فكرة مواجهة الكراهية بالفكاهية ليست فكرة سخيفة أبدا؛ بل لها أثرا كبيرا على المدى البعيد..
أهمية الفن، والفن الساخر بالذات، في مواجهة حوثنة المجتمع اليمني شيء لا بد أن نؤمن بأثره وألا نتعامل معه بخفة وعدم اهتمام.
تعددت أساليب ومناهج نشر الحوثيين لفكرهم ومعتقداتهم الدخيلة، من أشياء تبدو لنا تافهة وغير مجدية للوهلة الأولى.. إلى أساليب منظمة ومركزة بالغة الأثر والاقناع، ينقاد لها الكثير في إيمان عجيب..!
الاذاعة المدرسية، كما تبدو لنا، أقرب للمشاهد الهزلية. هكذا نراها؛ لكنها خوازيق في عقول أبنائنا ومسامير شديدة الثبوت شئنا أم أبينا..!
من منا لا يتذكر حِكَم الصباح، في طابور المدرسة، كمسلمات نُقشت نقشا في أذهاننا..؟
مهما تنوعت أساليب نشر الحوثيين للمذهب الاثنى عشري في اليمن، إلا أنهم لا ينشرون فكرهم سلميا، بل تحت سطوة السلاح والترهيب. وهذه نقطة في صالح الإعلام المواجه لمدهم.
يجب حشد طاقات القنوات الإعلامية وبرامجها، والتركيز على هذا الجانب، والسخرية من الفكر الشيعي الدخيل.
فالسخرية تجمع الفكاهة والهجاء، وتواجه الفكر المنحرف، وتقدم وجهة نظر عميقة، وليست مجرد عبث طائش أو استخفاف لا معنى له.
الفقرات التمثيلية، والنصوص الساخرة، والرسوم الكاريكاتيرية المعبرة بالأسلوب الساخر، والفنيات الأدبية النثرية والشعرية الساخرة..، كلها أساليب ذكية في تناول المواضيع السياسية والاجتماعية، وستكون الأقوى في تناول الأفكار الظلامية والخرافات البشرية.
لأن طبيعة البشر تقول أن الاستقبال لها أكثر إيجابية. إنه تكسير للخرافات بالسخرية منها وتفنيدها بقالب محبب وقريب للمستقبل.
قديما، كان العرب يخشون أكثر ما يخشون أن يتناولهم شاعر ببيت هجاء وذم ساخر، وهم العرب أهل الفطنة قد علموا ما للسخرية من أثر تتعاقبه الاجيال ويثبت في الذهن.
لذا، نرجح أن فكرة الأعمال الفنية الموسمية فكرة خاطئة. إذ ينبغي- ككل معارك الوعي- ألا تأخذ استراحة أو هدنة؛ أن تكون ضرباتها متلاحقة وتغطي زيف ما يأفكون.
إنما لا نريد أن تكون السخرية من شخوص الصحابة هي خلاصة ما توصلت إليه جراءة البعض.. ليس لأن هناك قداسة لبشري ما؛ بل هو التأدب في ذكر أناس لم يسيئوا لنا فعلا. وهو أمر مكروه حتى لجارك القريب أو شخص يعبر الشارع ولا تعرفه فلا يحق لك شتمه دون أن يتسبب لك بأذى..!!
وقد فصل الله بيننا وبينهم بقوله "تلك أمة قد خلت؛ لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت".
هذه الأيام يواصل الحوثيون استباحة أموال الناس بأسم نبي الرحمة!! ويثخنون في فقر الفقراء بدعوى الاحتفال بمولد النبي، الذي تمت خصخصته من قبلهم ليكون شماعة لسرقاتهم وسلب الناس أموالهم..!!
إنه موسم السخرية، وكل أفكارهم مواسم للسخرية بطبيعة الحال. لا تتركوا لهم خرافة مقدسة إلا وحولتموها لممسحة..
لا تتركوا سيرة نبيكم لهؤلاء اللصوص، كي يفسدوها في عقول الأجيال القادمة.
اقراء أيضاً
عمل المرأة بين الحرية والاضطرار
اليمنيون بين قصفين
مستقبل اليمن في إحياء القومية