القصف الذي يطال النازحين في مخيمات مأرب لا تأتي عليه كاميرات العالم، أو عين الحقيقة، ولا ترصده المنظمات التي تصرخ في آذان الأمم المتحدة ليلا ونهارا، عن بشاعة تشريد المشرد..!!
لقد سقط النازحون في صحراء مأرب من حسابات العالم المتحضر، في أول نزوح لهم، وأصبح نزوحهم المتكرر، هربا من قذائف الحوثيين، أمرا طبيعيا يخصهم وحدهم..!
فشرعية البلاد تنتظر ما تسفر عنه أي مفاوضات لداعمي النزاع، وكأنها إحدى عصابات الارتزاق، وليست دولة عليها مسؤولية صنع القرار من أجل سلام أمثال هؤلاء المشردين !!
بلاء هذا الشعب يكمن في نخبته السياسية؛ فعجزهم وفشلهم وخذلانهم، انعكس على الناس بشكل عدم ثقة بما قد يصنعونه من أجل الخلاص والوطن!..
هوان الشرعية، وملاحقة أفرادها للمكاسب الشخصية، والاستيلاء على دعم الدول المانحة؛ زاد من قناعة الشعب بعدم جدواها..!! وعوضا عن فرض الحق، صاروا يفاوضون كطرف أضعف، يستجدي السلام!!..
وكان الأولَّى بهم، أن يفاوضوا الشعب على الثقة بهم، والاهتمام بمسؤولياتهم تجاهه؛ بإنقاذ العملة، والنازحين، ودفع مرتبات المقاتلين، كخطوة أولى. فالثقة أهم بنود الحكم، عوضا عن التفاوض على فتح أبواب جحيم أخرى على هذا البلد..!!
الصراع بين اليمنيين والإمامة، اتخذ أشكالا كثيرة. وعدم الثقة في القيادة والشرعية أحد أسباب هذا الوضع المأساوي في اليمن، فكيف نأمل أن يتحقق نصر في ظل قيادة كهذه؟؛ تتخلق تحت سمعها وبصرها تكتلات أشبه بعصابات، تنتظر فرز الغنائم بعد التفاوض والتقسيم، وكلا يعلن عن مجلسه السياسي، وشأنه الخاص..!!
الهزائم تلحق الصف المشقوق بالأطماع، والمآرب الخفية؛ حين يصبح كل طرف لديه حساباته الخاصة، ولا يوجد من يقدم شيء ملموسا لهذا الشعب الذي يتضور فقرا وتشردا..!!
احتفالات الصمود، التي يقوم بها الحوثيون، ليست عبثًا لنسخر منها؛ بل هي حرب أخرى تُشن ضد معنويات هذا الشعب الصامد، فعلا، في أغلال الظلم والقهر، وقلة الحيلة بغياب القيادة الحقيقية!!..
يعتصرنا الألم، حين يتقدم الأبطال في الجبهات، ويقتلوا كي يحكم هؤلاء اللصوص!! ليبقى رحيل الشجعان مؤلم، لأن من يبقى هم الأوغاد..!
حُقَّ لدولة كالإمارات أن تعبث في طول البلاد وعرضها، وتشتري الضمائر، وتستبيح الأرض والموانئ، لأن لدينا مرتزقة متعددي الداعم، فقط!!..
الذين يترزقون من الرياض، هم أنفسهم من يسكتون عن مرتزقة الإمارات، فكيف سينتصرون على مرتزقة إيران؟!
لن تنتصر اليمن، إلا بأيدي الذين يُعَفِّرون وجوههم في ترابها، وليس من تُعَفَّر جباههم تحت نعال الداعمين، وهم يتسللون هربا من وطنهم كلما سنحت لهم الفرص، مُحَمَّلين بفيدهم من عائدات البلد.. وعارهم..!!
صار لدى هذا الشعب يقين، أن هذه القيادة برمتها ليست سبيل النجاة؛ فشتان بين من يشعُر بوجع الناس ومعاناتهم، وبين من استطاب حياة العجز بالفنادق..!
معركتنا مع الصبر قد تطول، حتى يأتي لنا الزمن بقيادة من عمق أوجاع الناس، تشعر بهم، يثقون بها، وتقودهم إلى الخلاص من كل هذا البؤس والتشرد..
اقراء أيضاً
عمل المرأة بين الحرية والاضطرار
اليمنيون بين قصفين
مستقبل اليمن في إحياء القومية