم المنافق يسمع ويرى ويفضل الأقوى.
أذرع الحوثي تطال ما يريد حتى أروقة الأمم المتحدة، لأن أيدينا مكبلة بالعجز، و.. التحالف!!،
ولأن يد الشرعية مشغولة باللصوصية والانتفاع, صارت اليد السفلى، التي أذلها الله حين باعت هذا الوطن تحت مئات المسميات.
أذرع الحوثي تمارس عملها باقتدار، فاليد العليا بسوط السلطة تنهب مناطق نفوذهم، تجتهد في إفقار الناس في مناسبات المآتم المفرحة لجماعتهم؛ ويد أخرى ترسل صواريخها لتدك البيوت على رؤوس النساء والأطفال، وتصنع مآتم الثأر والحزن على رؤوس المأربيين.
يد تمارس لعبة السياسة والمفاوضات مع الرياض وتسن القوانين وتعقد المحاكمات ضد الأبرياء وتعدم الأحرار بتهمة الخيانة؛ ويد ترفع مظلومية العدوان.
كل هذا ولا وجود لموقف واضح من شرعية البلاد، أقلها توضح للشعب ماذا يحدث؟!
يعلم الجميع أن القبائل هي من تقاتل على نفسها وأرضها فلا عدة ولا عتاد.
من الواضح أن العصابة أصبحت تقيم دولة، والدولة تمارس أعمال العصابات ضد شعبها..!
الوقت المهدور، في حرب الاستنزاف هذه، هي لعبة في صالح الحوثي برعاية دولية من أجل التوطين للفكر الذي قدم به الحوثي بعنصريته وجهالته.
العنصرية الهاشمية أشبه ببذرة شؤم غرست في اليمن، كلما حاول اليمنيون اجتثاثها عبر ثوراتهم أتى من يسقيها بالدعم والمساندة، حتى صار لها جذور وأفرع تتمسك بها؛ شجرة خبيثة فتكت باليمن وقذفت به في عمق التخلف والجهل والشقاق..
لكنها ليست ابتلاء خاص باليمن، فكل الدول التي سبقتها عاشت شعوبها ويلات الفقر والجهل والفجور. هذه الفكرة العنصرية منبتها فارس وميدانها بلاد العرب للأسف.
يقدم الأشقاء العرب بعضهم البعض لُقيمات سائغة لإمبراطورية فارس، دولة إثر دولة، مزهوون أن الفكرة أصلها نبي العرب البريء من دجلهم ودينهم الذي لم يأت به ولا دعا إليه..!
وأن الدين، الذي هو مخدر العقول، مجرد غطاء لأطماع السلطة والثروات والاقتصاد. هذا المعتقد الذي تم تفصيله في فارس بما يخدم سياستها وتطلعاتها في السيادة.
لن ينقذ شعب من الشعوب سوى نفسه. وعلى اليمنيين أن يخرجوا من هذا الخط المرسوم للمنطقة بأنفسهم، أو يمتد بهم الوقت لمزيد من الضياع والدمار والجهل والفقر.
اقراء أيضاً
عمل المرأة بين الحرية والاضطرار
اليمنيون بين قصفين
مستقبل اليمن في إحياء القومية