في حين كان يُتوَقّع من التصنيف الأمريكي للحوثيين كإرهابيين، المزيد من الخطوات التي تدفع باتجاه عزلهم خارجيا، أصبح هذا التصنيف بعد إلغائه، جديرا بأن يسجل في موسوعة غينس للأرقام القياسية، كأقصر فترة زمنية لإدراج ورفع جماعة من قوائم الإرهاب، إذ لم تتجاوز أربعة أسابيع.
المضحك في رفع صفة الإرهاب عن الحوثيين، هو تبرير الإدارة الأمريكية لقرارها بالدوافع الإنسانية، ومعلوم بالضرورة، أن الولايات المتحدة التي سحقت هذه الدوافع في أكثر من بلد خلال العقود الماضية، وهي آخر من يفكر فيها.
لا تأبه أميركا بالدوافع الإنسانية على الإطلاق في اليمن، وإلا لكانت عاقبت الحوثيين منذ انقلابهم على مؤسسات الدولة، وحتى في هذه الفترة الزمنية القصيرة التي صنف فيها الحوثيين كإرهابيين، فإن ذلك لم يكن لأجل دوافع إنسانية، بقدر ما كان خطوة سياسية تتعلق بالأزمة مع إيران بشأن الاتفاق النووي.
والقرار الأمريكي بتصنيف الحوثيين إرهابيين ثم التراجع عنه، يعني أن الولايات المتحدة اعتبرت العصابة الحوثية إرهابيين لأربعة أسابيع فقط، من أصل ما يزيد عن عشر سنوات مارس خلالها الحوثيون جرائم تتجاوز وصف الإرهاب، بالنظر إلى بشاعتها وآثارها المدمرة، ولهذا يجب أن يكون التصنيف الشعبي للحوثيين هو المعيار لا التصنيف الدولي الذي يحتكم لغايات سياسية.
إن طريقة تعامل الدول الأوروبية والولايات المتحدة مع الحوثيين، تعطي مؤشرات عن رؤية هذه الدول للحل في اليمن، وهي رؤية تولي اهتماما بأن يكون للحوثيين دورا رئيسيا في حكم اليمنيين في أي اتفاق محتمل لتقاسم السلطة، بما يشبه المبادرة الخليجية التي مازال اليمنيون يعانون من كارثيتها حتى اليوم.
يستطيع اليمنيون بفضل الله، القضاء على هذه العصابة التي عاثت فسادا وخرابا في البلد، سواء اعتبرتها أمريكا إرهابية أو طرفا سياسيا، وما يحتاجونه اليوم هو الثقة بأنفسهم وقدراتهم، الثقة أن من سيحرر صنعاء أيادٍ يمنية، لا أيادٍ خارجية.
اقراء أيضاً
سطا الحوثيون على قريتي... فصرنا غرباء
الجريمة في ظل اللادولة
موسم الهجرة القسرية