قبيل الخلاف الذي نشب بين الحوثيين وصالح في صنعاء، كانوا يأكلون معًا على مائدة واحدة، ويشربون سويًا من ذات القوارير.
كان الأمر طبيعياً بالنظر إلى الانتهازية المتبادلة بين الحليفين.
عندما اشتد الخلاف بينهم، وتفرقت الموائد، فجرَ الحوثيون بالخصومة، وقبيل قتلهم للرئيس السابق اقتحموا بعض منازله، ثم نشروا صورًا لقناني خمر متنوعة على منضدة لماعة، من المنظر كان كل شيء غال، أراد الحوثيون تشويه صورة صالح وامتصاص غضب مؤيديه، لقد كان يتتعتع بالسكر، عند مقتله خرج كل شيء يشوبه التشويه والفبركة، حتى رواية تصفيته لم تصل حتى الآن، اختلط الحابل بالنابل وربما اندمجت الحقيقة بالكذب والتلفيق.. المؤكد أن صالح قتل وأن قناني الخمر لا يستطع الجزم بملكيتها أحد خاصة بعد نشرها باسم "الإعلام الحربي".
السؤال: هل علاقة "الحوثيين بالخمر" علاقة طردية فعلًا؟ أم أنهم يحرمون على الآخرين ما يحللونه لأنفسهم سرًا.
هناك حادثة طريفة أوردها الكبير عبدالله البردوني في كتابه "اليمن الجمهوري":
«عندما وصلت جيوش الرسوليين إلى قرية بيت حنبص بضواحي صنعاء، وجدوا في تلك القرية جرار الخمر، فكانت مرتكز دعاية "الطاهرين" كما قال شاعرهم:
ولما دخلنا بيت حنبص عنوة
وجدنا بها الجرَّات ملأى من الخمرِ
إذا كانت الأشراف تشرب خيفة
وتظهر للناس التنسك في الجهر
وتأخذ من خلع العذار نصيبها
فإني أمير المؤمنين ولا أدرى».
من الحادثتين القديمة في بيت حنبص، والجديدة صورة قوارير خمر على منضدة في منزل صالح، يتبين اختلاف الأفكار بين زمنيين، هذا ظاهريًا؛ اختلاف وسائل الدعاية في الزمنيين هو السبب وراء ذلك خاصة إذا ما أُسندت الحادثة إلى عقيدة التقية، يبدو التسلسل معقدًا فكلما توغلنا قليً اقتربنا من تكوينات المذاهب وقواعد الفقه، لنكن واقعيين قدر الإمكان هربًا من تأصيل ليس لنا فيه ناقة ولا جمل، ولنقل أن الحوثيين استغلوا ما يفعلونه خيفة لتشويه الآخرين، ثم نحن لا نحمل السياط لجلد أحد، ومن يسكر ليس أسوأ مِن مَن يقتل.
الاستغلال الذي أشار إليه البردوني لا يشبه استغلال الحوثي على أية حال، والموضوع برمته ليس عن الاستغلال ولا عن الخمر، لكنه أفكار طارئة حول التناقض الحوثي، والتشريع لأنفسهم ما يجرمونه على الآخرين!.
الصديق عبدالإله علي نشر: بعد رحيل الأتراك من اليمن، كان معظم اليمنيين يرددون: "كنا في نعمة ونعيم، أيام محمود نديم" إشارة إلى محمود نديم التركي. آخرون كانوا يتذمرون من الوضع بالقول: كنا في نعمة، "البيسة تغطي نفقة اليوم والرخاء شامل، واليوم لم نعد نسمع إلا زوامل". يؤكد الصديق عبدالإله "زوامل، إيه والله مكتوبة زوامل، والذي مش مصدق يقرأ كتاب الثقافة والثورة في اليمن لعبدالله البردوني ص8.
هل القادة الحوثيون يأكلون زوامل؟ لا.. إنهم مشغولون بتشييد الطوابق الجديدة، سلب الفلل، وتحاصص رواتب الموظفين المنهوبة من البنوك، والضحك على المتبرعات بالحلي والأساور، وتقاسم الدكاكين وبسطات الباعة للدفع التعسفي باسم المجهود الحربي.
أفعال دنيئة بالفعل، غير أنهم يرتدون ثوب العفة والشرف.. ثم إن قلدهم أحد صلبوه على رؤوس الأشهاد.
قبل فترة من الآن، نشر ناشطون عن قيام رجل ينتمي للسلالة ذاتها يعمل في صيدلية في ظليمة حبور في عمران، قام باستدراج طفل واغتصابه، الرجل نفسه مسؤول في ملف عن قتلى الجماعة التي لم تحرك ساكنًا إزاء حادثة الاغتصاب، قصص استغلال نساء واتهامهن بالدعارة، قتل حوثيون لمتحوثين، أكثر الحوادث مثبتة، قيادي في الجماعة يشيد بناية من ثمانية طوابق، وحين ينشغل الرأي العام بقصة لص بدراجة نارية يجذب الحقائب اليدوية من أكتاف النساء، تسجل الجماعة حضورها وتقبض عليه، حدث ذلك في رمضان، لقد كان أحد مقاتليها، لا أحد يعلم أين هو الآن؟ ربما تحاكمه بذريعة الفرار، ربما أعادته للجبهة بعد أن سجلت حضورها كجماعة زاهدة وشريفة ءوصورت اللص ونشرته في قناتها.
قبل أيام أعدمت رجلًا في إب قام باغتصاب طفلة وقتلها. أحد الزملاء علق: مغتصب دولة يعدم مغتصب طفلة!.
اقراء أيضاً
شقة "لوكس"
القصة التلفزيونية في اليمن
والذين لا يسألون الناس