بقلوب تملأها السعادة بالرجوع إلى أهاليهم سالمين، ترجل صيادون يمنيون عن قارب خشبي أقلهم إلى شاطئ مدينة الخوخة على البحر الأحمر جنوب محافظة الحديدة، وذلك بعد أشهر من الاختفاء القسري في غياهب سجون إريتريا.
ورغم فرحة العودة، فإنهم شعروا بالقهر والألم بسبب ما قالوا إنه "تعذيب نفسي وبدني تعرضوا له خلال فترة احتجازهم داخل إريتريا".
يقول الصياد حسين إن الدوريات الإريترية هاجمت قاربهم في وسط البحر وأخذتهم عنوة إلى جزيرة ترمة الإريترية، حيث جرى سجنهم.
تواصلت الجزيرة نت مع قائد قوات خفر السواحل اليمني بقطاع البحر الأحمر العميد عبد الجبار زحزوح، وسألته عن الإجراءات التي يتخذها خفر السواحل لمنع احتجاز الصيادين اليمنيين من قبل الدوريات الإريترية، والدور المنوط بهم في حماية اليمنيين والمياه الإقليمية اليمنية، لكنه لم يعلق في هذا الشأن.
الهروب للمجهول
يقول مسؤول الأمن البحري في مدينة الخوخة فؤاد دوبلة إن الصيادين اليمنيين صاروا ملاحقين ومطاردين من الدوريات الإريترية ومن ألغام الحوثيين البحرية، ولا يستطيعون الصيد في شمال مدينة الحديدة ولا قرب باب المندب، حيث أصبح البحر الأحمر منطقة عسكرية خطرة.
وفي حديثه للجزيرة نت، ذكر دوبلة أن من أُفرج عنهم الثلاثاء الماضي ووصلوا إلى مدينة الخوخة بلغ عددهم 166 صيادا، منهم 115 صيادا كانوا محتجزين بجزيرة ترمة، و51 صيادا من منطقة جحرو الإريترية.
وأكد المسؤول الأمني أن هناك "حوالي 100 صياد يمني في سجون إريتريا يتعرضون لصنوف التعذيب والتنكيل والأعمال الشاقة"، وفق قوله.
وكانت أكبر مأساة تعرض لها الصيادون في سبتمبر/أيلول 2018، حين قتل 18 من الصيادين من أبناء قرية الكدحة بمدينة الخوخة، وذلك إثر قصف قاربهم من بارجات في البحر الأحمر.
قرصنة واعتداء
من جانبه، اعتبر مدير مركز الإنزال السمكي في مدينة الخوخة داود مشولي، أن ما يتعرض له الصيادون اليمنيون من الدوريات الإريترية هو "قرصنة غير مشروعة واعتداء سافر على المواطنين اليمنيين، مستغلة ما تمر به اليمن من حالة حرب وصراع داخلي".
وقال مشولي في حديث للجزيرة نت إن البحرية الإريترية تختطف الصيادين اليمنيين قرب جزيرة زقر وأرخبيل حنيش الكبرى والصغرى، رغم أنها منطقة في المياه الإقليمية اليمنية.
وبشأن طرق الإفراج عن الصيادين اليمنيين، قال مشولي إن ذلك يتم عبر وسطاء يمنيين يقومون بأعمال تجارية مع إريتريا، وتفويض ومطالبة من أهالي المختطفين، وأيضا عن طريق عبد الله السري السفير اليمني في أسمرا.
وفي 15 ديسمبر/كانون الأول 1995 احتلت إريتريا جزيرة حنيش الكبرى، لكن التحكيم الدولي أعادها لليمن في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 1998.
صمت وغياب
ويرى الناشط محمد خادم فرج أن "تجاسر السلطات الإريترية بالتعرض المستمر للصيادين اليمنيين واختطافهم من عرض البحر ومن داخل المياه الإقليمية، يأتي لعدم وجود حكومة يمنية قوية لها هيبتها وسيادتها تتابع هذا التجاوز والانتهاكات المستمرة".
فرج -الذي يعمل أيضا في تصدير الأسماك- أشار في حديث للجزيرة نت إلى أن دوريات البحرية الإريترية تطارد الصيادين اليمنيين وتعتقلهم بالقرب من الجزر اليمنية وهذا انتهاك خطير للسيادة اليمنية، وما يؤسفنا جدا هو الصمت المطبق من قبل الحكومة اليمنية وكأن هذا الأمر لا يعنيها، مما جعل البحرية الإريترية تستمر بهذه الانتهاكات.
وأضاف فرج قائلا إن "هناك الكثير من الصيادين من أبناء الخوخة من أقاربي اعتقلوا وصودرت قواربهم ومعداتهم البحرية وتعرضوا لأصناف التعذيب حيث تعرضوا للضرب المبرح بالعصي والأعمال الشاقة والقاسية، ومنع عنهم في بعض الأحيان المأكل والمشرب من قبل السلطات الإريترية".
المصدر/ الجزيرة نت
أخبار ذات صلة
السبت, 25 ديسمبر, 2021
صيادو اليمن يفقدون رزقهم في البحر بسبب توترات البر
الإثنين, 29 نوفمبر, 2021
شباك اليمن الخاوية.. صيادو المهرة والمكلا يمنعون عن رزق البحر
الجمعة, 30 نوفمبر, 2018
"يصرخون نحن في مأساة".. صيادو الحديدة بين خطر الموت جوعا أو قصفا في البحر (تقرير)