قال تقرير لموقع the Hill الأمريكي البارز إن "جهود المملكة العربية السعودية لتثبيت وقف طويل الأمد لإطلاق النار بين الفصائل اليمنية المتحاربة تؤثر إيجاباً على العلاقات الأكثر دفئًا بين واشنطن والرياض، والتي تراجعت بعد أن وعد الرئيس بايدن في وقت مبكر من حملته بجعل المملكة "منبوذة" .
لكن إدارة بايدن تقف إلى حد كبير على هامش عملية سلام أتاحتها الصين، التي توسطت في مارس (آذار) في العلاقات بين السعودية وإيران، حيث يقف البلدان على طرفي نقيض من الحرب الأهلية اليمنية التي استمرت ثماني سنوات.
ومع ذلك، لا يزال مسؤولو بايدن يثنون على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في إشارة رئيسية إلى أن الإدارة الأمريكية تُكَفِرُ عما تعتبره المملكة انتقادات غير عادلة وغير متناسبة بين حلفاء أمريكا.
يمثل هذا تحولًا مهمًا للإدارة التي أشارت في عام 2021 إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان وافق على عملية أدت إلى القتل المروع لصحفي واشنطن بوست جمال خاشقجي - الذي قُتل وتقطعت أوصاله وأحرق جسده في القنصلية السعودية بإسطنبول في أكتوبر 2018.
وقال ديفيد شينكر، الزميل البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الذي عمل كمساعد وزير الدولة لشؤون الشرق الأدنى خلال إدارة ترامب" أعتقد أن الإدارة الأمريكية تقر بأن نهجها خلال العامين الأوليين في الإدارة لم يكن مثمراً، وبأنها تحاول عكس ذلك النهج ."
وفق التقرير الذي ترجمه "يمن شباب نت"، "هناك تفاؤل بأن الجهود السعودية لإجراء محادثات بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا في عدن والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في صنعاء ستساعد في حل الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف من اليمنيين وتركت ملايين آخرين يعانون من الجوع".
وقال مفاوضون حوثيون الأسبوع الماضي إنه تم إحراز تقدم في المحادثات مع مسؤولين سعوديين وعمانيين عقدت في صنعاء وأنه من المتوقع إجراء مزيد من المناقشات.
من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن هانز جروندبرج خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين "أعتقد أننا لم نشهد مثل هذه الفرصة الجادة لإحراز تقدم نحو إنهاء الصراع منذ ثماني سنوات."
خفت حدة الانتقادات الأمريكية
قوبل ذلك بتشجيع كبير من كبار مسؤولي بايدن. حيث وصف مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، في اتصال مع محمد بن سلمان الأسبوع الماضي، التقدم "بالملحوظ" في اليمن ورحب بـ "الجهود غير العادية" للمملكة العربية السعودية.
التزم سوليفان أيضًا بـ "الاتصال المنتظم" مع ولي العهد، وهو أيضًا رئيس الوزراء، بشأن أولويات أخرى، وهي مبادرة البيت الأبيض لدعم الاستثمارات في البنية التحتية والاتصال بالإنترنت في البلدان النامية والتي تعمل إلى حد كبير كبديل لجهود الصين في هذه المنطقة.
كما أرسل البيت الأبيض أعضاء بارزين من فريق الأمن القومي لبايدن إلى الرياض الأسبوع الماضي. وشمل ذلك المبعوث الخاص لليمن تيم ليندركينغ؛ ومنسق سياسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك؛ والمنسق الرئاسي الخاص للبنية التحتية العالمية وأمن الطاقة، عاموس هوشستين.
وقال شنكر: "أعتقد أنه من المفيد أن الولايات المتحدة تشجع وتدعم ما أعتقد أنه منذ بعض الوقت كان جهدًا سعوديًا جادًا للتوصل إلى اتفاق أو سلام في اليمن".
ووفق التقرير، "يبدو أن التقدم في اليمن يخفف من حدة الانتقادات في مبنى الكابيتول هيل -الكونغرس -، حيث اتهم المشرعون على جانبي الحزبين السعودية بانتهاكات حقوق الإنسان وأجبروا بايدن على إنهاء الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية التي تقودها السعودية في اليمن والتي قالت بعض المنظمات غير الحكومية أنها ترقى إلى جرائم حرب".
وأشار السناتور كريس مورفي (ديمقراطي من كونيكتيون)، وهو من أشد المنتقدين لأوجه القصور في المملكة العربية السعودية فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان، إلى أنه "كان هناك عدد من التطورات الإيجابية بشأن اليمن واستعداد السعودية لتسهيل المناقشات المثمرة حول مستقبل اليمن".
قدم مورفي، إلى جانب السناتور مايك لي (جمهوري من ولاية يوتا)، في منتصف مارس، قرارًا مميزًا من شأنه أن يجبر وزارة الخارجية على نشر انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية أو المخاطرة بقطع المساعدة الأمريكية عن المملكة.
يشمل القرار السلطات الرئيسية التي تسمح لأعضاء مجلس الشيوخ بتسريع طرحه من خلال النظر فيه في مجلس الشيوخ إذا واجهوا معارضة.
لكن مورفي قال إنه لا يوجد تحديث بشأن التقدم المحرز. وقال "نحن بالتأكيد لا نزال نخطط لنقل هذا القرار، لكن ليس لدينا جدول زمني حتى الآن".
وقال مايك لي، لموقع The Hill إن التقدم الجيد الذي أحرزته المملكة العربية السعودية بشأن اليمن لا يؤثر على ما إذا كان ينبغي المضي قدما في القرار.
العلاقات الأمريكية- السعودية تتطور
غالبًا ما توصف العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية على أنها تملك جذورها في المصلحة العملية ، وأهم معادلاتها هي النفط السعودي مقابل الأمن الأمريكي.
وتطورت العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية جنبًا إلى جنب مع ديناميكيات الشرق الأوسط المتغيرة. تعد المملكة مركزًا روحيًا لمليارات المسلمين، ولها تأثير كبير بين الدول المجاورة، وعملت كشريك للولايات المتحدة في المصالح الأمنية المشتركة لصد التهديدات من إيران ومواجهة "التطرف."
لكن المملكة قلقة أيضًا من أن الولايات المتحدة تفقد تركيزها على المنطقة، مما دفع الرياض إلى إظهار الحزم بشكل أكثر صراحة في سياستها الخارجية.
أثر السلام في اليمن
يشير التقرير إلى إن إحراز تقدم نحو السلام في اليمن من شأنه أن يضيف إلى دفة الإيجابية في العلاقة الأمريكية- السعودية .
وقال جاريد رويل، المدير القطري للجنة الإنقاذ الدولية في اليمن، إن منظمات الإغاثة تراقب عن كثب التطورات المحيطة بمحادثات السلام، لكنه حذر من اعتبار نهاية القتال بمثابة حل للتحديات الهائلة التي تواجه مجتمع الإغاثة، والتي تشمل توفير الغذاء الضروري لليمنيين والدعم الصحي والخدمات التعليمية والعمل على مكافحة استغلال النساء والفتيات.
وأضاف رويل: "أعتقد أننا بحاجة فقط إلى إيصال الرسالة كمجتمع مساعدات دولي بأن الاحتياجات ستستمر طالما أن الكثير من العوامل المختلفة لا تزال قائمة".
ودعا الأمم المتحدة والجهات الفاعلة الدولية الأخرى إلى القيام بدور نشط إلى جانب مناقشات السلام لحماية ودعم العمل المستقل لمجموعات الإغاثة.
وتابع: "أعتقد أنه من المهم حقًا إيصال رسالة مفادها أن تقليل الصراع لا يعني تلقائيًا تحسين الظروف على الأرض، أو انخفاض مستويات الحاجة."
أخبار ذات صلة
الاربعاء, 19 أبريل, 2023
وزير الخارجية الأمريكي يبحث مع نظيره السعودي جهود تحقيق السلام في اليمن
الاربعاء, 19 أبريل, 2023
"لا تضمن سلام مستدام".. موقع أمريكي: مفاوضات السعودية مع الحوثيين تركز على جانب واحد من الصراع باليمن
الثلاثاء, 18 أبريل, 2023
وثيقة أمريكية مسربة تكشف كواليس "المفاوضات السرية" بين السعودية والحوثيين بشأن اتفاقية سلام في اليمن